Our Moon: How Earth’s Celestial Companion Transformed the Planet, Guided Evolution, and Made Us Who We Are by Rebecca Boyle
تأليف: ريبيكا بويل
الناشر: مRandom House، 2024
تقول الكاتبة المتخصصة في العلوم، ريبيكا بويل، إن “رفيقنا” القمر الذي تشكّل من نفس سحابة الحطام الكوني التي كوّنت كوكب الأرض، والذي يبلغ عمره أكثر من أربعة مليارات سنة؛ كان له دور مهم في تطورنا البيولوجي والثقافي. يتحكم القمر في الكثير من الظواهر الطبيعية بحيث إن جاذبيته تؤدي إلى استقرار مدار الأرض، وتحافظ على الثبات في تغيّر المواسم، وتتحكم في المد والجذر. كما أنها، منذ بداية التكوين، كانت قد أسهمت في اجتذاب العناصر الغذائية إلى سطح المحيطات؛ لتعزّز تطور الحياة المعقدة. بالإضافة إلى أن القمر يستمر في التأثير على هجرة الحيوانات وتكاثرها وحركات النباتات، وربما على تدفق الدم في عروقنا.
وبعيدًا عن تحكم القمر في مختلف الظواهر الطبيعية، فإن للقمر تأثيرًا من الناحية الثقافية والدينية والعلمية أيضًا. فمنذ العصور القديمة، كان البشر يتطلعون إلى أقرب جيراننا السماويين لفهم مكاننا في هذا الكون الواسع، فاستخدموا القمر لضبط الوقت، ما مهد الطريق لأنظمة منظمة في الزراعة. كما كان للقمر دور مركزي في الديانات المبكرة.
كان للقمر أيضًا دور محوري في تطور العلوم الحديثة؛ إذ إن الملاحظات المنهجية للقمر التي أجراها علماء الفلك الأوائل، مثل: توماس هاريوت، ويوهانس كيبلر، وغاليليو، في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، أسّست نهجًا جديدًا لدراسة العالم الطبيعي. ومن ثَمَّ، تقودنا بويل إلى ما بعد عصر الاستكشاف، عندما أصبح الذهاب إلى القمر رمزًا لاستعمار أراضٍ جديدة، وعلامة على التفوق السياسي.
أمَّا اليوم، مع تسابق الدول للهبوط على سطح القمر، فترى بويل أن القمر، الذي كان ضابطًا للوقت، قد يحتل قريبًا دورًا جديدًا للبشرية: دور المختبر الطبيعي، ومكانًا لاستخراج الموارد، وربَّما في يوم من الأيام، يكون موطنًا آخر للبشر.
اترك تعليقاً