تأليف: عمر الحمادي
الناشر: منشورات تكوين، 2023م
ينطلق الطبيب الإماراتي عمر الحمادي، في كتابه: “نقد الطب البديل.. المغالطات المنطقية في الصحة” من مقولة رئيسة مفادها أن عدم قدرتنا على تفسير الأشياء الغامضة بالوسائل الطبيعية، لا يعني أنه يجب تفسيرها بالأمور الخارقة للطبيعة، وأنه لا بدَّ من التفرقة بين معتقداتنا الشخصية المثقلة بالعواطف والتحيزات الشخصية والمعرفية، وبين الحقائق العلمية المثبتة بالأدلة.
ويؤكد الكاتب، بالتركيز على المسائل الطبية، وجود عديد من العيوب الشائعة عند الكثيرين، منها تفضيل المرجعية التبسيطية في تحليل الآراء والأفكار المتناقضة. فإذا واجه الإنسان تهديدًا مجهولًا، فإنه يعود إلى تجربته السابقة التي يشبهها التهديد الجديد. وإذا جرى وصف تجارب معينة في كتاب، فإنه سيكتسب مع مرور الوقت مرجعية وفائدة أكثر من الواقع الذي يصفه. فإذا كتب أحد المؤلفين أن النباتات نافعة، واقتنع قارئه بذلك؛ فإنه حين يكتب من جديد عن كيفية التعاطي مع الأعشاب المختلفة وتنجح بعض تعليماته، سيبدأ هذا القارئ في تصديق مثل هذه الكتب بشكل عام، وسيشجع ذلك مؤلفها على توسيع استعراضه لأنواع الأعشاب والعلاجات، ويبدأ “بكل شجاعة” في الكتابة عن أصول الأعشاب والعقاقير والتدخلات الجراحية وطرق استخدامها “من دون الخوف من أن يقول له أحد ما كفى، أو من أين لك هذا؟”. وهكذا، كما يستنتج الحمادي، فإن الادعاءات المستمدة من علوم الطب الشعبي لا تخلق معرفة فقط، بل تخلق واقعًا ملموسًا. ومع مرور الوقت ينتج من هذا الواقع معرفة راسخة.
ينقسم الكتاب إلى فصلين. يناقش الفصل الأول تطور المنهج العلمي ومفهوم الطب البديل وأشكال تشويه المعرفة. ويكشف الفصل الثاني عمَّا أسماه المؤلف “أقنعة العلم الزائف”، ويتطرق إلى أنواع المغالطات المنطقية في الصحة، منها ما يعود إلى الجهل المحض، مثل أن الاكتئاب سببه مسٌّ شيطاني أو الاعتقاد بأن الكركم يعالج سرطان القولون، ومنها ما يسببه التحليل الخاطئ كالقول إن الأعشاب غير ضارة لأنها طبيعية، أو التحيز المسبق كالقول إن الأدوية كلها سامة بسبب تجربة سابقة مع دواء واحد، أو التعميم كالقول إن التدخين غير ضار لأن كثيرًا من المدخنين جاوز الثمانين من العمر، أو الإيمان بوجود المؤامرة كالقول إن جائحة كوفيد-19 اختلقتها شركات الأدوية من أجل تسويق منتجاتها.
ويشير المؤلف في كتابه إلى مفارقة يتعين الالتفات إليها، فالطب هو فعليًا العلم الوحيد في العالم الذي اُخترق من قبل غير المتخصصين، الذين نجحوا في خلق حالة علمية غريبة يصح، وفقًا له، تسميتها بـ “العلم البديل”. يكتب: “لا يوجد هندسة بديلة ولا علم جريمة بديل ولا علم تاريخ بديل، لكن هناك “علم” اسمه الطب البديل غير قائم غالبًا على المنهجية العلمية التي نلتمسها في العلوم التطبيقية الأخرى، فلا يوجد فيه سياق إحصائي معتبر ولا عينات بحثية مدروسة ولا دراسات تقارن علاجاتها بالعلاجات الوهمية”. ويوضح أن أغلب أنظمة الطب البديل تشترك في أنها تجربة شخصية عند مخترع “الوصفة” أو المستفيد من ترويجها، لا يمكن تعميمها لعدم معرفة حقيقة مرض الأفراد الذين استخدموها، وللجهل بمدى فعاليتها ودرجة أمانها.
موضوع هام وقيم لاسيما بعد الانتشار الواسع للوصفات العلاجيه من كل من هب ودب وأصبح المجال مفتوح بإنفتاح الفضاء الإلكتروني ودون قيود أو ضوابط.
متشوق لقراءة الكتاب وسأسعى للحصول على نسخه منه ومعجب جدا بالدكتور عمر الحمادي لتمكنه من الكتابه الادبيه إلى جوار تخصصه كطبيب.
أواجه ذات التحدي بتخصصي تنبؤات الطقس حيث مازال الكثير من الناس من يؤمن بتمكن كبار السن من استخدام النجوم والطوالع للتنبؤ بحالات الطقس والأنواء بدقه افضل من علوم الأرصاد التطبيقيه والحسابيه.