اجتذب فِلم “أغنية الغراب” الأضواء خلال مهرجان الأفلام السعودية في دورته التاسعة لعام 2023م، بعد أن فاز بنخلتين ذهبيتين عن جائزتي لجنة التحكيم وأفضل تصوير سينمائي. كما حصد عاصم العواد جائزة المهرجان لأفضل ممثل، بعد إطلالته الأولى على شاشة السينما متقمصًا دور بطل الفِلم الشاب “ناصر”. لكن هذا لم يكن الاعتراف الأول الذي يستحقّه الفِلم من الوسط الفنّي، إذ سبق ذلك اختياره من قبل هيئة الأفلام السعودية لتمثيل المملكة في سباق الأوسكار لعام 2023م. ومع ذلك لا يبدو أن “أغنية الغراب” أطربت الجمهور حتى الآن كما تشير إلى ذلك مبيعات شبّاك التذاكر!
و “أغنية الغراب” هي قصة يمتزج فيها الواقع بالحلم والحقيقة بالوهم، وبطلها هو الشاب “ناصر”، الذي يلتصق به نعت “الغراب”، في مفارقة ترتبط بما يعيشه من خيبات الواقع التي يصارعها عبر رحلة في اللاوعي بحثًا عن فتاة الأحلام “الحمامة”، التي يحاول أن يكتب فيها أجمل أغانيه.
هذا الفِلم الروائي الطويل، الذي يُعد الأول لمخرجه محمد السلمان بعد سلسلة من الأفلام القصيرة، يتخذّ من مدينة الرياض مسرحًا له بإطار زمني يعود بالمشاهد إلى مطلع الألفية، لتتقاطع السياقات العامة لتلك الفترة مع الأحداث الشخصية في سرد سينمائي يحاول التعبير عن روح تلك المرحلة بأسلوب يزاوج بين الذكاء والجرأة.
وفي هذه الرحلة، يلتقي المشاهد شخصيةَ “بو صقر” صديق “ناصر”، التي يؤديها الممثل إبراهيم الخيرالله، وشخصية “صاحب الغرفة 227”، التي يؤديها الممثل عبدالله الجفَّال، مع ظهور ملبَّد بغموض شاعري للفتاة الحُلم، التي تمثل دورها كاترينا تكاشينكو.
تمتاز أفلام المخرج السعودي محمد السلمان بمسحة من التجريب بدأت بفِلم ”فيما بين” عام 2015م في افتتاح الدورة الثانية من مهرجان أفلام السعودية، واستمرت بصمةً ظاهرة في كل خطوة. إذ يمكن لمتتبع التجارب السينمائية السعودية تمييز أفلامه عن بقية الأفلام، وذلك لجرأته على اختراق مناطق بكر، وصناعة طريقته، وتفتيشه عن لحنه، وتوظيفه لثقافته السينمائية، وصولًا إلى أول أفلامه الطويلة “أغنية الغراب” 2022م.
د. محمد البشير
كما ابتدأ المخرج مشاغبة جمهوره من صُنّاع الأفلام بفلمه الأول، كرَّر فعلته مع الجمهور بفِلمه الطويل، الذي أراد له ألا يخضع لإملاءات شباك التذاكر والانحياز للكوميديا التي أثبتت نجاحها على مستوى المبيعات؛ بل وضع مقدارًا محددًا من الكوميديا المتكئة على رسم أبطاله وصناعة مواقفهم، وتمرير الابتسامة من دون التفريط بزمام الأحداث.
ينتصر هذا الفلم للركائز الأساسية للصورة السينمائية، ويوظف دُوار الحلم عند “هيتشكوك” ومن أتى بعده، محترمًا عقل المشاهد في الربط ما بين الأحداث من دون انهزام أمام المشاهد الكسول، وكريمًا بتقديم لذة الكشف التي تتبدى بالسير مع بطل الفلم “ناصر”، والاستمتاع بتمشيط الأحلام ومداعبة المشط لفروة رأس المشاهد؛ ليطيّر “الحمامة”، التي تقف فوق رأس “ناصر الغراب” في بوستر الفلم، كلما انتقل من حلمه بفتاة البوستر، حيث لا يظهر النصف العلوي من وجهها.
وعثاء السفر
يطارد الفلم الرحلة الحياتية لأبطاله الثلاثة، “ناصر الغراب” و “بو صقر” و “ساكن غرفة 227”. ويحتل الأول المساحة الأكبر من الأحداث التي تكشف عن حياته وما يعانيه من خيبات متتالية. فالرحلة لا تخلُد إلا بقدر المصاعب التي نواجهها، ولذة الوصول تعظُم بمشقة الطريق.
يتعرّض “ناصر” منذ الحلم الأول لموجة من التنمر، وأقساه ما يأتي من قريب! فوالده يسِمه بـ “التيس”، وصديقه القريب “بو صقر” لا يتورّع عن مزاحه الثقيل الذي يبرز بصريًا بتباين البنيتين الجسديتين ما بين الصديقين. وتتشابك شخصيتا الصديقين في خيبة الرحلة المتمثلة في توبة “بو صقر” عن الغناء، ثمّ محاولته العودة بأغنية جديدة من كلمات “ناصر الغراب” حسب ما اختاره من اسم فني.
ويمضي السرد في خطوط متوازية ما بين الشخصيات في رصف يزيد الفلم تماسكًا. وكما مشّط السلمان ما بين شخصياته، ظفّر فيما بينها حين أدخل “الإنسان”، كما أراد تعريف نفسه، أو “ساكن غرفة227 ” في سياق الأحداث، مثيرًا تساؤلات المشاهد حول هذه الشخصية الغامضة، والتقاطع بينها وبين “ناصر”.
مزية الوجه
ولكن من يليق بأداء دور “ناصر”؟ في جواب على هذا السؤال يتقدم الوجه المناسب على أي اعتبار آخر. فنرى مغامرة واثقة من المخرج باختيار عاصم العواد لدور البطولة في أول فلم يمثله في ظل تواجد البدلاء، لتكسب ثقته الرهان كما يشهد على ذلك تتويج شخصية البطل بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الأفلام السعودية.
و “أغنية الغراب” لعبة من ألعاب الوجوه؛ بدءًا بما ذكرناه عن البوستر والبحث عن الفتاة/الحلم ووجهها، ومرورًا بـ “ناصر” البطل الجديد الذي لا نعرفه، و “الحمامة” التي لم تحافظ على وجهها من دون أن يمس رقبتها خط يفصل رأسها عن جسدها، وكذلك “الأب” الذي يفرض سلطته المتبدية في صورة مالك الفندق (يقوم بدوره الفنان إبراهيم الحساوي). وهناك وجه “التيس”، السُّبة التي يسمعها من والده، لتمثل أمامه في مشهد غريب بتواجد “تيس” في غرفة إدارة الفندق، وقبل ذلك حضور “التيس” الصادم في السيارة المحملة بوجوه “التيوس”؛ والتي ترتطم بسيارة محملة بوجوه “حداثية” في حادث شنيع.
وكل هذه الوجوه يقف خلفها وجه واحد يظهر دون أن يظهر، وهو وجه الابن الفقيد “ياسر القندوسي”، الذي تظهر صورته في حفل التأبين، وهي في الواقع صورة المخرج محمد السلمان. ويقابل ذلك حضور الجسد في صورة الغراب السفاح دون حضور الوجه، ما يعكس ثنائية يلعب عليها الفلم في نقلاته المشهدية بين شخصية وأخرى، وفي الربط بين أطراف الشخصيات والحكايات، والعودة إليها في عقدة لاحقة.
ونلاحظ في الفِلم أيضًا بعثًا للحكايات والإشاعات التي مرت في تلك الحقبة الزمنية، ومنها ذلك السفاح المتخفي في عباءة امرأة، لتُترك هذه الحكاية وغيرها من الحكايات للمشاهد سواء أعاصرها وكانت في أرشيفه، أم كان يتلقاها بوصفها إشاعة أو قصة كما رواها الفنان المسرحي “ساكن غرفة227 ” مع التوكيد على ما يعني أنها قصة بعيدًا عن تصنيفها حقيقة أم إشاعة. وما استعادتها في الفلم إلا كي “تتمتع بحيوات ومعانٍ خاصة بها تختلف مع مرور الزمن، وترتبط إلى حد ما باختلاف الجمهور”، كما يرى داميان كوكس ومايكل ليفين في كتابهما “السينما والفلسفة”. وهكذا تتضافر جدائل الحكايات والشخصيات في أغنية الغراب؛ ليكتمل وجه الفلم في نهاية المطاف.
النصف العلوي.. وبقية الحلم
يظل المشاهد مأسورًا بما يشاهده بقدر ما يتخفَّى ويتبدَّى أمامه، ويطارد ما يختبئ ليظفر بمتعة الكشف وإدراك القصدية التي وضعها المخرج وراء الأسماء والنعوت (الغراب، بو صقر، النعامة، هديل الحمام، فندق الحمامة، صحيفة اليمامة). كما نرى المسلمات خاضعة للنقاش والتحول والتبدل، فـ “التيس” الذي يغضب “ناصر” كان رمزًا “لقراع الخطوب” والجلد والقوة، ولكن لأنه كان يرى فيه استنقاصًا، يجعلنا نتقبل رضاه وإصراره على أن يكون “الغراب” المتفق على شؤمه، بدلًا من أن يُنادى بـ “التيس”.
ولا يجد المشاهد غضاضة في ذلك، فالصور الذهنية لا تستقر مدى الحياة، ولها أن تتبدل متى ما خضعت للمناقشة. وثنائية الغراب والحمامة، تجعلنا نفاضل شئنا أم أبينا. فمشهد الحمامة التي اقتلع قلبها الغراب يضعنا أمام نبوءة وتساؤل: مَن الحمامة؟ ومن الغراب؟ ومن اقتلع قلب من؟ وأين “ناصر الغراب” في المعادلة؟ وهل هناك غراب في “طرحة” حمامة؟ أم حمامة في “مُسوح” غراب؟ كل تلك التساؤلات تقودنا إلى البحث عن النصف العلوي من الوجه.
وكما جاء الفلم بالأسماء والرسوم والصور للطيور والحيوانات، جاء أيضًا بـ “فنتازيا” المطر و “سريالية” الأحلام، وبصورة تجمع ما بين الواقع والخيال، ابتداءً من حلم الشارع وتساقط المطر والأدمغة، ومرورًا بكل حلم ينبني بعد ذلك في مكان حقيقي، ويخالف الواقع بتفسير ومؤثرات بصرية وسمعية، إلى جانب اللعب على وتر الألوان والأماكن، كحضور الجمال في “تشليح السيارات”، وما يضفيه اللون الأبيض من عتمة جمالية في كل فاصل حلم لا تدرك حدوده، وتجلّي اللون الأسود في بحر “العباءات” أمام فتنة بياض من يطاردها “الغراب” في حلمه/واقعه الذي لا ندرك حدوده.
إن تحقيق الأمنيات وظيفة من وظائف الحلم عند سيجموند فرويد. لكن الأحلام تأتي في الفلم لتحقيق لذة التكشف من البوستر إلى تجلي الفتاة، ولعبة التخفي التي تتأرجح بين عوائق الوصول في كل حادثة، وانعطافات الأقدار بغياب “ناصر” لحظة حضور الفتاة في الفندق الذي يعمل فيه. والاستغراق في مطاردة الحلم نوع من الرحلة، فهل كل رحلة قدرها الوصول؟
صراعات المرحلة
تبدأ الصراعات انطلاقًا من تصورات الحلال والحرام، فصورة الابن/التيس في نظر والده (يقوم بالدور الفنان عبدالعزيز المبدل) مبنية على تخييب تطلعاته. لكن الابن يظل صامدًا من دون مواجهة كبرى في ظل احترام الأب، والبر المفروض بالفطرة والدين والعرف والعادات. أما شريط الكاسيت في أول الحلم فيأبى التشظي أمام طَرْقات “المرزبة” (المطرقة)، كصمود ناصر أمام كل الطَرقات والصدمات.
وهناك أيضًا التباس وجهة النظر في خشية “أم ناصر” (تقوم بالدور الفنانة فاطمة الشريف) من شيء واحد، وهو انكسار “الزهرية” التي تحمل رسمة حمامة، في إشارة إلى التباس المفاهيم بشأن ما يجب كسره وما يُخشى خدشه، تمامًا مثل صورة “الحمامة” على جدار غرفة 227، والخط الفاصل الدخيل على رقبتها لتوهم بالحياة والموت.
أما قيام الأب بتحطيم إنجاز ابنه من أشرطة غناء أحدها شريط يحمل كلمات “ناصر الغراب”، واسمه “حمامة الغرام”، فيؤرخ للحقبة بعام 2002م، ويصاحب عملية التحطيم صوت الأذان من ابن ماجد لتحديد المكان بالرياض افتراضًا، ليظهر تناقض الأمر. فابن ماجد مات قبل هذا التاريخ عام 1997م. لكن الأفلام/الأحلام بسرياليتها لا تخضع لتاريخ إطلاقًا، كما أن التصورات لا تستقر مدى الحياة مثل مفهوم التصوير.
ويمر الفِلم على بعض المفاهيم الأخرى المرتبطة بالمرحلة، مثل صورة الحداثة في الشعر، ويسرّب هذا الصراع في مشهد كاريكاتيري لاجتماع الرموز في سيارة والمناقشة المحتدة حدَّ الاصطدام الذي ينتهي دون الوصول لنتيجة ترضي الجميع. ويظل “التيس” شاهدًا على الحادثة، ويظل “أبو صقر” ينتظر اللحن الذي يعيده إلى ساحة الغناء مع محاولاته المتكررة بكل السُّبل وسعيه لتحقيق رغبات صديقه “ناصر”، وإرغامه على الظهور في الصحيفة قسرًا من أجل أن يظفر بنظرة من محبوبته، وكل ذلك كي يصل إلى لحن ما من دون أن يصل. وتستمر المحاولة مع تحفيزه باختراع لحن مع من يقاسمه عشة الحمام، لكن من دون أن تفيض قريحة ناصر بأكثر من مطلع قصيدته: “يا شمس الشموس.. يا صحراء شاسعة”.
وكما أن الشمس تفرض طلعتها بلا استئذان، ويزداد حضورها في الصحراء لانتفاء الظلال، يعيش “ناصر” حياة مكشوفة يطلُّ فيها كل من شاء بأنفه. فليس والده فحسب من يفرض رأيه عليه، بل طبيبه يحاول ذلك أيضًا! فالطبيب يرى أن إجراء العملية وانتزاع ما أراد من دماغ “ناصر” أمرٌ يجب على المريض الانصياع له لتحقيق أهداف الطبيب، ولو أضرّ الأمر بـ “ناصر.”
لكن ماذا لو سمع “ناصر” نداء من يحب، وخرج إلى الشارع ليرى السماء تمطر أدمغة كما أمطرت سمكًا أو علقًا للعجوز “ناكاتا” بطل رواية “كافكا على الشاطئ” لهاروكي موراكامي؟! والبطلان، ناصر وناكاتا، يشتركان في تصور من التأخر عند من يشاهدهما مع قدرتهما على الكثير من الأمور، لكنهما يمتلكان مشاعر، ويعيشان حياة كغيرهما، ولهما من الحق ما للآخرين، ولعل المطر ينبت زرعًا، ويقلب الصحراء مروجًا وأنهارًا.
الإمساك بالصوت
يكفي فلم “أغنية الغراب” ما يتركه من قدرة على إثارة الأسئلة وترك مواقف متباينة ما بين مشاهديه. فالأفلام الجيدة هي التي تترك أثرًا، وأظن أن هذا الفلم منها، فالإشارات التي يسجلها بصريًا كما تملي السينما تستحق التأمل والنظر، كسقوط الأدمغة في ليلة ماطرة، وأمواج النساء، وسباحة “ناصر” ضد التيار مطاردًا حلمًا دون أن يأبه لاتجاه الموج.
ويعمد المخرج إلى أغانٍ منتقاة يعيد بعثها في فِلمه، فيختار أغنية “نحلم” لسمير الوادي (مطلق الذيابي)، بكلمات غازي القصيبي الفصحى التي تبدو وكأنها من صلب الفلم: “تعالي دقائقَ نحلمُ فيها بنافورةٍ من رذاذ القمر.. بأرجوحةٍ عُلّقت في النجوم.. بأسطورةٍ من حديث المطر”. فالفلم يضع لحنه الخاص، ويتعامل مع محيطه وزمنه، ويترك شيئًا من أثر التجربة الشخصية لمخرجه الذي يعكس حقبة زمنية لا بد من التأريخ لها، من غير أن يغفل عن تمرير ما تبدل مع الزمن، مثل عناية صاحب الفندق ببطاقة العائلة، وأما ما يحدث بعدها فلا دخل له به!
وثّق الفلم أغنية “حمامة الغرام” في شريط لم نسمعه، وترك الأمر للمشاهد ليكمل رحلة الاستماع. شأنه في ذلك شأن إكمال اللوحات، فما الفلم سوى حلم يريد للمشاهد أن يدخله. ولأن المرء عندما يستيقظ من الأحلام لا يتذكر كل تفاصيلها، فيؤلف حلمًا لم يره، أو يرمم حلمًا رآه بأحداث لم تكتمل، كذلك يفعل هذا الفلم معتمدًا على التباين في تلقي المشاهدين. فمن يستطيع أن يقع في جماليات غرائبية الحلم، ودائرة البدء والنهاية، والدخول في دوامة ولفائف دماغ “ناصر”، سيرى في هذا الفلم جاذبية تذكره بسلطنة “فيليب سوبو” وتعامله مع الشعر في الأفلام، إذ يرى أن ما يجذبه في “الأعمال السينمائية، بدرجة أكبر، هو ذلك الشعر الغريب، الجو الغامض، المتضمن في الأفلام”.
أما من لا يرى متعة في هذا القدر من الغموض اللطيف، فقد يلاحظ نقصًا مثل غياب العنوان و “أغنية الغراب” التي لم يسمعها، مع أن الأغنية وُضعت معادلتها ولحنها لتسمعها بطريقتك. فـ “بيتهوفن” استمدّ سيمفونيته الخامسة من حياته الشخصية، إذ كان يتهرب من مالك بيته فصادفه ذات يوم؛ فاختبأ داخل البيت واهمًا أن المالك لم يره، فأخذ المالك يطرق على الباب بقوة أربع طرقات عنيفة كانت مفتاح نغمة سيمفونيته الخالدة. فمن الحياة نستمد لحننا، و “أغنية الغراب” لا تخرج عن ذلك النسق، بطرقات القدر على رأس “ناصر”، وبمفتاح لا يحتاج إلى كثير من التحضير، فطرقات “المرزبة” منذ افتتاح الفلم متتالية وجديرة بالإصغاء، وما على المشاهد سوى موسقة ما تبقى من الأحلام وتمشيطها بيقظته.
اترك تعليقاً