الثقافة.. قصتنا من فن الكهف إلى موسيقى البوب الكورية
Culture: The Story of Us, From Cave Art to K-Pop by Martin Puchner
تأليف: مارتن بوشنر
الناشر: 2023م، W. W. Norton & Company
في هذا الكتاب يأخذنا أستاذ الأدب المقارن في جامعة هارفارد الأمريكية، مارتن بوشنر، في جولة سريعة عبر لحظات محورية من تاريخ العالم، ويضع مقدمة شاملة للفنون والعلوم الإنسانية من خلال التركيز على المنتجات والممارسات الثقافية التي تشكل تراثنا البشري المشترك. فيقول إن الهدف من الكتاب تحديد معنى لمجال تخصصه العلمي نفسه، وهو العلوم الإنسانية، الذي يفهمه على أنه ارتباط بالماضي الثقافي “بغرض إعادة تعريف الحاضر”. وفي كل فصل من الفصول الخمسة عشر، يبحث بوشنر في الطرق التي أعادت بها الثقافات تعريف نفسها، غالبًا من خلال التلاقح المتبادل.
فعلى مدار آلاف السنين، سعت البشرية إلى فهم “المعرفة” بأمور الحياة وتوريثها، وأيضًا معرفة أسباب وجودنا على الأرض والغرض منه ومعانيه كما يُعبَّر عنه في الفن والهندسة المعمارية والفلسفة.
فمن رسومات الكهوف القديمة وألغاز الملكة نفرتيتي إلى مسرحيات الكاتب النيجيري وولي سوينكا، ومن مسارح اليونان القديمة إلى أدب الرحلات الصينية والمكتبات العربية والأزتكية، ومن تمثال صغير في جنوب آسيا عُثر عليه في مدينة مومباي إلى كبسولة زمنية تُركت على سطح القمر، ومن موسيقى البوب الكورية إلى تطبيق تيك توك؛ يروي بوشنر قصة الإنجازات البشرية من خلال خسائرنا الجماعية وإعادة الاكتشافات التي قمنا بها، وألعاب القوة والرحلات البطولية، والابتكارات، والتقاليد، والموروثات الثقافية. فيقول إن الثقافة هي أكثر من مجرد عمل تاريخي؛ إذ هي أرشيف لأهم المراحل الإنسانية ودليل لمستقبل البشر ككائنات مبدعة. كما أن التاريخ البشري ليس تاريخًا من القواعد والتسلسلات الهرمية المحددة بدقة التي تحترم الحدود الجغرافية.
ومن ناحية أخرى، كتب بوشنر في مقدمة كتابه: “في مناقشاتنا حول الأصالة والنزاهة والاستملاك والاختلاط، ننسى أحيانًا أن الثقافة ليست مسألة ملكية”، مشبهًا إنتاج المعرفة بـ”مشروع إعادة التدوير الضخم الذي يتم فيه استرجاع أجزاء صغيرة من الماضي لتوليد طرق جديدة ومدهشة لصنع المعنى”. ومن هذا المنطلق يشبه الثقافة بلعبة الهاتف الممتدة على مدى قرون، حيث يتردد صدى الأفكار عبر الزمن، وتنتشر عبر القارات. ومن ثَمَّ، يصف القلق المحيط باستيراد أو تبني التأثيرات الثقافية الأجنبية بأنه “في غير محله”. فيقول إن الجهود المبذولة لبناء جدران حول أي ثقافة لإبقائها نقية أو أصيلة تسيء فهم ما يبقي الثقافات حيوية حقًا. ومن هنا، قارن الكاتب انفتاح الخليفة العباسي المأمون الذي سعى إلى جمع المعرفة من كل مكان، وسمح لها بالتفاعل فيما بينها، مع عزلة البيزنطيين، فكتب بوشنر يقول إن: “التحول إلى الداخل وإغلاق الإمكانات الفكرية يصاحب الانحدار ويعجل به”.
الرواية: من يحتاجها؟
The Novel, Who Needs It? by Joseph Epstein
تأليف: جوزيف إبشتاين
الناشر: 2023م، Encounter Books
يناقش الكاتب الأمريكي جوزيف إبشتاين في هذا الكتاب أهمية أدب الخيال، وتحديدًا الرواية، التي تهتم بوصف السلوك البشري من بين جميع المساعي الفكرية الأخرى. وهو يرى أن قراءة الروايات “الجادة” تحفز الذهن بطريقة لا يمكن أن تفعلها أي كتابة أخرى، فتجعلنا نعيش تجربة عقول أخرى، غالبًا من خلال لقاءاتنا مع شخصياتها. يقول إبشتاين: “ما تفعله الرواية بشكل أفضل من أي شكل آخر هو السماح لقرَّائها بالتحقيق، في الباطن أو السر، في حياة شخصياتها”. وهذه القدرة تجعلها أداة قوية لتحسين الذات؛ لأنها “توسع آفاق الفرد من خلال اطلاعه على ثراء التجربة البشرية”.
ومن جهة أخرى، تحلِّق الروايات “الجادة” فوق مستوى الأفكار لصالح تبنِّي حقائق القلب، وتتمحور حول الصراع الأخلاقي، فيما تطرح ضمنيًا الأسئلة الصحيحة، حتى لو لم توفر إجابات كاملة أو مرضية تمامًا. فتعتبر هذه الروايات الطبيعة البشرية أنها اللغز الأعظم، وتهدف إلى إيجاد الروابط بين عناصرها المتناثرة، وتستلزم في روحها التشكيك في الكثير مما يعتبره الآخرون حقائق ثابتة. ومن هنا يقول إبشتاين إن “الرواية هي الأقدر على استيعاب فوضى التفاصيل التي تقدمها الحياة”. ولأنها كذلك، نجد أن العديد من الفلاسفة وعلماء الاجتماع والفقهاء وغيرهم من المفكرين المهمين، قد كرسوا وقتًا كبيرًا لقراءة الروايات الخيالية، ومن بينهم أوليفر ويندل هولمز جونيور، ومايكل أوكشوت، وإدوارد شيلز، وكليفورد غيرتز.
إضافة إلى ذلك، يلاحظ إبشتاين كيف نقرأ الروايات بشكل مختلف عن أي شيء آخر، ويوضح كيف تعمل الذاكرة بطريقة مختلفة عند قراءة الأعمال الروائية عنها في الأعمال الأخرى. كما يشير إلى أنه من الأفضل قراءة بعض الروايات في أعمار معينة، وإلى أن الروايات مثل الأفلام قد يكون من الأفضل لها أن تحمل تصنيفات معينة، بحيث يكون من المفضل قراءة روايات معينة مثلًا في موعد لا يتجاوز أوائل العشرينيات من العمر، والبعض الآخر لا يُقرأ قبل سن الأربعين.
يشير الكتاب إلى العناصر الموجودة في الثقافة الحالية التي تحارب إنتاج الروايات “الجادة”، من أبرزها ظهور القراءة على الإنترنت، والتوسع في برامج الكتابة الإبداعية. أمَّا بالنسبة إلى العنوان، الذي يسأل فيه إبشتاين: “الرواية، من يحتاجها؟” فهو يجيب، وببساطة، بأننا جميعًا بحاجة إليها.
الأشخاص فائقو المعالجة.. العلم وراء الغذاء الذي ليس طعامًا
Ultra-Processed People: The Science Behind Food That Isn’t Food by Chris van Tulleken
تأليف: كريس فان تولكين
الناشر: 2023م، W. W. Norton & Company
نعيش اليوم في عصر جديد من حيث نوعية الطعام، فلأول مرة في تاريخ البشرية أصبحت معظم السعرات الحرارية التي نتناولها مستمدة من مجموعة جديدة تمامًا من الأطعمة التي تسمَّى “الأطعمة فائقة المعالجة”. وهناك تعريف علمي رسمي معقد لهذه الأطعمة، ولكن، بحسب مؤلف هذا الكتاب طبيب الأمراض المعدية، كريس فان تولكين، يمكن تلخيصه كالتالي: إذا كان المنتج الغذائي مغلفًا بالبلاستيك ويحتوي على مكوِّن واحد في الأقل لن تجده في مطبخك، فهو طعام فائق المعالجة. تُصمَّم هذه المنتجات خصوصًا لتكون بمنزلة مواد مسببة للإدمان، مما يؤدي إلى زيادة استهلاكها، وقد أصبحت اليوم المسبب الرئيس للوفاة المبكرة على الصعيد العالمي والمسبب الأول للدمار البيئي. ومع ذلك، فإن جميع أغذيتنا الأساسية تقريبًا تُعالج بإفراط، فالأطعمة فائقة المعالجة هي التي تهيمن على الثقافة الغذائية السائدة في العالم، وهي بالنسبة إلى كثير من الناس الغذاء الوحيد المتاح وبأسعار معقولة.
في هذا الكتاب، يقدم كريس فان تولكين الدلائل حول كيف سمحت الحكومات والعلماء والأطباء لشركات الأغذية بإحداث جائحة من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، ويدعو إلى ضرورة إيجاد الحلول لتجنب الأمراض التي تتسبب فيها. فيقول إن الحلول لا تكون في قوة الإرادة ولا المسؤولية الشخصية ولا ممارسة الرياضة، ولكن في القيام بخطوات جريئة على الصعيد العالمي للقضاء على هذا “الشر”، الذي يغزو العالم.
باختصار، أراد تولكين أن يلفت الانتباه إلى أنه على الرغم من أن هناك الكثير مما يدعو إلى الابتهاج بشأن كون المواد الغذائية رخيصة ومتوفرة بكثرة في عصرنا الحديث، في حين أنها لم تكن كذلك في معظم تاريخ البشرية، فإن الرخص والوفرة يأتيان بتكلفة عالية. ويخلص إلى تقديم حلول حقيقية للأطباء وصانعي السياسات ولشركات الأغذية على صعيد العالم لتغيير المشهد الغذائي العالمي بشكل جذري.
العلاج بالحديث.. مقال عن القوة الحضارية للمحادثة
Talking Cure: An Essay on the Civilizing Power of Conversation by Paula Marantz Cohen
تأليف: بولا مارانتز كوهين
الناشر: 2023م، Princeton University Press
في هذا الكتاب، تستكشف أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة دريكسيل الأمريكية، بولا كوهين، أهمية فن المحادثة الجيدة، لتؤكد كيف أن المحادثة تربطنا بطرق لا تستطيع وسائل التواصل الاجتماعي أن تفعلها أبدًا. كما تشرح السبب الذي يجعل من مجرد التحدث بعضنا إلى بعض بحرية وبنيَّات حسنة علاجًا لما تعانيه مجتمعاتنا الحديثة المضطربة.
وفي الواقع، فإن عنوان الكتاب مستمد من مصطلح كانت قد صاغته مريضة سيغموند فرويد الشهيرة، آنا أو (اسمها الحقيقي: بيرثا بابنهايم)، واستخدمته للإشارة إلى عادتها في تأليف القصص والروايات الخيالية لتهدئة أعراض الهستيريا لديها. وبالطبع، كان فرويد من أوائل من دعوا إلى عدم التقليل من أهمية استخدام المحادثة في العلاج النفسي.
وبالاعتماد على انغماسها المستمر في الأدب والثقافة وعقود خبرتها كمدرسة وناقدة، تجادل كوهين بأننا في البداية نتعلم التحدث ضمن عائلاتنا، ثم ننقل تلك المعرفة إلى عالم أوسع حيث نواجه آراء وحساسيات متنوعة. وتناقش المؤلفة دور الطعام في تشجيع المحادثة، وتحديات كتابة الحوارات في الروايات الخيالية، وإيجابيات وسلبيات المحادثات من خلال تطبيق زووم، وعلاقة المحادثة بفن “الفودفيل”، والقيمة التعليمية للندوات الجامعية الجيدة حيث يتعلم الطلاب التعبير عن أفكارهم. كما تلقي نظرة على مجموعة من أشهر الكتَّاب والفنانين في التاريخ الذين أسهمت محادثاتهم في تغذية نتاجهم الإبداعي، مثل محادثات الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر، والكاتبة والمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار، والشاعرين الأمريكيين إليزابيث بيشوب وروبرت لويل، والفيلسوفة والمنظرة السياسية الألمانية هانا آرندت، والفيلسوف الألماني مارتن هايدغر.
فالمحادثة الجيدة تمزج بين الآراء والمشاعر والحقائق والأفكار في تبادل ارتجالي مع شخص أو أكثر، في جو من الاحترام المتبادل، فتكون ملهمة للبصيرة ومدعاة للسعادة. كما أنها طريقة لتهدئة العقل، وفتح القلب، والتواصل بشكل حقيقي مع الآخرين. التحدث بشكل جيد، بحسب كوهين، هو أمر مثير للدهشة وإنساني وممتع في آنٍ واحد.
مقارنة بين كتابين
لإعادة تقويم علاقتنا بالمياه
الآلة الزرقاء.. كيف يشكل المحيط عالمنا؟
Blue Machine: How the Ocean Shapes Our World by Helen Czerski
تأليف: هيلين تشيرسكي
الناشر: 2023م، Penguin Audio
العصور الثلاثة للمياه.. عصور ما قبل التاريخ، وحاضر متعثر، وأمل للمستقبل
The Three Ages of Water: Prehistoric Past, Imperiled Present, and a Hope for the Future by Peter Gleick
تأليف: بيتر غليك
ترجمة: مات باغالي
الناشر: 2023م، PublicAffairs
تتعامل البشرية اليوم بطرق كارثية مع إدارتها للمياه. ففي أنحاء عديدة من العالم تُستخرج المياه العذبة بأساليب غير مستدامة، كما أن المحيطات ملوثة بدرجة عالية والصيد الجائر للأسماك يجري في كل مكان بوتيرة لم يسبق لها مثيل. وعبر الكوكب، قد يؤدي تغير المناخ من صنع الإنسان إلى تغيّرات جذرية في الدورة الهيدرولوجية التي تؤثر في أنماط هطول الأمطار، وإلى حدوث فيضانات مدمرة وحالات جفاف شديدة على الأرض، وكذلك موجات حر تزيد من شدة العواصف وتغيّر شبكة الغذاء العالمي بشكل جذري. أمَّا السؤال فهو: ما الذي يجب فعله حيال كل ذلك؟
يسعى كتابان صدرا مؤخرًا في المساعدة على ضبط علاقتنا بالمياه. ففي كتاب “العصور الثلاثة للمياه”، يقدم عالم البيئة، بيتر غليك، رؤية متفائلة للمستقبل شرط أن تُظهر البشرية وعيًا كافيًا وتتخذ الخطوات الصحيحة بدءًا من الآن. أمَّا عالمة الفيزياء، هيلين تشيرسكي، في كتابها “الآلة الزرقاء”، فتهدف إلى توسيع فهمنا لطبيعة المحيطات التي هي “القلب النابض لهذا الكوكب”.
بالنسبة إلى غليك، يمتد “العصر الأول” للمياه من بداية الكون إلى نهاية القرون الوسطى، حيث استخدمت البشرية ببساطة ما كان متوفرًا أمامها من المياه السطحية ومن مياه الأمطار. في حين يعتبر “العصر الثاني”، الذي يشمل عصرنا الحالي، ذلك الذي بدأ مع تعلم المجتمعات كيفية إدارة المياه واستغلالها من خلال إنشاء بنى تحتية مثل قنوات المياه والسدود وأنظمة الصرف الصحي. ولكن، كما يقول غليك، مع وصول عدد سكان العالم إلى ما يزيد على 8 مليارات نسمة، ومع وجود كميات محدودة من المياه العذبة، لم تعد هذه المشاريع تفي بالغرض.
أمَّا “العصر الثالث”، بحسب غليك، فهو العصر المستقبلي الذي سيكون إمَّا عصر “الانهيار البيئي والمجاعة والمرض وعدم الاستقرار السياسي”، أو عصرًا “تسوده سياسات حديثة لإدارة الطاقة والمياه يمكنها أن تقلل من انبعاثات الغازات التي تؤدي إلى تغير المناخ مع جعل أنظمة المياه لدينا أكثر مرونة تجاه تأثيرات تغير المناخ التي لم يعد بإمكاننا تجنبها”.
تحدد العصور الثلاثة للمياه مستقبلًا يدرك فيه الناس بشكل متزايد أن الهندسة “المعقدة” للعصر الثاني لم تعد كافية، وأن هناك ضرورة لكي يقوم الاقتصاديون على مستوى العالم بعمليات منهجية لتحليل التكلفة والفوائد التي تشمل خسارة مياه الأنهار، ووجود المجتمعات المضطربة وغير المستقرة، والفيضانات، وتكاليف اعتلال صحة الإنسان من التلوث والأوبئة، وفقدان الحياة البرية، والاستخدام المفيد للنظم البيئية الطبيعية.
من جهة أخرى، يدعونا كتاب تشيرسكي “الآلة الزرقاء” إلى فهم طبيعة المحيطات وكيفية تغيرها، لا سيما في الوقت الحالي مع وجود أزمة المياه العالمية التي تلوح في الأفق، كما أنه يعتبر مكملًا لعمل “غليك” في فهمه للجزء الأكبر من مشكلة المياه العالمية.
تقول تشيرسكي إن المياه الموجودة على سطح الأرض وداخلها لا تمثل سوى %2.5 فقط من إجمالي المياه على كوكب الأرض، أمَّا الباقي فهو موجود في المحيطات. وبالتالي، فإن مستقبل المياه على الأرض مرتبط بهذا النظام الأكبر للمحيطات. وبحسب الكاتبة، فإن كلمـة “آلة” في عنوان الكتاب يجب أن تؤخذ حرفيًا؛ وذلك لأن “الآلة أو المحرك هو شيء يحول أشكالًا أخرى من الطاقة (عادةً الحرارة) إلى حركة”. وهذا بالضبط ما يحدث في البحار طوال الوقت، حيث يكون النمط السائد هو التحويل الكلي للطاقة من خط الاستواء إلى القطبين الشمالي والجنوبي، بحيث يمتص المحيط أشعة الشمس ويحولها إلى تيارات وشلالات عملاقة تحت الماء، وينقل من خلالها المغذيات والأكسجين والمعادن مثل البوتاسيوم والحديد، ويسهم في تشكيل السواحل وينقل الحرارة. وبحسب تشيرسكي لا يزال الكثير غير معروف عن الحياة داخل المحيطات، ولكنها تدحض الادعاء الشائع بأن ما نعرفه عن المحيطات العميقة أقل جدًا مما نعرفه عن سطح القمر؛ لأننا، كما كتبت، نعرف قدرًا كبيرًا عن أعماق المحيطات، ولكن نظرًا لغناها وضخامتها وحركتها الدائمة فنحن لم نصل بعد إلا إلى سطح ما يمكن معرفته عنها.
غير أنها تضيف أن المعرفة وحدها ليست كافية، فهناك أهمية كبرى للاتصال بهذه المساحات المائية الهائلة وخوض أعماقها لاستكشافها بشكل أفضل. في النهاية، هناك خيار بسيط: “علينا أن نختار كيفية الاتصال بالآلة الزرقاء ومقداره، لأن الشيء الوحيد الذي لا يمكننا فعله هو تجاهلها. يمكن للمحيطات أن تعانقنا، ويمكنها أن تحطمنا. يمكننا العمل معها أو ضدها“.
اترك تعليقاً