Lost Cities of the Ancient World by
تأليف: فليب ماتيسزاك
الناشر: 2023م، Thames & Hudson
في هذا الكتاب يأخذنا الكاتب المتخصص في التاريخ الروماني القديم، فيليب ماتيسزاك، في جولة على المدن التي فُقدت عبر التاريخ، بدءًا من العصر الحجري إلى أواخر الإمبراطورية الرومانية، ويقدّم منظورًا جديدًا لجذور الحياة الحضرية. تعدُّ البقايا الأثرية لمدن مثل: أثينا والأقصر وروما القديمة بمنزلة النماذج المألوفة التي اندثرت في تاريخ العالم، والتي يزورها المسافرون من جميع أنحاء العالم. ولكن ماذا عن المدن التي امّحت تمامًا من الخريطة العالمية، أو تلك التي غمرتها المياه، أو ابتلعتها رمال الزمن؟ أين هي؟ وماذا يمكنها أن تخبرنا عن ماضينا؟
في هذه الخلاصة للمدن المفقودة، يستكشف ماتيسزاك التجارب والمحن والانتصارات التي واجهتها تلك المدن، ويكشف كيف شرع البشر في مسعاهم المشترك للعيش معًا منذ أول ما استقروا على هذه الأرض. أمَّا عن كيفية تحديد هذه المدن، فكان اعتماد الكاتب على البقايا والمعالم الأثرية والخرائط، بطرق تعيد الحياة إلى بعض المواقع والمستوطنات المهمة المفقودة في مختلف أنحاء أوروبا والشرق الأوسط، من مدينة بافلوبيتري الغارقة في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل اليونانية، إلى الكهوف العميقة في مدينة ديرينكويو في تركيا.
يستعرض هذا الكتاب أربعة آلاف سنة من تاريخ البشرية، ويقدّم رؤى فريدة للمدن المفقودة وطرق الحياة فيها، أهمها يتعلق بأسباب وجود هذه المدن. فعلى الرغم من أن المدن القديمة، بالمجمل، كانت تعدّ أساسًا معاقل دفاعية، فإن ماتيسزاك يقول إن معظم تلك المدن كانت قد أُنشِئت “لأغراض الحكم والدين والتعليم والتجارة”. ودليله على ذلك، أن مواقعها لم تكن على قمم الجبال حيث يسهل الدفاع عنها، بل على السهول المسطحة بجانب الأنهر الرئيسة، مثل تلك الموجودة على طول نهر النيل في مصر، والفرات في بلاد ما بين النهرين، والنهر الأصفر في الصين.
يكشف ماتيسزاك عن شبكة ديناميكية من الشعوب والثقافات التي تقاتلت وتاجرت فيما بينها، وتبادلت الاختراعات والأفكار والفلسفات. وكانت النتيجة أن السكان البعيدين بعضهم عن بعض، مثل سكان كاتالهويوك في ولاية قونية التركية، وسكارا براي في جزر أوركني في إسكتلندا، كانوا يتقاسمون الكثير من التراث المشترك. ومن خلال دراسة الدوافع التي جذبت البشر منذ البدايات للتجمع والاستقرار معًا، فضلًا عن التحديات التي أدّت إلى هجر مدنهم، يقدّم لنا هذا الكتاب منظورًا جديدًا لأصولنا الحضرية.
اترك تعليقاً