يبتعد الإنسان المعاصر عن الطبيعة وتنوعها الحيوي يومًا بعد آخر، ويقضي معظم أوقاته داخل البيئات المغلقة من بيوت وأماكن عمل ودراسة وترفيه أو في المركبات. وفي تقرير لوكالة حماية البيئة الأمريكية، نشرته المجلة العالمية للأبحاث البيئية في مارس 2021م، أن الأمريكيين، على سبيل المثال، يقضون 92% من أوقاتهم داخل هذه البيئات. إضافة إلى ذلك، يتعرَّف هؤلاء على الطبيعة والتنوُّع الحيوي من خلال تمثيلاتها الفاقدة للحياة على الشاشة، حيث يعيشون تجربة الآخرين دون أن يقوموا هم أنفسهم بأية تجربة خاصة. لكن فات هؤلاء أن جهازنا العصبي تكوَّن وامتلك الوعي، واستمدَّ المشاعر والأحاسيس بالتماسّ مع الطبيعة والتنوع الحيوي، وأن العلماء الذين ابتكروا الأجهزة التي بين أيدينا قد عاشوا تجربتهم الخاصة معهما واستلهموا منهما أفكارهم.
تشير الأبحاث العلمية الحديثة المتعلقة بآثار هذا الابتعاد عن الطبيعة والتنوُّع الحيوي، إلى نتائج خطيرة على الصحة النفسية والجسدية وغيرهما. وبات التعريف والتذكير بأهمية قضاء أوقات أطول بأحضان الطبيعة والتمتع بتنوعها الحيوي المثير للذهول، أمرًا ضروريًا.
تراجع الصحة النفسية
بالإضافة إلى ابتعادهم عن الطبيعة والتنوُّع الحيوي، يقضي المراهقون حول العالم ما معدله 9 ساعات يوميًا، في المتوسط، داخل الأماكن المغلقة منشغلين بوسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” بتاريخ 18 يونيو 2024م. وقد أشار التقرير إلى أن لهذا الاستخدام المكثف آثارًا سلبية على صحتهم النفسية والجسدية.
وجاء في تقرير لمجلة “فوربس” بتاريخ 21 فبراير 2024م، أن ملايين الأمريكيين يعانون أعراضًا متعلقة بالصحة العقلية كل عام، وأن عدد الأشخاص الذين يطلبون الرعاية في هذا المجال يتزايد باستمرار. وعلى الرغم من أن تشخيص الحالة النفسية قد يؤثر سلبًا على حياة الفرد اليومية، فإنه قد يمتد تأثيره ليطول الأسر والمجتمعات، وحتى الاقتصادات. وقد أكدت مجلة جمعية علم النفس الأمريكية، في 3 أغسطس 2023م، أن هناك ارتباطًا متزايدًا بين استخدام منصات التواصل الاجتماعي وظهور مشاكل صحية نفسية مثل القلق وأعراض الاكتئاب.
بالإضافة إلى ابتعادهم عن الطبيعة والتنوُّع الحيوي، يقضي المراهقون حول العالم ما معدله 9 ساعات يوميًا، في المتوسط، داخل الأماكن المغلقة منشغلين بوسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” بتاريخ 18 يونيو 2024م. وقد أشار التقرير إلى أن لهذا الاستخدام المكثف آثارًا سلبية على صحتهم النفسية والجسدية.
وجاء في تقرير لمجلة “فوربس” بتاريخ 21 فبراير 2024م، أن ملايين الأمريكيين يعانون أعراضًا متعلقة بالصحة العقلية كل عام، وأن عدد الأشخاص الذين يطلبون الرعاية في هذا المجال يتزايد باستمرار. وعلى الرغم من أن تشخيص الحالة النفسية قد يؤثر سلبًا على حياة الفرد اليومية، فإنه قد يمتد تأثيره ليطول الأسر والمجتمعات، وحتى الاقتصادات. وقد أكدت مجلة جمعية علم النفس الأمريكية، في 3 أغسطس 2023م، أن هناك ارتباطًا متزايدًا بين استخدام منصات التواصل الاجتماعي وظهور مشاكل صحية نفسية مثل القلق وأعراض الاكتئاب.
تدهور الصحة الجسدية
أمَّا على صعيد الصحة الجسدية، فقد أكد تقرير للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض (CDC) في مايو 2024م، أن معدلات الإصابة بمرض السكري بين المراهقين في ارتفاع مستمر. ونشرت المجلة البريطانية لطب العيون، في 2 أكتوبر 2024م، بحثًا واسعًا من جامعة “صن يات صن” الصينية شمل نحو 5.4 ملايين طفل ومراهق، وكشف عن نحو مليوني حالة من حالات قصر النظر المتزايدة بشكل مقلق. واستنتج البحث أنه إذا استمر تدهور البصر بين هؤلاء بالمعدل نفسه في المستقبل، فإن نسبة انتشار قصر النظر لدى الشباب في جميع أنحاء العالم قد تصل إلى نحو 40% بحلول عام 2050م؛ أي ما يتجاوز 740 مليون حالة. وفي آسيا على وجه التحديد، قد يصل معدل انتشار المرض إلى نحو 70% بحلول ذلك العام.
أهمية الخدمات البيئية
ولعل من أهم الخدمات البيئية التي تُقدِّمها الطبيعة والتنوُّع الحيوي ممّا يفتقر إليه العالم الافتراضي على الشاشات، والتي تُميِّز النوع البشري وتُشكِّل مُبرِّر وجوده، هي تلك الخدمات المرتبطة بصحة الإنسان ورفاهيته ومهاراته من فن وأدب وموسيقى وتفكير إبداعي.
وفي هذا الصدد، أكد العالم الأمريكي جيمس سمرز، في بحث نشرته مجلة “فرونتيرز إن سيكولوجي”، في 3 أغسطس 2018م، أهمية قضاء وقت في الطبيعة وتنوعها الحيوي على سعادة الإنسان وعلى صحته الجسدية والنفسية. ومن هذه الخدمات ما تناولته العالمة النرويجية روث راناس في بحثها المنشور بمجلة “العمل” في عددها الأول عام 2012م، عن الأثر الإيجابي للتعرُّض للطبيعة في تحسين معدلات الاستشفاء في المستشفيات. ويرى الباحث كاي شان في دراسته المنشورة في “أكسفور أكاديميا” في أبريل عام 2011م، أن الخدمات البيئية المعنوية تحظى بقدر أقل من التقدير بالمقارنة مع الخدمات البيئية ذات الأثر المادي أو الحسي، ويعود ذلك إلى عدم وجود إطار عمل مقبول لاستنباط قيمة الخدمات المعنوية وتوصيف تغييراتها؛ وذلك لأن القيم غير المادية غير مناسبة للتوصيف بالقيم النقدية، ولأنه من الصعب ربط التغييرات في النظم البيئية بالتغييرات المعنوية بشكل واضح.
الخدمات البيئية الثقافية
لطالما كان التنوُّع الحيوي منبعًا مهمًا للإلهام الروحي والإبداعي للبشرية. وقد عرَّف تقييم الألفية للنظام البيئي في عام 2005م، الخدمات البيئية الثقافية بأنها “الفوائد غير المادية التي يحصل عليها البشر من الأنظمة البيئية من خلال الإثراء الروحي وتطوير الوعي والتأمل والترفيه والتجارب الجمالية”. ووفقًا للباحث دي قروت، في مقالة نُشرت في مجلة الاقتصاد البيئي، في يونيو 2002م، فإن الطبيعة تمثِّل دافعًا ومصدر إلهام للفنون مثل: الموسيقى والشعر والمسرح والفلكلور والرسم والكتابة والتصوير والسينما. ويؤكد كلامه بالإشارة إلى أننا نجد غناء الطيور حاضرًا في موسيقى بيتهوفن وأشعار كيتز.
ولا يخفى أن المكونات الحيوية في الجزيرة العربية، مثل الناقة والخيل وغيرهما، عناصر متكررة بكثرة غامرة في الأدب العربي. وقد درس الباحثان العراقيان جاسم عباس وصفاء يوسف ذلك؛ إذ تناولا حضور الكائنات الحية في الشعر، وأشارا إلى تماهي الشاعر مع الأنواع الحية في بيئته وإسقاطه لخلجاته النفسية على هذه الكائنات الحية، وهو ما يؤكد العلاقة الوجدانية التي تربط الإنسان بالأنواع الأخرى، كما جاء في مقالة نشرتها مجلة جامعة الأنبار للغات والآداب، في ديسمبر 2019م.
ويشير الكاتب العراقي أحمد الشطري، في مجلة الصباح (مايو 2023م)، إلى أن أثر المكونات البيئية على الشاعر لا يقتصر على قاموسه ومفرداته، بل يتجاوزه إلى التأثير على السمات الأسلوبية والتركيبية، وهذا ما يترك بصمة خاصة لكل بيئة على مجموع الشعراء المنتمين إليها. وفي دراسة نُشرت في مجلة كلية التربية الأساسية، في عددها 81 الصادر عام 2014م، عن “أثر البيئة في لغة علي بن الجهم”، يستشهد عبد الزهرة آل سالم بقول طه حسين: “ألِفنا أن ندرس الشعراء والأدباء فنبحث عن أشخاصهم، وربَّما ألهانا هذا عن ألوان أخرى من البحث هي أعظم خطرًا من أشخاص الشعراء، وهي ظروف البيئة التي يعيشون فيها”.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة الخدمات البيئية، في يونيو عام 2020م، حيث استقصى الباحثان ناوكي كاتايما ويوكي بابا “أغاني الأطفال اليابانية القديمة”، أن ما يربو على ربع هذه الأغاني تحمل إيحاءات أو مضامين تتعلق بالتنوُّع الحيوي أو الأنظمة البيئية؛ إذ مثَّلت النباتات والطيور أكثر مصادر الإلهام شيوعًا. وقد وجد الباحثان أن 3,100 أغنية من أصل 12,550 أغنية استفتحت الجملة الأولى بمفردات من التنوُّع الحيوي أو الأنظمة البيئية. كما وجدا أن الأنواع اللافتة بصريًا، مثل النباتات المزهرة، كان لها الحظ الأوفر من الحضور في الأغاني موضع الدراسة. وإن كان منطقيًا تكرار حضور الأنواع التي يتعرض لها الناس بشكل أكبر، وتلك التي تحمل مميزات أكثر في الجذب الحسي، فإن الإلهام وفقًا للباحث كاي شان “ليس نتاج نوع واحد من الخبرات، بل ينتج عن محصلة كل أنواع الخبرات المرتبطة بالنظام البيئي”.
ويؤكد الباحث ديفيد أنجيلير في دراسة نُشرت في شبكة علمية (MDPI)، في مايو 2020م، الدور الذي أدَّته الطبيعة في إلهام فن الموسيقى منذ بزوغ شمس النوع الإنساني وإلى يومنا هذا. ويشير إلى أن الجهود في توظيف علوم البيئة في تطوير الموسيقى لا تزال محدودة. كما يقدِّم أسلوبًا فريدًا لفحص النظريات الموسيقية وتقييم التنوُّع البنائي عند المؤلفين الموسيقيين، حيث تعتمد طريقته على مقارنة تركيب الأصوات في المقطوعات الموسيقية من حيث النغمة والزمن مع الأصوات الموسيقية، وكذلك مقارنتها بالمتغيرات الأخرى.
وقد أبرزت نتائج هذه الدراسة الفرص التي يمكن أن توفرها البيئة للبحوث متعددة التخصصات لتوسيع معرفتنا بالأنظمة المعقدة للناس والطبيعة. وقد أشار أنجيلير في دراسة سابقة نُشرت عام 2017م، إلى أن كل مقطوعة موسيقية يمكن أن تعكس بيئة معينة، أو تشبه بشكل ما نوعًا من الكائنات الحية، وأن تنوع العناصر الموسيقية يمكن أن يُقارن بالتنوُّع الحيوي.
التنوع الحيوي والتفكير الإبداعي
وقد تناول كثير من الدراسات تأثير التنوُّع الحيوي في تعزيز التفكير الإبداعي. فقد أكد بحث نشرته الباحثة الأمريكية كلير أسلان، في مجلة الحفاظ على البيئة، في 13 نوفمبر 2013م، أن التعرُّض إلى أنظمة بيئية متنوعة يُمكن أن يزيد من احتمالية تكوين أفكار جديدة، ويساعد على توسيع المعرفة والخبرات؛ وهو ما يُعزِّز الإبداع. وقد أشارت الباحثة الأسترالية كارينا ويبورن، إلى أن التفاعل مع التنوُّع الحيوي يمكن أن يساعد الفرد على السيناريوهات المستقبلية والتحولات فيها، ويُعزِّز توليد الحلول الإبداعية للمشكلات المعقدة.
كما أشارت عالمة الأحياء الأمريكية إلينور ستيرلينج، في مجلة “بيوإسيز” (BioEssays)، في ديسمبر 2010م، إلى أن النظر إلى التنوُّع الحيوي بوصفه نظامًا يتكوَّن من عناصر وعمليات تربط بينها، يُشجِّع على فهم الترابط والعلاقات الديناميكية بين العناصر المختلفة. هذا الفهم يمكن أن يُحفِّز توليد الحلول الإبداعية للمشكلات من خلال إمعان النظر في التعقيدات والتداخلات داخل الأنظمة البيئية. كما أن الأثر الإيجابي للتنوُّع الحيوي على الصحة النفسية يؤدي دورًا مهمًا في تعزيز الإبداع.
التنوّع الحيوي.. أرقام مذهلة وفوائد هائلة
الأرقام التي يبلغها التنوع الحيوي من حولنا مذهلة، وما زال العلم يُضيف شيئًا جديدًا إليها كل يوم. ووفقًا لما نشره الاتحاد العالمي للمحافظة على البيئة (IUCN) في 2022م، يصنف العلماء حتى الآن حوالي 2.16 مليون نوعًا معظمها من الحشرات. لكن تقديرات الأرقام الفعلية تتراوح بين دراسات متحفظة تشير إلى وجود 8.7 مليون نوعًا (المصدر: PLOS Biology، 2011)، وتقديرات أكبر من ذلك بكثير تتراوح من مليار إلى 6 مليارات (المصدر: The Quarterly Review of Biology، 2017).
ويملأ هذا التنوع الحيوي عالمنا من أعماق المحيط حتى أعالي الجبال في نشاط لا يفتر، حيث تعمل هذه الملايين من الأنواع والكائنات بلا انقطاع على تقديم الكثير مما يُعرف بالخدمات البيئية التي تقدر قيمتها الاقتصادية بتريليونات الدولارات.
والأمثلة على ذلك كثيرة، فالنباتات مثلًا تقوم بعمليات البناء الضوئي التي يتم فيها امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين كمضاد طبيعي لمعضلة الغازات الدفيئة والاحتباس الحراري. كما تقوم الحشرات بما يزيد على ثلث عمليات التلقيح في مزارع الحبوب. وتعمل العناكب كضابط طبيعي لأعداد الحشرات إذ تتغذى على ما يصل إلى 400-800 مليون طن من الحشرات سنويًا، منها ما يقارب 3.4 مليون حشرة في مزارع الحبوب، مما يجعلها مضادًا حشريًا زراعيًا مذهلًا.
كي لا نخسر هذا التنوع
ومن المهم لرفاهيتنا وازدهارنا، بوصفنا بشرًا، أن نحافظ على هذا التنوُّع الحيوي وازدهاره بالنظر إلى الخدمات البيئية العظيمة التي يدعمها؛ ولا سيما بملاحظة خطورة التهديد الذي يتعرض له اليوم. فهنالك انخفاض هائل في كثير من الأنواع الحية والموائل البيئية على مستوى العالم؛ إذ يشير مؤشر النباتات الحية، وفقًا لحسابات الصندوق العالمي للحياة البرية، إلى انخفاض الأعداد بنحو 69% في 5200 نوع جرت دراسته منذ عام 1970م. وقد وُثِّقت هذه الانخفاضات في جميع أنحاء العالم.
ويرجع ذلك إلى عدد من التهديدات الرئيسة، بما في ذلك تغير استخدام الأراضي (فقدان الموائل) وتغير المناخ والتلوث والاستغلال المفرط للموارد والأنواع الغازية. ويختلف تأثير التهديدات المختلفة في أجزاء شتى من العالم. وعلى سبيل المثال، تتأثر الأنواع ومواطنها في المملكة العربية السعودية بالرعي الجائر للماشية والتلوث والصيد غير القانوني وتدمير المواطن. وبانخفاض التنوع البيولوجي تنخفض فرص توليد خدمات النظام البيئي وتقديمها، وينخفض معها تدفق فوائد الطبيعة لنا جميعًا.
ولأرامكو السعودية عدد من المبادرات التي تُعنى بخدمات النظام البيئي والحفاظ على فوائد الطبيعة وتسخيرها. ولدى الشركة مناطق مخصصة لحماية التنوُّع الحيوي، وهي مناطق تحتوي على مواطن عالية التنوُّع الحيوي وتقع ضمن أراضي الشركة وسواحلها.
تمتد تلك المناطق على أكثر من 1700 كيلومتر مربع من النظم البيئية المختلفة. وهي توفر مجموعة من الخدمات البيئية، ابتداء من تقليل تآكل التربة، وتحسين جودة الهواء، وزيادة تسرب المياه، وتحسين جماليات المناظر الطبيعية، وعزل الكربون. وإضافة إلى ذلك، تدعم المناطق أكثر من 800 نوع من النباتات والحيوانات المحلية التي بدورها تُقدِّم خدمات النظام البيئي الخاصة بها.
كما تقوم أرامكو السعودية بزراعة أعداد كبيرة من أشجار المانغروف، فضلًا عن الحفاظ على بقايا أشجار المانغروف على أراضيها، التي تحبس كميات كبيرة من الكربون. وبدأت الشركة أيضًا في إطلاق مبادرة للحفاظ على الأراضي الرطبة الطبيعية على أراضيها، ومن ثَمَّ، تأمين وزيادة الخدمات البيئية المختلفة التي تُقدِّمها الأراضي الرطبة.
وأخيرًا، فإن الشركة بصدد الشروع في عدد من المشاريع البحثية التطبيقية مع شركائها الأكاديميين لدراسة تفصيلية دقيقة حول الخدمات البيئية التي تُقدِّمها مناطق حماية التنوُّع الحيوي لدى الشركة، وكذلك البدء في النظر في التقييمات الاقتصادية للخدمات البيئية والإدارة الفعَّالة لمجموعة متنوعة من النظم البيئية في الأراضي الرطبة في المنطقة.
اترك تعليقاً