مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يوليو – أغسطس | 2024

نشاط الدماغ بين المحادثتين الافتراضية والفعلية


اكتشف باحثون من جامعة يال الأمريكية، اختلافات كبيرة في نشاط الدماغ بين المحادثات وجهًا لوجه والمحادثات عن بُعد، التي تجري عبر منصات مكالمات الفيديو مثل زوم أو سكايب وغيرهما، وفقًا للبحث الذي نُشر في “إميجنغ نيوروساينس” في 7 نوفمبر 2023م. فقد ارتبطت المحادثات الفعلية وجهًا لوجه بنشاط عصبي أكبر بكثير من المحادثات التي أجريت افتراضيًا.

فقد استخدم الباحثون تقنيات التصوير العصبي المتقدمة لتسجيل نشاط الدماغ لدى أشخاص مشاركين في محادثة وجهًا لوجه، وآخرين في اجتماع افتراضي عبر زوم. وكشفت النتائج أن أدمغة الأشخاص المنخرطين في محادثات واقعية، أظهرت فورة معقدة من النشاط في أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفاعلات بين الأفراد. ولكن أثناء محادثات زوم كان النشاط في تلك الأجزاء من الدماغ هادئًا.

تعتمد التفاعلات الاجتماعية بشكل كبير على وسائل الاتصال غير اللفظية مثل إشارات الوجه ولغة الجسد. فيميل الأشخاص المشاركون في المحادثة وجهًا لوجه إلى النظر في وجوه بعضهم فترةً أطول، وتتسع حدقة العين عندهم؛ وهو ما يشير إلى مستوى عالٍ من الإثارة والانسجام. وأظهرت فحوصات تخطيط كهربية الدماغ أيضًا، زيادة في مناطق الدماغ التي تُعالج المعلومات المرئية عن وجوه الآخرين. وقال كبير مؤلفي الدراسة البروفيسور جوي هيرش: “يبدو أن زوم (وأمثاله) هو نظام تواصل اجتماعي ضعيف مقارنة بالتواصل الشخصي وجهًا لوجه”.

علاوة على ذلك، وجد الباحثون أيضًا أن النشاط العصبي للأشخاص في محادثة واقعية أظهر مزيدًا من التنسيق، وهو ما يشير إلى أن الناس يميلون إلى مشاركة الإشارات الاجتماعية من دون وعي في كثير من الأحيان في الحياة الواقعية، مقارنة بالبيئة الافتراضية. وأضاف الدكتور هيرش: “أن تمثيل الوجوه عبر الإنترنت، على الأقل مع التكنولوجيا الحالية، لا يحظى بالقدرة على (الوصول المميّز) إلى الدوائر العصبية الاجتماعية في الدماغ الذي تتميز به الوجوه الحقيقية”.


مقالات ذات صلة

غالبًا ما نتصوّر أن الدماغ يؤثر في الجسد كالسائق بالسيارة، لكن الأبحاث الحديثة كشفت أن التأثر والتوجيه يحدث من الجانبين. فالجسد، من خلال نشاطاته الحسية والحركية، يؤثر بالدماغ أيضًا. 

هل بتنا على مشارف عصر زراعي يُسمّد فيه النبات نفسه بنفسه؟

تشير فرضيات عدة إلى أن السفر إلى الماضي أو المستقبل ممكن باستخدام طرق مختلفة؛ لكن جميعها واجهت ما يُعرف بـ “مفارقة الجَدِّ”؛ فإذا تمكن المرء من السفر عبر الزمن في الماضي وقتل جدَّه، فكيف سيكون موجودًا ليؤثر في الزمن الماضي؟


0 تعليقات على “نشاط الدماغ بين المحادثتين الافتراضية والفعلية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *