طاقة واقتصاد

أسواق السلع العالمية
بهذا تختلف عن غيرها..

  • 33a
  • 35c
  • 34a
  • 35a
  • 35b

أدى ارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة إلى بروز مفردة السلع العالمية في الأخبار الاقتصادية وتحليلات وسائل الإعلام. فما هي هذه السلع؟ وبماذا تختلف عن غيرها؟ وما الذي يميز أسواقها عن أسواق الأسهم والأوراق المالية؟
سحر الرويلي تجيب عن هذه الأسئلة في الموضوع التالي.
تعرف المواد الأولية الزراعية أو المشتقة في عالم الاقتصاد والمال بالسلع. ومن الأمثلة على السلع الزراعية القطن والشاي والبن. أما السلع المشتقة فتشتمل على الذهب والفضة والنفط والغاز والفحم والسكر على سبيل المثال لا الحصر.
وهذه السلع تباع وتشترى، ولها أسواق عالمية ويجري نقلها من الدول المصدرة إلى الدول المستوردة. وكأي سوق عالمية، تتكون أسواق السلع من الباعة والمشترين والمضاربين والمستثمرين، كما تحظى بمتابعة الاقتصاديين والحكومات نظراً لتأثيراتها على النشاط الاقتصادي للمصدرين والمستوردين.

وشهدت أسواق السلع العالمية في الآونة الأخيرة، وبالتحديد خلال السنوات الأربع الأخيرة نشاطاً كبيراً جداً، مقارنة بغيرها من الأسواق العالمية. ويعود ذلك إلى النفط الذي يعد أكبر سلعة تجري المتاجرة بها في العالم من حيث الكمية والقيمة. وكما هو متوقع، فلقد أسهم ارتفاع أسعار النفط إلى عائدات مالية للاستثمارات في السلع تفوق العائدات من الاستثمارات المالية العالمية الأخرى كالأسهم والسندات والأسواق العقارية.

أسواق السلع
عودة إلى أسواق السلع، فهي تعد أقدم الأسواق في تاريخ البشرية حيث إنها تتاجر بالمواد الأولية الضرورية للحياة. وقد واكبت هذه الأسواق النمو في المجتمعات البشرية والتطور في المعاملات المالية والتجارية كاختراع واستخدام النقود ونشوء الشركات والتجارة الدولية. فلا عجب إذن أن تعود جذور أقدم البورصات التي تتاجر بالسلع إلى القرن الميلادي التاسع عشر حيث بدأت سوق شيكاغو لتداول السلع نشاطها سنة 1848م. أما اليوم فهناك أكثر من 48 سوقاً رئيسة لتبادل السلع متمركزة في أربع دول هي الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين والمملكة المتحدة.

ولا تقتصر أسواق السلع على النفط فقط، بل تتاجر أيضاً بقرابة 100 صنف من السلع تصنف ضمن خمس فئات رئيسة على النحو التالي:

ولعل أهم فائدة يجنيها بائع السلعة ومشتريها في هذه الأسواق هي معرفة السعر العادل والمناسب للسلع. وبما أن هذه السلع تتاجر أيضا بعقود آجلة (في هذه العقود يتم الاتفاق على البيع والشراء في الوقت الحالي ولكن تسليمها في فترة مستقبلية متفق عليها قد تكون بعد أشهر أو سنوات). والغاية من التعامل بطريقة العقود الآجلة هو تجنب مخاطر تقلبات الأسعار. فعلى سبيل المثال، تقوم الكثير من الشركات المصنعة للمواد الغذائية بتثبيت سعر السلع الأساسية المستخدمة في منتجاتها عن طريق شراء عقود آجلة. كما تستخدم أسواق السلع أيضاً من قبل المستثمرين للاستفادة من عوائد تغير الأسعار، فنرى المضارب يجني أرباحاً من شراء عقود للسلع تحسباً لطفرة صناعية في بلد ما والتي عادة ما تتسبب في زيادة كبيرة في الطلب على السلع، كما يحدث في دولة الصين في السنوات الأخيرة.

وتعد البنوك من أهم المتاجرين في أسواق السلع، حيث إن عمليات تجنب المخاطر والمضاربة عادة ما تنفذها بنوك دولية بالإضافة إلى عمليات المضاربة الخاصة بأموال البنك. وتقدر عوائد بنكي غولدمان ساكس ومورغان ستانلي ، وهما أنشط البنوك في تجارة السلع، من جرَّاء هذا النشاط المحدد خلال عام 2004م عام بحوالي %20 من إجمالي دخلهما. وقد حفز هذا الأمر بنوكاً أخرى على توسيع نشاطاتها وخبراتها في أسواق السلع في السنوات الأخيرة ومنها ميريل لينش، و ج. ب. مورغان، وباركليس، ويو. بي. اس. و دويتش بانك، وا.ب.ن أمرو.

حجم أسواق السلع
عادة ما تكون الاستثمارات الدولية التقليدية في أسواق الأسهم وسندات الشركات والحكومات. وتحديداً، فإن رأس مال الأسواق العالمية للأسهم يبلغ قرابة 38 ألف مليار دولار، ولا يشمل هذا الرقم أسواق الأسهم المحصورة للمستثمرين المحليين (كسوق الأسهم السعودية). أما السندات، فيبلغ رأس مالها حوالي 22 ألف مليار دولار. وبالمقارنة، فإن رأس مال الاستثمارات في أسواق السلع العالمية يبلغ حوالي 90 مليار دولار، أي حوالي 0.2 بالمائة من حجم أسواق الأسهم! وصغر حجم سوق السلع يعني أنها عرضة للتضخم إزاء تحرك نسبة بسيطة من رؤوس الأموال من أسواقها التقليدية (الأسهم والسندات) إلى أسواق السلع، وإن كان تحركها لا يذكر في عالم الاستثمارات الدولية.

وتشير البيانات إلى حدوث زيادة في رأس مال أسواق السلع بنسبة %50 في عام 2005م فقط. ويتفق الكثير من المحللين على أن هذه الزيادة كانت سبباً في تضخم أسواق السلع، وأنها قد أسهمت في زيادة سعر جميع السلع وعلى رأسها النفط. ونظراً لتأثر السلع بتحركات المستثمرين، فإن تحليل أسعارها يجب أن يشمل حسابات العرض والاستهلاك التقليدية إضافة إلى متابعة حركة رؤوس المال الاستثمارية.

آلية الاستثمار في السلع
ذكرنا أن الراغب في الاستثمار في السلع عادة ما يقوم بفعل ذلك عن طريق بنك. وتحديداً، يقوم المستثمر بشراء وحدات من مؤشر مكون من سلع مختلفة وأشهرها مؤشر جولدمان ساكس للسلع. وبالطبع، يستطيع المستثمر أن يشتري عقود سلعة ما من إحدى البورصات العالمية مباشرة، شريطة أن يستوفي الشروط المفروضة من قبل إدارة البورصة والأنظمة الاستثمارية. ونظراً لذلك، ولكون استثمارات أسواق السلع أكثر تعقيداً من الاستثمارات التقليدية، فإن النصيب الأكبر من الاستثمارات المالية في أسواق السلع يتم عن طريق المؤشرات التي تعرضها البنوك. ويعتبر بعض المحللين أن تسهيل الاستثمار في أسواق السلع عن طريق المؤشرات، إضافة إلى عوائدها العالية بالطبع، قد أسهم في زيادة تدفق رؤوس الأموال إلى السلع كما تم شرحه آنفاً.

ويعرض الجدول التالي العوائد التي حققها مؤشر جولدمان ساكس للسلع مقارنة بالاستثمارات الأخرى في السنوات الأخيرة:

وختاماً، فإن أحداث السنوات الأخيرة في أسواق السلع من حيث نمو رأس مالها وزيادة المشاركين فيها يفتح باباً جديداً ومهماً في تاريخ أسعارها، حيث إنها تتفاعل اليوم، وبشكل كبير، مع أداء الاستثمارات الأخرى وتحركات رؤوس الأموال، ولكن على المدى الطويل، ينفرد عامل العرض والطلب في تحديد سعر جميع السلع بما فيها النفط.
اقرأ للبورصة
إشارات البيع والشراء الفنية
لأسهم البورصة
واحد من الكتب المهمة التي تبحث في أساسيات الأسهم والبورصة، من تأليف أحمد عيد الصاعدي وصالح فؤاد المطبقاني في طبعته الأولى.
يتوجه هذا الكتاب إلى المبتدئين والمحترفين أيضاً. فهو مكتوب بأسلوب سهل جداً وواضح، ومدعوم برسوم وصور توضيحية كثيرة من السوق، ويتناول هذا الكتاب قراءة المؤشرات الفنية مثل التدفق المالي، والقوة النسبية، والفوليوم، والستوكاستيك، والماكد، والبولينجر، والمتوسطات المتحركة. كما يستعرض حساب مستويات المقاومة والدعم والتعامل معها. وتفسير الأعمدة، والفجوات، وخطوط الترند. وفي آخر الكتاب نماذج من برامج التحليل الفني التي ترسم كل أدوات التحليل الفني من مؤشرات وأعمدة وشموع.

عالم المال.. بين لغتين
قاموس المصارف والاستثمار وأسواق المال والبورصة قاموس عصري صدر عن دار الوراق للنشر والتوزيع عام 2003م. ويتضمن أحدث المصطلحات المتداولة حالياً في الأوساط المصرفية والاستثمارية وأسواق المال والأسهم، ويسد فراغاً واضحاً ومزمناً في هذا المجال.
فهو يحتوي على المرادفات العربية المقابلة لآخر المصطلحات الإنجليزية المستخدمة في عالم المصارف والاستثمار وأسواق المال والأوراق المالية والأدوات الاشتقاقية، التقليدية منها والإلكترونية، مقرونة بتعاريف دقيقة لها عندما تعجز المرادفات العربية أحياناً عن إيفاء المصطلح الإنجليزي حقه من التوضيح.
كما ترد في هذا القاموس أسماء العملات المتداولة في شتى أنحاء العالم، ونبذة عن أهم المؤسسات المالية الدولية والمصارف المركزية، وقد أُرفق به مسرد للمصطلحات المصرفية والاستثمارية الإسلامية. واستغرق إعداده سنوات ثلاث ونيف.

..للمضاربة والاستثمار
يعتبر خبراء الاقتصاد في العالم البورصات بمثابة نظام إنذار مبكر لحدوث تغيير في الأوضاع الاقتصادية وذلك بانخفاض أو ارتفاع مؤشراتها والتي تعكس إقبال أو إحجام المستثمرين على الاستثمار والتداول تأثراً بالمناخ السياسي والاقتصادي المحيط. هذا ما يتناوله كتاب البورصة.. كيفية المضاربة والاستثمار ترجمة وإعداد بشر الموصللي عن دار الشعاع للنشر والعلوم في طبعته الأولى, عام 2003م.
يعرفنا هذا الكتاب على طريقة عمل البورصة والأسواق المالية من أسهم وسندات وعقود, إضافة إلى المعلومات اللازمة والضرورية للبدء في عملية الاستثمار في البورصة.
ويتكون الكتاب من فصول عدة أهمها سوق الأوراق المالية والأسهم، وكيفية فتح حساب للمضاربة والسندات، والبيانات المالية الختامية، والتحليلات الأساسية والتقنية، وصناديق الاستثمار المشتركة. ومن أبرز عناوينه الفرعية: ما هي سوق الأوراق المالية؟, ما هي الأسهم؟، كيف تقوم باختيار مضارب؟, كيف تكسب عند انخفاض أسعار الأسهم؟, بالإضافة إلى التحليلات الأساسية في عالم المال والأسواق المالية.

أضف تعليق

التعليقات