تُخفي لوحة “ليلة النجوم” في تحفة فينسنت فان جوخ، رؤية علمية لم تُكتشف منذ أن وضع الرسَّام الهولندي فرشاته على القماش في عام 1889م، وحتى وقت قريب. إذ إنها تثير الآن اهتمام العلماء وليس نقاد الفن فقط.
تُمثِّل “ليلة النجوم” بدقةٍ قانون ميكانيكا السوائل، الذي صاغه، أوَّل مرةٍ، أندريه كولموغوروف بعد 52 عامًا فقط من انتهاء العمل على اللوحة. ووفقًا لتقرير مجلة (Hyperallergic) في أكتوبر 2024م، اكتشف هذا الارتباط بين اللوحة والقانون، باحثون من الصين وفرنسا متخصصون في ديناميكيات السوائل؛ أحدهما فني، والآخر علمي، ونُشرت دراستهم في مجلة (Physics of Fluids) بواسطة المعهد الأمريكي للفيزياء.
تُجسِّد حركة الهواء في اللوحة فنيًا الدوامات البيضاء والصفراء للرياح على الخلفية الزرقاء الداكنة للسماء الليلية. وتحتوي “ليلة النجوم” على 14 دوامة، وقد حلَّل العلماء كل واحدة منها بعناية، وقاسوا طول كل ضربة فرشاة والمسافة بين ضربات الفرشاة المجاورة وكذلك سطوعها. ثم استخدموا سطوع الألوان للاستدلال على الطاقة الحركية التي تحملها كل دوامة.
ما وجدوه هو أن تصوير “فان جوخ” لحركة الهواء المضطربة يتبع تمامًا قانون كولموغوروف -5/3 (ناقص خمسة على ثلاثة)، الذي ينص على أن الطاقة داخل النظام المضطرب تتحرك في شلالات، فينتقل جزء من الطاقة من الدوامات الأكبر إلى الدوامات الأصغر، ومن تلك الدوامات إلى دوامات أصغر، وهكذا.
إضافة إلى ذلك، تتبع “ليلة النجوم” أيضًا قانون باتشيلور، الذي جرى اشتقاقه من نتائج كولموغوروف بعد 18 عامًا من نشر البحث الأصلي، و70 عامًا من تاريخ اللوحة. وينص قانون باتشيلور على أن عدد الدوامات الكبرى نسبة إلى عدد الدوامات الأصغر وتلك إلى الدوامات الأصغر منها، يلتزم دائمًا بنسب محددة.
ونُقل عن يونغ شيانغ هوانغ، المؤلف المشارك للدراسة، قوله في مقال في مجلة “ساينس ديلي”، في سبتمبر 2024م: “إنها تكشف عن فهم عميق وبدهي للظواهر الطبيعية”. فقد تمكن “فان جوخ” من أن يلتقط في قطعة فنية ما صاغه العلماء لاحقًا في الرياضيات.
اترك تعليقاً