أغسطس 1958م (محرم 1378 هـ)
لقيتك أمس، ولكن عينيّ .. أنكرتاك فلم تعرفاكْ
ورحت أسائل قلبي عنك .. وهل مر حقًا عليه هواكْ
تحسست جدرانه عل فيها .. بقايا ظلالٍ، بقايا صورْ
فما نبضت منه خفقة ذكرى .. هناك ولا لاح منه أثرْ
وحين بسطتَ يديك إلي .. تصافحني كنت أيّ غريبْ!
ورحت أمد إليك أصابع .. مات الشعور بها واللهيب
وحين تعثر اسمك في .. شفتيّ وأرسلته في صعوبة
بدا باهتًا فارغًا لا جمال .. يلونه، لا صدى، لا عُذوبة
أحقًا حببتك يومًا؟ وكيف؟ .. أم كنت طيفًا بحلم عبر
وهب كنت طيفًا تعشقته .. فكيف تلاشى الهوى واندثر؟
أما من بقايا؟ أما من أثر؟
تذكرت، كنت رفعتك يومًا .. إلى قممي الشامخات المضيئة
وقد ضاع وجهك بين زحام .. الوجوه بأفق حياتي المليئة
فدوى طوقان، شاعرة فلسطين الأولى، ومن الأديبات الشهيرات في العالم العربي. وهي شقيقة الشاعر المرحوم إبراهيم طوقان. وُلدت في مدينة نابلس بفلسطين وعملت في مدارسها. وجد شقيقها المَلكة الشعرية عندها فقام بتوجيهها وتنميتها. وعندما تُوفي شقيقها إبراهيم رثته بقصائد كثيرة حتى أُطلق عليها اسم “خنساء فلسطين”. طُبع من شعرها ديوانان: الأول “وحدي مع الأيام”، والثاني “وجدتها”. وقد سبق أن نشرنا على صفحات القافلة بعض قصائدها.
اترك تعليقاً