مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يناير – فبراير | 2025

مايكل عطية


يُعدُّ السير مايكل عطية من أهم الأسماء في مجال الرياضيات في النصف الثاني من القرن العشرين. فقد حظي بتقدير كبير من خلال الجوائز العديدة التي نالها، ومنها: جائزة آبل، وميدالية فيلدز، ولقب فارس الحَدَث الذي هو جزء من منظومة الشرف البريطاني، كما حاز جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم.

وُلِد مايكل في هامستيد في لندن، 22 أبريل 1929م، لأم إسكتلندية وأب لبناني تعلَّم منه اللغة العربية بوصفها لغة أولى. كان والده إدوارد عطية المولود في بينو في شمال لبنان مؤلفًا وموظفًا، وشغل منصبًا حكوميًا في السودان عندما كان خاضعًا للسيطرة البريطانية، وكان هذا هو المكان الذي قضى فيه مايكل بعض سنوات طفولته. ثم التحق بكلية فيكتوريا المرموقة، حيث جرت ترقيته خلال عامين بسبب أدائه الرياضي الاستثنائي.

تلقى مايكل خمسة عروض لمنحة دراسية، واستقر في كلية ترينيتي بجامعة كامبريدج؛ لأنها قدمت أفضل منهج رياضي. وأظهر في دراسته تفضيلًا واضحًا للهندسة، وحصل على الدكتوراة في عام 1955م تحت إشراف السير وليم فالانس دوغلاس هودج.

خلال حياته المهنية، ألقى محاضرات في كامبريدج وبرينستون وأكسفورد، وأُثني عليه لإلقائه النشط وصوته القوي، لكن دعوته الحقيقية كانت البحث. فبناءً على عمله السابق مع عالم الرياضيات الألماني فريدريش هيرزبروخ، وضع ما يُعرف بـ”نظرية K” في الرياضيات. وأمضى هو وعالم الرياضيات الأمريكي إيزادور سينجر، 20 عامًا في تطوير نظرية “مؤشر عطية – سينجر” التي تُستخدم على نطاق واسع في الهندسة والطوبولوجيا، وهو أهم عمل في حياتهما المهنية، نالا من خلاله جائزة آبل في عام 2004م.

وجدت أعمال عديدة لمايكل عطية تطبيقًا في الفيزياء، وعلَّم هو نفسه علماء الفيزياء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، مثل الحاصل على ميدالية فيلدز إدوارد ويتن، المفاهيمَ الرياضية التي يمكن أن تكون مفيدة في أبحاثهم.

لم يضعف شغفه بالرياضيات قطُّ. فحتى بعد التقاعد، استمر في إلقاء محاضرات منتظمة في الجامعات حول العالم، واستمر في البحث حتى وفاته في 11 يناير 2019م.


مقالات ذات صلة

قطعت الهندسة المعمـارية شوطًا كبيرًا خلال القرن الماضي في مجال استنباط حلول نجحت في تخفيض الخسائر الناتجة من بعض الكوارث الطبيعية.

بات استكشاف تفاعل ميكروبيوم البيئة المبنية مع الميكروبيوم البشري والصحة أمرًا حيويًا بشكل متزايد.

تجميع النفايات على اليابسة وإعادة استخدامها حيثما يمكن ذلك. ومن آخر ما تفتَّق عنه الخيال تصميم أبنية منها قابلة للنفخ، وتجميعها في مكان واحد في البحار، نعدُّه قارة ثامنة، ونوفر كل أسباب الحياة لمن يعيش فيها.


0 تعليقات على “مايكل عطية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *