سندريلا..
حلم الطفولة والصبا
رقية علي التاروتي – فنَّانة تشكيلية
حياة سندريلا قبل أن تصبح أميرة كانت هي حياتنا نحن الفتيات كما نعتقد دائماً. كما أننا كنا ننتظر التحوُّل الكبير كما تحوَّلت حياتها هي، خاصة في حالات التعب والخدمة التي كنا نعتقد أنها مرهقة.. كنا نترقب التحوُّل إلى حالة الرخاء، وانتظار الجنية بعصاتها السحرية. فكان الشغف وتجريب كل شيء للوصول إلى تلك المرحلة الغريبة والملابس الفارهة بعد ارتداء الملابس البسيطة.
كانت سندريلا مثالاً يُحتذى، بطيبة قلبها وهدوئها وملامحها البريئة وملابسها المتقشفة، وجلوسها بالقرب من مدفأتها الملأى بالرماد طالبة الدفء بعد شعورها بالبرد، كناية عن حاجتها للحنان الذي تفتقده بعد فقدها حضن أمها الدافئ.
كان جيلنا رومانسياً حتى أقصى حد. وكنا نبكي لأي موقف حزين، لرقة مشاعرنا، حتى ولو كان مشهداً كرتونياً. تَفَاعُلُنا كان عالياً إذ كنا نعيش المشهد ونتخيل أنفسنا تلك الشخصية. هكذا كنت أنا “السندريلا” الحالمة التي تطمح إلى التغيير الإيجابي دائماً.
النمر المقنَّع..
سأخلص الحلبة من كل الشرور
عبدالله علي الغاوي – مهندس ميكانيكي
أذكر أن النمر المقنّع كان المسلسل الكرتوني المفضَّل عندي، لعامل الإثارة القوي الموجود على مدى جميع حلقاته. تميزت تلك الحقبة الزمنية من سنوات طفولتي بإنتاجية مميزة لمسلسلات الكرتون التي تحمـل في حلقاتها قصصـاً جميلة ومبتكرة من الخيال، مثل: مدرسة الكونغ فو وروبن هود وغيرها من المسلسـلات الجديدة. وما زالت تقفز في ذاكرتي لحظات انتظارنا الأسبوعي ولهفتنا الكبيرة لشراء أشرطة الفيديو التي تباع في الأسواق لهذا المسلسل المثير، حيث كانت تحتوي على أجزاء متقطعة، وكل شريط يحتوي على مجموعة من الحلقات التي لم تكن وقت اقتنائه قد عرضت على شاشة التلفزيون بعد.
استلهمنا من طيات قصته كيف نعيش لننصر المظلومين ونرفض الظلم بجميع صوره. وستظل عبارته التي يزأر بها في مقدِّمة كل حلقة تتردَّد في الذاكرة حين يقول: “لن أيأس أبداً لن أستسلم سأخلص الحلبة من كل الشرور”.
لحظات مفعمة بالمتعة والبطولة في غرفة الطفولة، سيبقى ظلها الطويل ممتداً في أفق الذاكرة.
المُحقق كونان وتقمص الشخصية
أمجاد آل نَصر – متخصصة في إدارة الأعمال
أذكر شخصية المُحقق كونان. ففكرة تصغير الجسم من دون تأثيره على العقل كانت جذابة جداً، وشعور التسلل أو امتلاكه لسر خفي لا يمكنه الإفصاح عنه كانت لتضيف إلى هذه الشخصية الكرتونية تميّزاً خاصاً. والأهم من ذلك قدرته على التحليل المنطقي في قصص ومناطق مختلفة كانت تجعل الرغبة في إيجاد الحلول الصائبة أمراً مُلِحَّاً وأمراً هيِّناً، ما إن نتبع الخطوات بحذر ودقة حتى نصل إليه. طفولة المرء تبدأ مع شخصياته الكرتونية المُفضلة، وأصدقائه الوهميين الذين ترسمهم مخيلته الواسعة.
وهذا ما قد وصلتُ إليه وأعمل عليه اليوم وإن كان بشكل مختلف بعض الشيء ولكنه يحمل الجوهر نفسه: استراتيجية تحليل المشروعات والنصوص الكتابية هي أكثر أمر مُحبب إلى اليوم في تخصصي الجامعي (إدارة الأعمال). وهذا ما يعني بلا شك أن شخصية المحقق كونان عالقة بي بِشكل أو بآخر. وكثيراً ما أعود إلى تقمص تلك الشخصية بحثاً عن دلائل وبراهين تساعدني على اكتشاف حقيقة الأشياء وحقيقة نفسي، وإيجاد الحلول لمختلف ما قد يعرقلني في مسيرتي.
أنا والأميرة الصغيرة
الهنوف القحطاني – مدرِّبة لغة إنجليزية
سالي الأميرة الصغيرة التي لامست طفولتي لتأصل معاني نبيلة ذات بُعد إنساني وعمق وجداني. الأميرة الصغيرة التي أدهشتني بدماثة أخلاقها رغم أنني كنت طفلة. فما زلت أتذكر كيف ناضلت كثيراً بعد أن انتقلت من مرحلة الغنى إلى الفقر لتحظى بضروريات الحياة الأولية من مأكل ومأوى رغم أنها صغيرة السن. وما زالت محاولاتها في بؤرة الذاكرة حين تكاد أن تسقط، ولكنها تتماسك وتقف من جديد. هكذا ظلت سالي تقاسي وتعاني مخفية آلامها بمضاد ابتسامتها، حتى يحدث وأن تتسلَّم ثروة والدها من صديقه توماس كريسفورس لتخبرنا أن “ما بين غمضة عين وانتباهها يغيِّر الله من حال إلى حال” فتعود الأميرة غنية مجدداً، ليس لتنتقم وإنما لتسامح كل من أساء إليها بقول أو فعل. وهكذا تلخّص السلام الداخلي الذي لابدّ وأن تتحلَّى به أي روح إنساني.
ماوكلي والعاطفة الإنسانية
إبراهيم المبارك – شاعر
كثيرة هي الأفلام الكرتونية العالقة في الذاكرة من الطفولة، التي كان لها كثير من الأثر على قيمنا وسلوكنا بخلاف ما يحدث في أفلام الكرتون اليوم. فقد كانت تتناول عديداً من القيم السامية، وتتناول الإنسان في أسمى قيمه ومبادئه، ولا تغفل الجانب الآخر من النزعة البشرية أيضاً كنزعة الشر. والملاحظ أنهم كانو دائماً يرمزون للأشرار بأشكال بشعة وغير مألوفة كدلالة على غرابة وعدم سلامة النزعة والسلوك، كجنود بيقا في فِلْم “قرندايزر”. إنه تبسيط صوري للشر حتى يظل عالقاً في ذاكرة الطفل كصورة واضحة ومبسَّطة. ومن المميزات التي أذكرها أنها لم تستكثر الأفكار الكبيرة على الطفل، ولذلك كنا نجد أفكاراً وقضايا فلسفية ووجودية ولكن بطريقة مبسَّطة كالمسلسل الكرتوني “في قصص الشعوب”، وهو عبارة عن قصص من الأدب العالمي تناولت كثيراً من الأفكار الفلسفية أو ما يتعلق بالهوية، مثل الفلم الكرتوني “ماوكلي” حول كيفية الشعور بالانتماء إلى المكان الذي ولد فيه على الرغم من الخصائص والظروف التي لا تؤهله للبقاء ضمن عائلة الذئاب، وصدمته عند معرفته بعدم انتمائه إلى المكان الذي ولد فيه، ومن ثم إصراره على البقاء والتأقلم مع قانون الغاب باختراع هوية جديدة.
اترك تعليقاً