The Seven Wonders of the Ancient World
by Bettany Hughes
تأليف: بيتاني هيوز
الناشر: 2024م، Vintage
على مدى آلاف السنين، عُرفت عجائب الدنيا السبع في العالم القديم بعناصرها الجمالية وهندستها البارعة وأحجامها العظيمة. كانت تلك العجائب عبارة عن قائمة من سبع عجائب جرى تحديدها في القرن الثاني قبل الميلاد، وهي: أهرامات الجيزة العظيمة، وحدائق بابل المعلقة، ومعبد أرتميس، وتمثال زيوس، وضريح هاليكارناسوس، وتمثال رودس العملاق، ومنارة الإسكندرية. على الرغم من أنه لم يبقَ منها اليوم سوى الهرم الأكبر في الجيزة، فإنه لا يزال صداها يتردد عبر الزمن، ولا تزال حاضرة في مخيلتنا بوصفها رمزًا لمجد العصور الغابرة.
في هذا الكتاب ترشدنا المؤرخة بيتاني هيوز، في رحلة لاستكشاف تاريخ هذه العجائب، لتأخذنا إلى ما هو أبعد من صورها المذهلة. غايتها أن تتساءل ونتساءل معها: لماذا نُدهش؟ لماذا نخلق؟ لماذا نختار أن نتذكر عجائب الآخرين؟ سافرت هيوز إلى كل موقع من مواقع تلك العجائب السبع للكشف عن أحدث الاكتشافات الأثرية في الأمكنة التي شُيِّدت فيها، لتعيد تلك الآثار والثقافات المميزة إلى الحياة. تتخيّل هيوز كيف كان من الممكن أن يراها صانعوها الأصليون، وماذا تعني لأولئك الذين قاموا برحلات حج طويلة وشاقة أحيـانًا لزيارتها.
على سبيل المثال، يسافر حوالي 10 ملايين شخص كل عـام إلى الهرم الأكبر في الجيـزة، الذي بُني قبل 45 قرنًا على حافة الصحراء الليبية، فهو أكثر من مجرد “عمل معماري مذهل”، بل هو هيكل شاهق يتكوَّن من 2.3 مليون قطعة من الحجر الجيري، ويضم مدافن داخلية للفراعنة، وهو “مشبع بالمعاني الرمزية” حول طبيعة الحياة والموت.
من بين جميع “عجائب الدنيا السبع”، ربَّما لم تكن حدائق بابل المعلقة موجودة على الإطلاق، على الرغم من أن هيوز تتوقع أنها من الممكن أن تكون مشتلًا مرتفعًا داخل جدران مدينة بابل الداخلية، جرى ريّه بنظام مياه مبتكر. ولكنها تؤكد أنه أيًا كان الشكل الذي اتخذته تلك الحدائق، فإنها كانت تعبيرًا عن القوة، سواء السياسية أو التكنولوجية في ذلك العصر، وبداية “علاقة استبدادية خطيرة مع العالم الطبيعي”. كما كانت عجائب أخرى أيضًا، مثل تمثال الإله الإغريقي زيوس، وضريح الملك موسولوس في مدينة هاليكارناسوس في تركيا، بمنزلة تمثيلات ضخمة لـ”الفاعلية الفردية والقوة البشرية المطلقة”.
على المستوى الجماعي والفردي على حد سواء، لم يكن تأثير عجائب الدنيا السبع في العالم القديم مجرد الرهبة والعظمة التي كانت هدفها الأصلي، بل كانت خميرة للأفكار والإبداعات البشرية القادمة.
اترك تعليقاً