وفقًا لوكالة “ناسا لامدا”، فإن هذا السؤال شائع جدًا، حتى إنه يحمل اسم: “مفارقة أولبرز”، نسبة إلى اسم عالم الفلك في القرن التاسع عشر، هاينريش أولبرز، الذي سأل أوَّل مرَّة: “لماذا لا تبدو السماء ليلًا مشرقة بشكل موحد؟”. فسماؤنا الليلية تبدو سوداء رغم تناثر النجوم والكواكب والمجرات فيها.
صِيغت هذه المفارقة، أوَّل مرَّة، عندما لم يكن عمر الكون وحجمه معروفين بعد. وكان الافتراض، آنذاك، أن الكون موجود منذ الأزل، وأنه ثابت ولا يتوسع. وهذا يعني أن موجات الضوء التي تنتقل إلينا من أي نجم، تبقى عند نفس الأطوال الموجية التي وصلت إلينا، ومن ثَمَّ يجب أن تمتلئ السماء ليلًا بالضوء الساطع؛ ومع ذلك تبدو السماء سوداء.
إن مفتاح هذا اللغز يكمن في الافتراض الخاطئ أن الكون ثابت ولا يتغير.
ففي عام 1929م، توصل عالم الفلك الأمريكي، أدوين هابل، إلى أن الكون ليس ثابتًا، بل يتمدد. وحدد وتيرة تمدده بما بات يُعرف بـ”قانون هابل”، الذي يحسب حاليًا بـ69.3 كيلومتر في الثانية لكل مليون فرسخ فلكي. (الفرسخ الفلكي = 3.26 سنة ضوئية). وعلى هذا الأساس، جرى حساب عمر الكون، وتبيَّن أنه حوالي 13 مليار سنة.
ومع توسع الفضاء بيننا وبين المجرات، فإن الطول الموجي للضوء المسافر على طول هذا الفضاء المتوسع، يتحول في عملية تُعرف باسم “تحوّل دوبلر”؛ لذلك ينتقل الضوء من طيف الضوء المرئي إلى الطيف الراديوي. والعين البشرية لا ترى سوى جزء من طيف الموجات الكهرومغناطيسية الذي هو الضوء. أمَّا العلماء، فيرون المجرات البعيدة بواسطة التليسكوبات ليس كإشعاع طيف بصري أو الضوء، بل كموجات راديو وغيرها.
اترك تعليقاً