فازت أستاذة الطب الحيوي في جامعة ديوك الأمريكية أماندا راندلز، بجائزة قدرها 250 ألف دولار لأبحاثها في مجال المحاكاة الرقمية لجسم الإنسان، وفقًا لتقرير “بيزنس إنسايدر” في 2 مايو 2024م. وتتصوَّر الدكتورة راندلز أن يكون لكل شخص في المستقبل” توأم رقمي” يجري إنشاؤه وصيانته باستخدام البيانات التي تُجمع من أجهزة استشعار حيوية مثل تلك الموجودة في الساعة الذكية، أو جهاز مراقبة اللياقة البدنية.
والجديد، الذي يمكن أن تقدمه هذه التقنية، هو أن يصبح بإمكان الأطباء مراقبة صحة مرضاهم حتى من دون وجودهم في الغرفة نفسها. كما من الممكن أن تسمح للأطباء باكتشاف العلامات الأولية للمرض ووصف العلاج الوقائي؛ وهو ما يتيح اتباع نهج استباقي في الطب بدلًا من النهج التفاعلي مع المرض عند استفحاله، وهو المعيار السائد في أيامنا هذه.
لكن الدكتورة راندلز لم تفز بالجائزة عن فرضية، بل عن عملها في مشروع حقيقي يُحاكي جزءًا واحدًا من جسم الإنسان، وهو الجهاز الدوري. وعلى وجه الخصوص، تعمل التقنية من خلال محاكاة تتبع تدفق الدم وحركة الخلايا. وهذه المحاكاة قادرة على تحديد متى تبدأ اللويحة بالتشكّل في القلب.
في الوقت الحالي، يمكن للأطباء استخدام عمليات المحاكاة هذه لقياس ضغط الدم، لتحديد ما إذا كان المريض يحتاج إلى دعامة داخل الشريان في حال عدم تدفق الدم بشكل كافٍ. بينما يتطلب الأمر، بالطرق المعمول بها تقليديًا حتى الآن، إدخال سلك توجيه لقياس الضغط مباشرة في الشريان التاجي، وهو ما يعني بشكل أساسي أن المريض يحتاج إلى إجراء عملية جراحية، وذلك لتحديد ما إذا كان يحتاج إلى عملية جراحية أخرى. وبدلًا من ذلك تسمح هذه المحاكاة الآن بإجراء التشخيص بطريقة غير جراحية.
لكن، وكما هو الحال مع أي تطور تقني كبير، هناك احتمال أن يُساء استخدامه. فقد أثيرت مخاوف تتعلق بالخصوصية في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بجمع البيانات البيولوجية رقميًا. وفي هذا الصدد، تشير مقالة في موقع “بيزنس إنسايدر” في ديسمبر 2021م، إلى أن شركات سيليكون فالي، على سبيل المثال، تجمع المعلومات الصحية عن مستخدميها. وهذا جيد إذا استُخدمت هذه المعلومات لمصلحة المستخدم؛ لأنها يُمكن أن تمنحه تحذيرًا مبكرًا حيويًا بحال المرض. وفي الوقت نفسه، تعدُّ هذه المعلومات أيضًا ذات قيمة للمُعلنين الذين يسعون إلى زيادة مبيعاتهم من خلال الإعلانات المستهدفة وزيادة الاحتفاظ بالمستخدمين على منصاتهم.
اترك تعليقاً