قصر الكريستال.. ما تبقى من الأسطورة
أقيم الإكسبو الأول في هايد بارك بلندن عام 1851م، لتتواصل مسيرة المعرض الذي صار مناسبة للتقارب وعرض منجزات البشرية في مختلف الفنون والعلوم والصناعات. وزاره نحو 6 ملايين شخص، واُستخدمت إيراداته في بناء كان تصميم المعرض الذي حمل اسم قصر الكريستال (Crystal palace) مذهلًا بالنسبة إلى توقيته، ولم يكن من الكريستال بالطبع، بل من عوارض الحديد وألواح الزجاج. الفكرة الأساسية للتصميم وضعها جوزيف باكستون، وهو ليس معماريًّا، بل عالم نبات. لكن اللجنة التنفيذية للمبنى ضمت العديد من المهندسين.متحف فيكتوريا وألبرت الشهير.
كان تصميم المعرض الذي حمل اسم قصر الكريستال (Crystal palace) مذهلًا بالنسبة إلى توقيته، ولم يكن من الكريستال بالطبع، بل من عوارض الحديد وألواح الزجاج. الفكرة الأساسية للتصميم وضعها جوزيف باكستون، وهو ليس معماريًّا، بل عالم نبات. لكن اللجنة التنفيذية للمبنى ضمت العديد من المهندسين.
في العام التالي للمعرض رتب باكستون لنقل القصر من هايدبارك إلى سيندهام، وهي منطقة زراعية في جنوب لندن، وجرت توسعة مساحته في المكان الجديد ليصبح أكبر مبنى في العالم.
وفي عام 1936م، نشب حريق كبير أتى على المبنى، ولم يُعرف مصدر الحريق قط. وما تبقّى من القصر هو المبنى الذي شيّدته الشركة المسؤولة عن القصر عام 1880 كقاعة محاضرات لمدرسة الهندسة التابعة لها. لكن المبنى لم يحترق على أية حال، إلا بعد أن ساهم في تنمية المنطقة ومنحها اسمها.
برج إيفل وباريس.. محبة بعد العداوة
الوقت المحدود بين فوز مدينة بتنظيم المعرض وتاريخ إقامته، يستنفر الطاقات لتجهيز الإنشاءات. ولم يكن معرض باريس الصناعي عام 1889م استثناء. تزامن المعرض مع مرور 100 عام على الثورة الفرنسية، فكان الاحتفال مزدوجًا، وكان لا بد للمعرض من بناء عظيم يكون أيقونة المعرض، ولم يكن هذا سوى برج إيفل، الذي صمّمه المهندس الشهير ألكسندر غوستاف إيفيل، ليكون مدخل المعرض.
في يناير من عام 1887م، بدأ العمل بالبرج، وفي غضون عامين كانت 18 ألف قطعة حديد ومليونان ونصف المليون مسمار، قد تحولت إلى البرج الذي صار رمزًا تاريخيًا فرنسيًا.
عقب المعرض احتدم النقاش حول برج إيفل، وطالب البعض بضرورة إزالته لأسباب منها الشك في متانته، وتنافره مع عمارة باريس الباذخة. لكنه نجا، وأصبح أيقونة العاصمة الفرنسية، يزوره سنويًا في المتوسط سبعة ملايين سائح، في حين كان عدد زوار المعرض عام 1889م مليوني زائر.
برشلونة هبة الإكسبو
من السنوات المميزة في تاريخ الإكسبو، كان معرض برشلونة عام 1888م، الذي جعل المدينة ما بعده تختلف عما كانت عليه قبله. فقد كان المعرض استعراضًا للثقافة الإسبانية والكتلانية، وخصوصًا في فن العمارة؛ إذ شارك فيه العديد من المعماريين الإسبان المميزين، ومن بينهم
أيقونة العمارة الكتلانية أنطونيو غاودي، الذي وُضعت أعماله تحت الضوء وذاع صيته العالمي بعد هذا المعرض. ومن أهم منجزات غاودي، كاتدرائية ساغرادا فاميليا ببرشلونة، التي بدأ بناؤها عام 1882م، ولم تكتمل حتى اليوم، لكنها تعكس أسلوب غاودي في تطويع أكثر من طراز معماري ودمجها.
موعد مع المترو!
لا يترك الإكسبو الأيقونات المعمارية للمدن التي تستضيفه فحسب، بل أيضًا مشروعات تنمية مستدامة من بينها مشروعات النقل العام. فقد شهد إكسبو 1900م، افتتاح مترو باريس الذي تحوّل إلى عصب النقل فيها، كما شهد إكسبو 1967م افتتاح مترو مونتريال، وشهد إكسبو 1998م تطوير مترو لشبونة.
البصمة الأمريكية
في معرض فيلاديلفيا 1876م، عرض ألكسندر غراهام بيل، أول هاتف نتيجة لأبحاثه في مجال أجهزة السمع، مدفوعًا بصمم والدته وزوجته. وترك بيل الهاتف للعالم، ورفض إدخاله إلى مكتبه حتى لا يشغله عن أبحاثه!
كما ظهرت في المعرض نفسه بصمة الاستهلاك الأمريكي في شكل أطعمة غزت العالم فيما بعد كالفشار والكاتشب.
حلم شنغهاي
في معرض شنغهاي الصينية 2010م، جرى الإعلان عن يوم عالمي للمدن واُحتفِل به للمرة الأولى، وكان شعار المهرجان “مدينة أفضل لحياة أفضل” يعكس طموح شنغهاي لتكون من أهم مدن القرن الحادي والعشرين، وفاق عدد زوار المعرض سبعين مليون زائر.
اترك تعليقاً