مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يوليو – أغسطس | 2024

كيف يرى الشعر العالم؟


كيف يرى الشعر العالم؟

نظام التمثيل في الشعر السعودي

تأليف: عبير بنت علي الجربوع

الناشر: أدب، 2023م

تسعى الباحثة السعودية، عبير بنت علي الجربوع، في هذا الكتاب إلى دراسة الأنظمة التمثيلية في الشعر السعودي بين عامي 2010م و2020م، وتقديم تعريف متكامل لمفهوم نظام التمثيل الذي يستخدمه الشاعر وتتمحور حوله قصيدته لتكون شكلًا رمزيًا له معناه الخاص وتحليله بشكل تطبيقي.

والكتاب في الأصل أطروحة دكتوراه في تخصص الأدب والنقد في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، حاولت فيها المؤلفة تجاوز ما يُعرف بالتمثيل للحديث عن نظامه، بالكشف عن جملة القوانين المتحكمة في إنتاج الصور داخل القصيدة بدراسة نماذج من الشعر السعودي لعديد من المبدعين، منهم: محمد الدميني، وسعود الصاعدي، وخليف الغائب، وفايز ذياب، وشتيوي الغيثي، وعلي الأمير، وجاسم الصحيح، وزكي الصدير، وأحمد الملا، ومشعل العنيزان، وحيدر العبدالله.

وتشير الباحثة إلى أن اختيار موضوع هذا العمل البحثي، جاء رغبةً في النظر إلى العمل الأدبي بوصفه نظامًا، وإيمانًا بإثراء دراسات الشعر السعودي، ووضعه تحت منظار منهج نقدي يكشف عن قدرته ومكانته، بتوضيح مدى تمثيل الشعر للإنسان السعودي المعاصر بفكره وأسئلته وتطلعاته.

ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول تناقش مفهوم نظام التمثيل وتبحث في أشكاله، وهي نظام التمثيل الأسطوري والاستعاري والرمزي، كما تحلل دلالات أنظمة التمثيل الطبيعي والكلامي والجسدي والمائي ودورها في وسم الخطاب الشعري السعودي.

وانطلقت المؤلفة في سياق دراستها للصور المتضمنة في الشعر السعودي، التي استخدمها الشعراء في قصائدهم بهدف نقل عديد من المعاني المرتبطة بتجربتهم، من تعريف محدد لنظام التمثيل الشعري؛ فهو، وفقًا لها، طريقة تعبير مجازية تعتمد الترميز باختيار عناصر من الواقع، ثم تنظيمها في أنساق وصور بإيجاد تشابهات وعلاقات بينها، وباعتماد التخييل وفقًا لإدراك المبدع للعالم وإحساسه به، ويتحدد في كونه “بناءً رمزيًا تكمن قيمته في المعنى الذي يحيل إليه، والطريقة التي يعتمدها للإحالة إلى هذا المعنى”. وهكذا، يكون نظام التمثيل مُنتجًا لاستعارات مفهومية كبرى، ويصل الشاعر إلى هذا النظام عبر مجموعة من الموجهات التي تجعله “يختلق هذا النظام أو ذاك”؛ أي أن نظام التمثيل هو باختصار: “القوانين التي تحكم التمثيل، وتكشف عن طريقة رؤية الشاعر للعالم، والأنساق التصورية التي تحكم نتاجه الشعري، وتكون وسيلة لفهم الذات والآخر والعالم، وسبيلًا للتواصل وإنتاج المعرفة”.

وخلصت هذه الدراسة إلى نتيجة رئيسة، هي أن الشعر السعودي شهد تحوُّلات وتغيُّرات شكّلت أنظمته التمثيلية في العقد الأخير، وقد ظهرت خصائص تميّز استعماله للأنظمة التمثيلية. فعلى سبيل المثال، لا يستخدم الشعراء العناصر الأسطورية كثيرًا، فقصيدتهم تعتمد على مفردات البيئة وتجاربهم الشخصية وذاكرتهم الجمعية. ويهدفون من خلال ذلك كله، إلى خلق أسطورتهم الشعرية الخاصة. وكان الحديث عن الشعر نفسه طاغيًا في قصائد كثيرة، باختلاف الأنظمة التمثيلية المستخدمة، وباختلاف موضوع القصيدة. وكانت الاختيارات المعجمية في نظام التمثيل بأنواعه المتباينة، التي استخدمها الشاعر السعودي، من الأشياء المُلاصقة له، وهي التي شكلت وسيلته لإدراك العالم من حوله.


مقالات ذات صلة

صدر مؤخرًا كتابان يسلطان الضوء على العلاقة العميقة بين الخيل والإنسان. يُقدم “الغزاة والحكام والتجار” للمؤرخ ديفيد شافيتز لمحة عن دور الخيول في الحضارات، بينما يُعيد “ضربات الحوافر” لويليام تايلور صياغة القصة الملحمية للخيل مستندًا إلى أحدث الاكتشافات العلمية، ليحل محل الأساطير القديمة.

Money: A Story of Humanity
by David McWilliams
تأليف: ديفيد ماكويليامز
الناشر: 2024م، Simon & Schuster UK

The Haunted Wood: A History of Childhood Reading by Sam Leith 
تأليف: سام ليث  
الناشر: 2024م، Sutherland House Books


0 تعليقات على “كيف يرى الشعر العالم؟”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *