مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يوليو – أغسطس | 2024

لماذا نفرط في الاستمتاع بالاستهلاك؟


تشير دراسة جديدة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية ونُشرت في مجلة علمية (Journal of Personality and Social Psychology) في 16 مايو 2024م، إلى أن تشتيت الانتباه أثناء وجبات الطعام مثلًا، يمكن أن يقلل من الاستمتاع ويؤدي إلى زيادة استهلاك الأنشطة الممتعة لاحقًا. هذا التأثير، المعروف باسم “تعويض الاستمتاع”، يعني أن الإلهاء عن التمتع أثناء أي نشاط يمكنه أن يدفع الأفراد إلى البحث عن إشباع إضافي، وحتى إلى الإفراط في التعويض عن المتعة المنقوصة لاحقًا من خلال شراء واستخدام منتجات وتجارب، فقط لأنها تجعلنا نشعر بالرضا وليس بالضرورة لأننا في حاجة إليها.


لفهم دور تشتيت الانتباه أو الإلهاء في الاستهلاك المفرط بشكل أفضل، أجرى الباحثون أولًا تجربة شملت 122 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، أبلغوا عن مقدار توقعهم للاستمتاع بغدائهم قبل تناوله. ثم طُلب منهم تناول غدائهم في ظل واحد من ثلاثة شروط: عدم وجود إلهاء، وإلهاء معتدل (مشاهدة فيديو)، وإلهاء كبير (لعب تتريس). بعد الغداء، أبلغ المشاركون عن استمتاعهم الفعلي ورضاهم ورغبتهم في المزيد من الإشباع والكمية المستهلكة؛ كما أبلغوا عن وجباتهم الخفيفة في وقت لاحق من اليوم.

أفاد المشاركون الذين تناولوا الطعام أثناء تشتيت انتباههم بانخفاض مستوى الاستمتاع والرضا، وهو ما ارتبط بزيادة تناول الوجبات الخفيفة بعد ذلك، رغبة في الحصول على مزيد من الإشباع.

وتابع الباحثون أيضًا 220 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و71 عامًا، معظمهم من الإناث، على مدار أسبوع للتحقيق في هذا التأثير الأوسع الذي يتجاوز الطعام. وملأ المشاركون سبع استبانات موجزة يوميًا عبر هواتفهم الذكية فيما يتعلق باستهلاكهم الممتع وبحالات تشتيت انتباههم وبحالات رضاهم. وكما هو الحال مع التجربة القائمة على الغذاء، وجد الباحثون أنه عندما يُشتت انتباه الناس أثناء الاستهلاك، فمن المرجح أن يستمتعوا به أقل مما كانوا يأملون، وأن يشعروا بقدر أقل من الرضا وبالحاجة المتزايدة لمزيد من الإشباع.

وعلَّق المؤلف الرئيس للدراسة ستيفن لي ميرفي، من جامعة غنت على هذه النتائج قائلًا: “من خلال فهم الدوافع الرئيسة للاستهلاك الممتع المفرط، يمكننا تطوير إستراتيجيات للمساعدة في منع حدوثه”.


مقالات ذات صلة

تُعتبر “المُركَّبات الباقية إلى الأبد” من أخطر المشكلات الصحية المعاصرة، الناتجة عن مبيدات الآفات الزراعية. بينما يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة لمواجهة هذه المخاطر..

أحدثت تقنيات تحرير الجينات، مثل “كريسبر كاس 9″، ثورة في علم الأحياء والطب، حيث فتحت آفاقًا لعلاج الأمراض المستعصية بكفاءة وبتكلفة منخفضة. لكن هذا التقدم يثير تحديات أخلاقية، خاصة فيما يتعلق بتحرير “خلايا الخط الجنسي” وتأثيراتها الاجتماعية. لذا، من الضروري الموازنة بين الطموحات العلمية والاعتبارات الأخلاقية لضمان مستقبل مسؤول للبشرية.

اكتشاف الإلكترونات في القرن العشرين أحدث ثورة في فهمنا، مما أدى إلى تطوير تقنيات مسرِّعات الجسيمات وكشف أسرار مذهلة عن عالم الذرة والمادة.


0 تعليقات على “لماذا نفرط في الاستمتاع بالاستهلاك؟”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *