مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين

مع القراء


أحياناً، يحمل إلينا البريد رسائل تتجاوز في عاطفتها تجاه القافلة حدود المجاملة الشكلية، لتستوقفنا أمامها باعتزاز يحمّلنا مسؤوليات إضافية لنبقى عند حُسن الظن. ومن هذه الرسائل، ما وصلنا من المدير السابق في أرامكو السعودية الأستاذ مصطفى المهدي الذي كتب يقول تحت عنوان “ذكرياتي مع القافلة”:

“اسمٌ جميل “القافلة”.. كَمٌ عظيم من التفاؤل في هذا العنوان..

في ذلك الزمن الجميل دخلت القافلة البيوت كأجمل هدية لتنشر المعرفة بلا استئذان..

اسمٌ ارتبط بالصحراء وإرثها الذي لا تغيب عنه الشمس..

اسمٌ ارتبط بما وراء وتحت الرمال الذهبية ليعبّر عن ما في جوفها من ثروات وألغاز ورموز وحضارة..

اسمٌ ارتبط بما سجّلته تلك الذرات من شذرات الأدب والفكر والثقافة ممن عاشوا بين تلك الكثبان، فسارت بأقوالهم وأشعارهم الركبان..

اسمٌ حرَّك مشاعر المبدعين من الشرق والغرب، فغاصت عقولهم بين الرمال والآمال والأعمال..

اسمٌ يذكّرنا بالعودة إلى الجذور مهما عشنا بين القصور من دهور..

اسمٌ يذكّر بالغاز والزيت والبيت والمجد والصيت، وأن تُقفل للمجد راجعاً لا متراجعاً..

القافلة تعود لتسود المعرفة ويتصدّر الزيت الشرقي – طيب الأرومة – ليضيء العالم ولكيلا يجف نهر الحياة”.

ووردتنا أيضاً رسالة من الكاتبة أريج عيسى المحفوظ، التي سبق لها أن تعاونت مع القافلة في كتابة موضوعات عديدة، منها “ملف الضحك” و”قرص الأسبيرين”، وجاء فيها: “وقَعَ بين يدي عدد القافلة مارس – أبريل 2019م؛ ولقد أعجبني كثيراً.. وبسببه استحضرت بعضاً من ذكرياتي الجميلة مع عزيزتي القافلة. لأخط ذلك كرأي لي حولها بشكل عام مع وجهة نظر لي حول جلسة النقاش” الفلسفة في الحياة والتعليم” المنشورة في العدد نفسه”.
ومع شكرنا للأخت أريج على عاطفتها، نؤكد لها أن ما تكتبه هو محل اهتمامنا وعنايتنا.

ومن التعقيبات الكثيرة على موقع القافلة لفتتنا الحماسة لبعض الموضوعات، التي تتجاوز الترحيب الشكلي، فكتب الأخ طلال تعقيباً على موضوع “التربية على تذوق الجَمَال” يقول: “البعض منحهُ الله حاسه تذوُّق الجَمَال والإحساسِ به، مهما كان بسيطاً أو متوارياً عن الأنظار. تجده ينتبه إلى التفاصيل التي لا يلتفت إليها أحد، ويستشعر عذوبة الأشياء، من حوله في موقف أو صوت أو صورة أو شعور عابر، مثل هؤلاء يتذوّقون طعماً مُكثّفاً وفريداً للحياة. مقال رائع، فالأستاذة ثناء ليست كاتبة مثقَّفة فقط، بل أجدها مفكِّرة وفيلسوفة”.

وتعقيباً على مقال “الموسيقى للجميع” كتب يحيى عبدالله مساوى: كل الحُب والوفاء لأهل الوفاء، أصحاب الذوق الرفيع والفن الجميل الراقي، أصحاب الأهداف الجميلة والأسمى في هذه الحياة، الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية تثقيف المجتمع. أتمنى لكم مني كل التوفيق والسداد وأن تتحقق أمانيكم بإذن الله بأسرع وقت، وفق رؤية أشجع رجل يجهد لتحقيق مزيد من الرقي لبلاده العظيمة”.

ووصف محمد سلمان موضوع “الاتصال مع الحضارات الكونية” بأنه “شائق وغاية في الروعة ونادر الطرق. يشدُّ انتباه القارئ، ويبحر به إلى أعماقٍ بعيدة بين الحقيقة والخيال والتجارب والأبحاث. وفي ذلك ما يثير فضول المتتبع وحُب الاستطلاع عنده”.

وأبدى شريف عبدالمتعال إعجابه بموضوع “الخرطوم .. حياة بين نهرين”، فكتب يقول: “أعجبني الموضوع لما فيه من تسلسل جميل. إن السودان يتميَّز بتنوُّع ثقافي وإثني يندر وجوده في كثير من البلدان. كما أن كثيراً من آثاره التاريخية لم تُكتشف حتى الآن، ولا تزال تحت الأرض. سَلِمت أيديكم على هذا السرد الجميل”.


مقالات ذات صلة

رأت ما نشره الكاتب أحمد السعداوي في مجلة القافلة، في العدد الماضي (العدد 700)، تحت عنوان “الرواية.. فن التواضع”، إذ استعرض رأي “جون برين” بخصوص كتابة الرواية الأولى التي أشار إلى أنها تبدو أشبه بالتنويعات على السيرة الذاتية.

ذا أردت أن تقرأ بفاعلية، فاقرأ كتبًا مُعمّرة، أي تلك الكتب القديمة المُتخمة بالدروس الحياتية طويلة المدى؛ كتبًا قديمة ذات قيمة عالية، مليئة بـ “الزبدة” والطاقة الكامنة للمعلومة، ذلك لأنها استمرت طوال السنين وقودًا لتقدم البشرية.

يقول أبو العلاء المعري في واحدة من قراءاته لمستقبل الطفولة: لا تَزدَرُنَّ صِغــارًا في ملاعبِـهِم فجائزٌ أَن يُرَوا ساداتِ أَقوامِ وأَكرِمـوا الطِّفلَ عن نُكـرٍ يُقـالُ لهُ فـإِن يَعِـشْ يُدعَ كَهـلًا بعـدَ أَعــوامِ المعري وهو الذي لم يُنجبْ أطفالًا؛ لأنَّه امتنع عن الزواج طوال عمره، يؤكد من خلال خبرة معرفية أهمية التربية في البناء النفسي للأطفال، […]


0 تعليقات على “مع القراء”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *