مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
2024

من المختبر

كيف يفهم العلماء لغة باطن الأرض؟


فريق التحرير

تزخر القشرة الأرضية بالشقوق والتجاويف والمسام والقنوات التي يمكن للصوت أن ينتقل من خلالها. وقد ابتكر العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا طريقة لفك رموز الأصوات المختلفة الصادرة عن الأرض، ونُشرت النتائج في نشرة “سايتيك دايلي” في عدد أكتوبر 2023م.
فقد وجد الجيولوجيون أنه كلما كان مصدر الصوت أعمق، كانت درجته أحدّ وأعلى. فظهرت فرضية من هذه الملاحظة مفـادها: أن حدّة الصوت تتناسب مع الضغط الممارس على الصخر. وأُجريت تجربة لمعرفة الخصائص الفيزيائية التي تبديها الصخور عند تعرضها لضغوط مختلفة.

ففي مختبر مجهز بآلات يمكنها إحداث مستويات مختلفة من الضغط، عرَّض الباحثون ألواح الرخام لمستويات مختلفة من الضغط، ولاحظوا أثر ذلك في صلابة المادة، وسجلوا الأصوات التي تصدرها الصخور، وحللوا حدة الصوت والتردد.

وخلال هذه التجربة، حدد العلماء أنماطًا صوتية، أو “بصمات” كما يسمونها. ووجدوا أن الرخام يصبح هشًا تحت ضغط منخفض، ويُحدث طفرات مفاجئة ومنخفضة الدرجة أثناء تعرضه لضغط عالٍ، ويُبدي المزيد من خصائص الليونة ويُصدر صوت طقطقة يذكّرنا بصوت الانهيارات الثلجية.
إن تطبيق هذه المعرفة على تسجيلات الضوضاء التي تصدرها الأرض، يمكنه أن يساعد الجيولوجيين في تقييم أنواع الشقوق الموجودة في الغلاف الصخري، وكيف تتصرف الصخور على أعماق مختلفة.

فعلى مستوى القشرة الأرضية (الطبقةالخارجية الرقيقة التي يبلغ سمكها في الحد الأقصى 70 كيلومترًا) توجد أنواعٌ مختلفةٌ من الصخور ذات الخصائص المتباينة. وفي الطبقات الأقرب إلى سطح الأرض، تكون الصخور هشّة وقابلة للكسر بسهولة. وفي الأعماق المنخفضة حيث الضغط ودرجة الحرارة أعلى، تكون الصخور أكثر ليونة.

وفي مكان ما بينهما، يَفترض الجيولوجيون أنه لا بدّ من وجود بعض الصخور في حالة بين الحالتين غير مدروسة، تكون فيها الصخور ليّنة وهشّة في الوقت نفسه؛ حيث يمكن أن تسيل وتنكسر. وقد يكون هذا هو المستوى الذي يكون فيه الغلاف الصخري هو الأقوى، وحيث تنشأ أقوى الزلازل.


مقالات ذات صلة

غالبًا ما نتصوّر أن الدماغ يؤثر في الجسد كالسائق بالسيارة، لكن الأبحاث الحديثة كشفت أن التأثر والتوجيه يحدث من الجانبين. فالجسد، من خلال نشاطاته الحسية والحركية، يؤثر بالدماغ أيضًا. 

هل بتنا على مشارف عصر زراعي يُسمّد فيه النبات نفسه بنفسه؟

تشير فرضيات عدة إلى أن السفر إلى الماضي أو المستقبل ممكن باستخدام طرق مختلفة؛ لكن جميعها واجهت ما يُعرف بـ “مفارقة الجَدِّ”؛ فإذا تمكن المرء من السفر عبر الزمن في الماضي وقتل جدَّه، فكيف سيكون موجودًا ليؤثر في الزمن الماضي؟


0 تعليقات على “كيف يفهم العلماء لغة باطن الأرض؟”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *