The Vast Extent: On Seeing and not Seeing Further by Lavinia Greenlaw
تأليف: لافينيا غرينلو
الناشر: 2023م، Faber & Faber
هذا الكتاب هو عبارة عن 17 مقالًا من “المقالات المتفجرة”، كما تسميها مؤلفة هذا الكتاب، الكاتبة والشاعرة لافينيا غرينلو، وتناقش فيها موضوعات مثل: الضوء والصورة والرؤية وما لا يمكن رؤيته. تشير عبارة “المقالات المتفجرة” إلى رؤية الكاتبة الموسعة التي تشمل مجموعة متنوعة من الأفكار والمشاعر التي تعود فيها بتأملاتها في مختلف الأمور، من الصور الفوتوغرافية والمنحوتات إلى تقلبات الطقس والمناظر الطبيعية، والأجرام السماوية، والوجوه البشرية، وأحيانًا لا شيء على الإطلاق. تطرح غرينلو بعض الأسئلة المحيرة على نفسها، وعلى الأشياء التي تنظر إليها: كيف نفهم ما نراه؟ كيف نصف ما لم نره من قبل؟ وكيف يساعدنا ما لم نره من قبل على الرؤية بشكل أكثر وضوحًا، أو يقنعنا برؤية ما ليس موجودًا؟
في مقدمة الكتاب تشير غرينلو إلى أن كل مقالة هي “عبارة عن سلسلة من النصوص القصيرة التي يُلقي بعضها الضوء على بعض مثل جوانب القصيدة، بحيث يستعرض كل منها بشكل موازٍ الأعمال الفنية والأساطير والرحلات الغريبة والتدقيق العلمي والذكريات والاستجابة الأدبية”.
من بين عناوين هذه المقالات: “الكهوف، النوم، غياب الضوء”، و “استراق النظر، الملاحظة، المغازلة، الانحرافات”، و “الاضطراب، الانزلاق، الوهج” . ويبدأ المقال الذي يحمل عنوان “الصلابة، المظهر، البلادة” بالنظر في حياة جي إم باري، مبتكر القصة الشهيرة “بيتر بان” بوصفها طريقة للتفكير في الظلال، بحيث تنتقل غرينلو بين الظلال الفعلية والظلال الذاتية. ومن هنا تنقلنا للحديث عن والدها وهو يغرق في غياهب الخرف، وتتواصل مع عالم الأعصاب كولين بلاكمور، الذي يقول عن طبيعة إدراكنا البصري إنه “لا يوجد شيء مادي، بل الأمر كله مجرد ظلال في أعيننا. وبهذا المعنى كان أفلاطون على حق؛ إذ لا توجد أشياء صلبة في إدراكنا إلا من خلال اللمس”.
تدور هذه المقالات حول المساعي الفنية والعلمية، وتكشف عمَّا يوحدها؛ ولذلك تختتم غرينلو كتابها برسالة من شقيقها الراحل الذي كان مهتمًا بالعلوم، والذي كتب لها فيها عن تكوين الكون، فقال: “معظم المادة هي في الواقع مساحات خالية، مجرد فراغ! والشيء الذي يمنعنا من المشي عبر الجدران ليس اصطدام المادة بالمادة، بل الشحنات الكهربائية التي تتنافر”. هو كتاب حول الرؤية والإدراك وما لا يمكن رؤيته، تذكرنا فيه غرينلو بقوة أحاسيسنا ومحدوديتها.
اترك تعليقاً