Free Time
by Gary S. Cross
تأليف: غاري س. كروس
الناشر: 2024م، NYU Press
في صخب عالمنا الحديث وضجيجه، غالبًا ما يبدو وقت الفراغ، وهو أحد أغلى الأشياء، في الحياة غير مُرض، بل بات السعي وراءہ أمرًا بعيد المنال بشكل متزايد. لكن، لماذا؟ لماذا لا يبدو أن لدينا ما يكفي من وقت الفراغ؟
خلال معظم فترات القرن التاسع عشر، كان العمال العاديون يعملون 60 ساعة في الأسبوع، ولا يحصلون إلا على يوم واحد فقط للراحة. ولكن مع تقدم التكنولوجيا ووعود الثورة الصناعية بزيادة الفعالية الإنتاجية واختصار الوقت، ازداد الأمل في تخفيض ساعات العمل، وتطوَّر معه الإدراك الأوسع لكيفية استخدام وقت الفراغ على أفضل وجه. وسرعان ما أصبحت المنظمات التقدمية تجادل بأن أسبوع العمل الأقصر لن يؤدي إلى تقليل الإنتاجية، في الوقت الذي بدأ فيه الإصلاحيون الاجتماعيون في طرح حجج حول الكيفية التي يمكن بها للمواطنين استخدام أوقات الفراغ وتحويلها فعليًا إلى منفعة عامة.
وفي حين كانت القاعدة تقضي بأن عدد ساعات العمل الأسبوعية هو 60 ساعة، سرعان ما حلَّ محلها نظام العمل الأسبوعي المكوَّن من 40 ساعة. لكن الغريب أن هذا النظام ظل ثابتًا منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا. وهكذا، فإن السـؤال عن السبب وراء عدم تقلُّصه أكثر من ذلك مع تقدم الزمن، هو المسألة المحورية الذي يسلِّط عليها الضوء مؤلف هذا الكتاب أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بنسيلفانيا الأمريكية، غاري س. كروس.
يرى كروس أن النزعة الاستهلاكية أثرت في بنية وقت الفراغ بطرق أساسية، فهي أضعفت رغبة العمال في المطالبة بمزيد من التخفيضات في ساعات العمل؛ لأن ذلك يعني انخفاضًا في المداخيل، وعلى ذلك، تفسّر جاذبية النزعة الاستهلاكية السبب وراء عدم تحقيق الشكل “اللطيف” من أوقات الفراغ، وهو نموذج يركز على الغايات العليا لتحسين الذات والمجتمع.
اترك تعليقاً