اطلب العلم

الزراعة المائية

تُعد الزراعة المائية (الهايدرو بونيك) من أنماط الزراعة الحديثة نسبياً، إذ ظهرت في الربع الأخير من القرن الماضي، وشاع استخدامها بشكل جماهيري واسع وعلى مستوى المؤسسات والشركات في التسعينيات من القرن العشرين.

سميت الزراعة المائية لأن هذا النوع من الزراعة يتم في المياه العذبة وتكون فيه نسبة استخدام المياه أو النسبة التي يدخل فيها الماء في عملية الزراعة إلى جانب التربة (في أنماط أخرى من الزراعة المائية) بنسبة 3 : 1.

تستخدم الزراعة المائية في مفهومها العلمي الأكاديمي على النظم الإروائية التي يستخدم فيها ضمن قانون اقتصادي حسب حاجة النباتات إليه أو حسب السعة الحقلية أو نقطة التشبع أو نقطة الذبول.. الخ، من مصطلحات العلم الزراعي التي يراعى فيها الهندسة والحساب للزراعة المائية.

وعلى الرغم من أننا نواجه أزمة مياه في منطقتنا الشرق أوسطية أو في العالم بشكل عام. إلا أن استخدام الزراعة المائية لم يتغير أو يتأثر بالحاجة والأزمة المائية هذه لأن النتاج الزراعي سيكون غذاءً لصالح البشرية وبني الإنسان.

ففي الزراعة المائية تدخل زراعة الخضراوات لمختلف المحاصيل كالخيار والطماطم والبصل.. الخ. وكذلك زراعة الزهور التي يتم فيها الاتجار بالبورصة وأسواق الورود العالمية.

إن أنواع الزراعة في الزراعة المائية عديدة فمنها ما يعتمد التربة الطبيعية التي تغربل في مكوناتها الأساسية الثلاثة، وهي الطين والرمل والفري، لاختيار التربة المناسبة لكل محصول وزراعته فيها واحتساب الحاجة المائية له. أو أن يكون نوع الزراعة مستخدماً فيه منظومة تسمى منظومة الري بالتنقيط قائمة على احتساب معدل لتر/ساعة للمياه النازلة من أنبوب الري إلى النبات أو المحصول أو الشجرة، جدير بالذكر أن رولات (بكرات) منظومة الري بالتنقيط لها نظام صناعي أوتوماتيكي متطور يعتمد على صناعة الأنبوب بأقطار وأسماك مختلفة وحقنه بالمنقطات التي تصرف المياه من الأنبوب إلى الأرض وهو ما يسمى بتصريف المياه.

للبزل أيضاً علاقة بالزراعة المائية، إذ يتم اختيار حوافي من المياه (وهو الصلب الرئيس لمحور الزراعة المائية) أو أقنية من المياه يتم توزيع الأسمدة والمذيبات العضوية الأخرى فيها لإنتاج نباتات مختبرية وبحثية ودراسية وللقيام بالتهجين عليها واستكثارها. ومن ذلك زراعة بذور النباتات أو العتل في أطباق بتموس واستعمال الري المنتظم فيها للحفاظ على درجة الرطوبة طوال الموسم.

لقد حظيت الزراعة المائية باهتمام العلماء في تحقيق التزاوج بين الإنتاج النباتي (لأغراض نباتات الزينة) بواقي ذلك النباتات المائية كالطحالب وزنبق الماء وإحداث هذا التزاوج مع تربية الأحياء البحرية كالأسماك (سواء أسماك الزينة أو أسماك الطعام – المائدة).

ختاماً علينا أن ننوه إلى أن أهمية الحاجة إلى اختصاصيين أكاديميين وحرفيين عمال في الزراعة المائية قائمة في ظل حاجة العالم المتزايدة إلى المياه التي لا تكفي فيها الأنهار والأمطار ومحطات التحلية في البحار من سد الحاجة المتزايدة من الماء.

أضف تعليق

التعليقات