Brave New Words: How AI Will Revolutionize Education (and Why That’s a Good Thing) by Salman Khan
الناشر: Viking، 2024
سواء أحببنا ذلك أم لا، فثورة الذكاء الاصطناعي قادمة إلى مجال التعليم لا محالة. في هذا الكتاب، يستكشف المتخصص في مجال التكنولوجيا والتعليم سلمان خان، كيف سيغير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا “تشات جي بي تي” عملية التعلم، ويُقدِّم خارطة طريق للمعلمين وأولياء الأمور والطلاب للتنقل في هذا العالم الجديد المثير أحيانًا، والمخيف أحيانًا أخرى.
يستكشف خان الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، في إعادة تشكيل النماذج التعليمية التقليدية، ويُقدِّم حجة مقنعة لتبني التقدم التكنولوجي بوصفه محفزًا للتغيير الإيجابي.
يبدأ خان بالتعمق في أوجه القصور في أنظمة التعليم التقليدية، ويسلّط الضوء على القيود المتأصلة في تلبية الاحتياجات التعليمية المتنوعة للطلاب؛ إذ يعتبر النهج الواحد الذي يناسب الجميع عائقًا رئيسًا أمام تعزيز الفهم الحقيقي للموضوعات المختلفة. وبالاعتماد على تجاربه الخاصة بوصفه معلمًا ورائد أعمال، يوضح خان كيف يمكن للأدوات المدعومة من الذكاء الاصطناعي تخصيص تجارب التعلُّم، وتزويد الطلاب بمحتوى وإرشادات تهدف إلى تحسين نموهم الأكاديمي.
يدور محور أطروحة خان في هذا الكتاب حول مفهوم التعلُّم التكيفي، الذي يمكن تسهيله بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تضبط المحتوى التعليمي ديناميكيًا، وذلك بناءً على مستوى كفاءة كل طالب ووتيرة تعلُّمه؛ لأن هذه الأنظمة يمكنها تحديد مناطق القوة والضعف لدى الطلاب، وهو ما يسمح للمعلمين بالتدخل بشكل استباقي وتقديم الدعم المستهدف عند الحاجة. من خلال أمثلة واقعية ودراسات الحالة، يوضح خان فعالية منصات التعلُّم التكيفية في تحسين نتائج التعلُّم وسد فجوات الإنجاز التعليمي.
إضافة إلى ذلك، يستكشف خان إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز دور المعلمين مُيسّرين للتعلُّم بدلًا من مجرد ناقلي معلومات. من خلال أتمتة المهام الروتينية مثل وضع الدرجات وتحليل البيانات، يحرِّر الذكاء الاصطناعي المعلمين للتركيز على تفاعلات أكثر فائدة مع الطلاب، وتعزيز مشاركة أعمق في ظل بيئة تعليمية تعاونية. ويؤكد خان أهمية الاستفادة من التكنولوجيا لتمكين المعلمين وتزويدهم بالأدوات والموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات المتطورة للمتعلمين في القرن الحادي والعشرين.
يتصوَّر خان مستقبلًا تتجاوز فيه التكنولوجيا الحواجز الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يوفر فرصًا متساوية للحصول على تعليم عالي الجودة للطلاب في جميع أنحاء العالم.
لا ينكر خان الجوانب السلبية التي يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل: احتمالية الغش، وميل الطلاب للاعتماد عليه، وإمكانية الحصول على معلومات متحيزة. ولكنه يقول إن “جني” الـ”تشات جي بي تي” قد خرج من القمقم شئنا أم أبينا، ولا بدَّ أن يكون جزءًا مهمًا من العالم الذي سترثه الأجيال القادمة. لذلك تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه يقدم فهمًا عميقًا للتحديات التي تواجه قطاع التعليم والإمكانات التحويلية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للتصدي لها.
اترك تعليقاً