١-
يمشي شجرٌ للماء
يستسقي من النهر حكـاياه ويبكي
مثلما يستشهد الأطفال بالماء وأخطاء العطش
كلَّما مات الورق
في غصون الشجر العطشان
متنا
وتنادينا
جناحان بلا ريش
وريح تُسعف الطير من الموت
وأسماء الشجر
هل تناوبنا قُبيل الموت؟
آخينا ضمير النهر
أجّلنا الحكايات عن السرد
وأمضينا بقايا عمرنا الباقي بغرب الشارع العاري
تفادينا قتال الموت والموتى
تفادينا بكاء الناس عند النهر
رافقنا غصون الشجر العطشان نحو الماء
حاولنا
ولكنَّا فشلنا
حاولنا
فشلنا.
٢-
لم يكن الليل يسمعني
كان في النوم
أحلامه سلطة عليه
وهو يستغرق في نومه.
نوم سيدنا يغطينا بتوشيح الأغاني
والمعاني في الطريق
كما الحريق
له في سلطة المرتاب بالمعنى
له معنى
على مهل نسير
مصيرنا مستقبل مهجور
كالدَّيجور
يسمعنا كليلٍ شاهق الأطوار
شايٌ شاهقٌ يمشي الهُوينى
ما علينا
لو كلام الليل يمحوه النهار
لنا جدارٌ طيب الأطوار
دَيجورٌ على نفس الطريق
كما الحريق.
٣-
الأرض لا تدفن الموتى
بل تدفِن الأحياء
مثلما الأسماء تحمي حامليها
ولا تحمي الجثث
جثثٌ تسعى حيةً
وجثامين مثل الأشلاء
جُسومٌ تختبر الجنة بالنار
وجحيمٌ في حجم الثلجة في الكأس
جنازٌ
يجتاز الحجَّ
والموتى موتى في جُنح الليل
وحروف الجرّ
تجرُّ صنوف الماء.
اترك تعليقاً