مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
مايو – يونيو | 2024

تكنولوجيا سعودية جديدة تمنح صوتًا للذين لا صوت لهم


فريق التحرير

طوّر باحثون في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) “نظام جلد مغناطيسي مساعد” يسمح للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النطق بإنتاج أصوات رقمية، وفقًا لتقرير الجامعة في فبراير 2024.

تستطيع هذه الأداة، التي يطلق عليها اسم (AM2S-SR)، والمكوَّنة من جلد صناعي مع أجهزة استشعار مدعومة بالتعلم الآلي، تحديد حركات الفم الصامتة لمرتديها وإصدار الأصوات التي تتوافق مع تلك الحركات. وقد حصل مبتكرها، مونتسيرات راميريز دي أنجل، وهو مهندس بيولوجي في جامعة “كاوست”، على جائزة في مؤتمر “IEEE” للدوائر والأنظمة الطبية الحيوية 2023م.

وهناك ما يقرب من 70 مليون شخص أبكم في العالم، وفقًا للاتحاد العالمي للصم، يستخدمون أكثر من 200 لغة إشارة للتواصل. غالبًا ما يواجه الأشخاص الصم تمييزًا اجتماعيًا ويكونون غير قادرين على المشاركة الكاملة في نشاطات المجتمع الحديث، بما في ذلك التعلم والعمل والتنشئة الاجتماعية. ويعلق راميريز دي أنجيل على ذلك بالقول: “يعتمد معظم الأفراد الذين يعانون من إعاقات في النطق على لغة الإشارة، التي لا يفهمها سوى عدد قليل جدًا من الناس. تتيح تقنيتنا طريقة أكثر طبيعية للتواصل باستخدام حركات الفم فقط، وقتما يريدون وأينما كانوا”.

الجلد المغناطيسي الاصطناعي المُبتكر هو أساس تقنية الكلام المساعدة التي ابتكرها راميريز دي أنجيل. إنها مادة ممغنطة مرنة ورقيقة يمكن ارتداؤها بشكل آمن ومريح على جسم الإنسان، وفقًا لتقارير “سايتك دايلي” (SciTech Daily)، نوفمبر 2019م. وهي مصنوعة من “مصفوفة بوليمر متوافقة بيولوجيًا ومليئة بالجسيمات الدقيقة الممغنطة”، ولا تحتاج إلى بطارية أو أي توصيلات سلكية للعمل. ويمكن تصنيع هذا الجلد بأي شكل ولون. ومع تزويدها بجهاز استشعار، يمكن استخدامه للكشف عن الاهتزازات المغناطيسية، مما يسهل مجموعة واسعة من التطبيقات. على سبيل المثال، يمكن ربطه بجزء عامل من جسم شخص مشلول مثل عينه من أجل إنشاء واجهة بين الإنسان والكومبيوتر تسمح له بالتواصل والتنقل عبر الأجهزة الرقمية.

يعمل “AM2S-SR” بطريقة مماثلة. إذ توضع قطعتان صغيرتان من الجلد الاصطناعي بالقرب من زوايا الفم ويتم وضع غطاء رأس خفيف الوزن مزود بأجهزة استشعار مغناطيسية على الرأس. تكتشف المستشعرات الاضطرابات الدقيقة في المجال المغناطيسي عندما يحرك الشخص فمه بصمت كما لو كان يتحدث بصوت مسموع. وبعد ذلك، تعالج خوارزمية التعلم الآلي هذه البيانات لتحديد الكلمات التي ينطقها مرتديها بصمت وإنشاء نص رقمي يمكن بعد ذلك عرضه على الشاشة أو قراءته بصوت رقمي عالٍ من خلال مكبر الصوت. ويستطيع هذا الجهاز حاليًا التعرف على كل حرف في الأبجدية الإنجليزية بنسبة نجاح تصل إلى %95.


مقالات ذات صلة

تُعتبر “المُركَّبات الباقية إلى الأبد” من أخطر المشكلات الصحية المعاصرة، الناتجة عن مبيدات الآفات الزراعية. بينما يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة لمواجهة هذه المخاطر..

أحدثت تقنيات تحرير الجينات، مثل “كريسبر كاس 9″، ثورة في علم الأحياء والطب، حيث فتحت آفاقًا لعلاج الأمراض المستعصية بكفاءة وبتكلفة منخفضة. لكن هذا التقدم يثير تحديات أخلاقية، خاصة فيما يتعلق بتحرير “خلايا الخط الجنسي” وتأثيراتها الاجتماعية. لذا، من الضروري الموازنة بين الطموحات العلمية والاعتبارات الأخلاقية لضمان مستقبل مسؤول للبشرية.

اكتشاف الإلكترونات في القرن العشرين أحدث ثورة في فهمنا، مما أدى إلى تطوير تقنيات مسرِّعات الجسيمات وكشف أسرار مذهلة عن عالم الذرة والمادة.


0 تعليقات على “تكنولوجيا تمنح صوتًا لمن لا صوت لهم”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *