مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
سبتمبر – أكتوبر | 2024

الوظيفة البشرية الأخيرة

عمل التواصل في عالم غير متواصل


The Last Human Job: The Work of Connecting in a Disconnected World by Allison J. Pugh 
تأليف: أليسون ج. بوغ 
الناشر: 2024م، Princeton University Press

قبل بضع سنوات، أعادت سلسلة متاجر بقالة هولندية شهيرة ابتكار محال السوبر ماركت الخاصة بها، فأدخلت ممرات خروج يعمل فيها البشر بدلًا من الآلات، بحيث يمكن للمتسوقين أن يتواصلوا مع الصرّافين أثناء تمرير عرباتهم. جرى تصميم ما عُرف بممر “الخروج مع الدردشة” لتخفيف العزلة الاجتماعية، خاصة بين المتسوقين الأكبر سنًا، واعتمد نجاحه على موظفي السوبر ماركت، الذين كان التواصل البشري جزءًا أساسيًا من عملهم. 

تستكشف عالمة الاجتماع أليسون بوغ، في هذا الكتاب نوعًا خاصًا من “العمل التفاعلي”. وهو العمل الذي يركِّز على الاعتراف العاطفي، ويكون مبنيًا على ثلاثة مكونات رئيسة: الاستماع التعاطفي، وإدارة العواطف، وفعل “المشاهدة”، بحيث يعكس الفرد ما شاهده. بالاعتماد على سنوات من المقابلات وبيانات المراقبة، توضّح بوغ كيف أن هذا النوع من العمل يؤدي دورًا أساسًا في كثير من المهن، ولا سيما في قطاعات مثل: التعليم والرعاية الصحية والعلاج النفسي. فقد وجدت مجموعة من الأبحاث التربوية أن دعم المعلمين ورعايتهم لاحتياجات الطلاب العاطفية له تأثير رئيس على عملية التعلم. كما أظهرت الأبحاث أن المرضى يتماثلون للشفاء بشكل أسرع وأفضل للعلاجات الموصوفة من قبل الممارسين الطبيين الذين يُظهرون تفهمًا لهم، كما يقول علماء النفس إن “التحالف” بين المعالج النفسي والمريض هو أهم عامل يحدد نجاح العلاج.  

وفي الختام، تحذّر بوغ من القبول غير المشروط للتقدم التكنولوجي الحديث، وتقول إنه يجب علينا أن نتذكر ما يعنيه أن نكون بشرًا، حتى مع سعي الصناعات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات إلى استبدال كثير من الوظائف بالخوارزميات الآلية؛ وذلك لأن صحتنا الاجتماعية أصبحت على المحك. لذا، تعرض بوغ نماذج عن بعض المؤسسات والشركات التي يزدهر فيها العمل التفاعلي، وتقدِّم خطوات عملية لبناء بنية اجتماعية


مقالات ذات صلة

في هذا الكتاب تشرع أستاذة التاريخ في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، صوفيا روزنفيلد، في رحلة فكرية لاستكشاف تطور الاختيار بوصفه جانبًا أساسًا من الوجود البشري. وتعرض كيفية تحوُّل مفهوم الاختيار من ترف إلى حجر الزاوية للهوية الحديثة والحرية.

مَن الذي بنى حقًا أروع المعالم الرومانسكية في أوروبا؟ عادةً ما يُنسب الفضل إلى رجال الدين الذين أشرفوا على الأماكن المقدَّسة على مرِّ التاريخ، بينما يظل المبدعون ذوو المهارات العالية الذين أسهموا في بنائها مجهولين.

تزامنًا مع صدور كتاب “الازدهار الخارق” صدر كتاب “نداء صافرات الإنذار” لمذيع قناة “إم إس إن بي سي” التلفزيونية الإخبارية كريس هايز، الذي يتتبع فيه كيف حققت شركات التكنولوجيا الكبرى أرباحًا هائلة.


0 تعليقات على “الوظيفة البشرية الأخيرة ”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *