عند مطالعة أي بحث يطمح إلى أن يقدّم لنا نظرة سريعة إلى فن الكاريكاتير، سنجده في الغالب يقول: “فن الكاريكاتير فن قديم”، أو: “الكاريكاتير صاحب الإنسان منذ فجر الحضارات”. وربما وقعنا على من يرجعه إلى ما قبل أربعة آلاف عام؛ إلى بداية معرفة الإنسان بالفن والرسوم والنقوش التي سجّلها داخل مساكنه الأولى في الكهوف، فهي تحتوي على العناصر الثلاثة التي تمثِّل المقومات الرئيسة للكاريكاتير: صورة ومبالغة وتأثير ساخر. كما قد نجد من يبرز أنه كان معروفاً عند الآشوريين واليونانيين. لكن ظهوره الأبرز كان عند المصريين القدماء، ظهور يبدو متكاملاً، معبِّراً بصورة كثيفة عن معانٍ ودلالات متنوِّعة، وثمة نماذج منه موجودة في عدة متاحف عالمية. كما يمكن تتبع تأثيره حتى اللحظة، وربما على فنون متنوِّعة، ليس فقط على الكاريكاتير نفسه، لكن أيضاً على الكرتون والرسوم المصورة، وحتى الرسوم المتحركة في صورتها الأشهر.
لا خلاف، إذن، على أن أقدم صور ومشاهد كاريكاتيرية حفظها التاريخ، هي تلك التي حرص المصري القديم على تسجيلها على قطع من الفخار والأحجار الصلبة والبرديات وحوائط المباني العامة. وتشمل رسوماً لحيوانات مختلفة أُبرزت بشكل ساخر. ففي كل مرجع علمي تاريخي تجد عدداً كبيراً من الصور المأخوذة من برديات أو قطع فخارية أو جصية محفوظة في المتاحف، ويحاول الباحثون توضيح ظروف رسمها وأسبابها ومعانيها المختلفة.
القط يرعى الفأر
في جزء من بردية ترجع إلى عام 1150 قبل الميلاد، نرى قطة ترعى سرباً من الأوز وثعلباً يُعنى بقطيع من الماعز. وعلى قطعة من الفخار، من دير المدينة يرجع تاريخها إلى السنة نفسها، نرى قطة تؤدِّي دور خادمة تروِّح عن سيدتها المرسومة على هيئة فأر ممسكة بزهرة اللوتس، وفي قطعة أخرى نرى قطة تضطلع بدور مربية لفأر طفل ملفوف بحمالة، تحتضنه بحنان.
هذه القطع الفنيَّة الشهيرة اضطلع برسمها العاملون في تشييد مقابر وادي الملوك بدير المدينة في عصر الرعامسة. ولا تُعرف على وجه الدقة الغاية التي توخّاها الفنَّان المصري من هذه الرسومات، فلعلها كانت إشارة غير صريحة إلى علاقة غير متوازنة بين الحاكم والمحكوم، والتي كانت سائدة في تلك الفترة؛ جسَّدها النحاتون بأسلوب ساخر خفي المعنى.
صورة ومبالغة وتأثير ساخر، هي عناصر ثلاثة تمثل المقومات الرئيسة للكاريكاتير ويمكننا أن نجدها في رسوم ونقوش الإنسان الأولى في الكهوف وخاصة عند المصريين القدماء.
دير المدينة أو “مقابر العمال”، كما يطلق عليه أحياناً، كان مخصَّصاً للعمال الذين يقومون بحفر وتزيين المقابــر الملكيـة. وظلَّت هذه المقابـر مدفونــة تحـت الرمــال إلى أن تـمَّ اكتشافهــا مطلـع القرن العشرين على يد عالم الآثار الفرنسي “برنار برويار” عام 1922م بعد بحث استمر 30 سنة في محافظة الأقصر.
هناك عدة مسائل تاريخيَّة واجتماعيَّة وفنيَّة متصلة بهذه الرسوم. فهي جميعاً كأنها تؤسس بقوة طاغية لمعاني هذا الفن ودلالاته المتنوعة من البداية وحتى اللحظة الراهنة. إذ إنها وثّقت حياة وتاريخ العمال في العصور الفرعونية. فعصر الرعامسة هو تسمية لفترة في تاريخ مصر القديمة، وتحديداً في عصر الدولة الحديثة، تضم الحقبة الزمنية للأسرتين التاسعة عشرة والعشرين. وسميت باسم الرعامسة نسبة إلى مَنْ حملوا اسم رعمسيس، بداية من عهد رعمسيس الأول عام 1292 قبل الميلاد وحتى رعمسيـس الحادي عشر الذي انتهى حكمه ومعه عصر الرعامسة عام 1077 قبل الميلاد.
استخدم الفنَّان (العامل) المصري القديم فنه في رسم صورة لمجتمعه بمتغيراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حسبما يذكر الدكتور عبدالعزيز صالح، في كتابه “الفكاهة والكاريكاتير في الفن المصري القديم”، حيث يشير إلى أن فترات عصور الانتقال التي صاحبها اضطراب اجتماعي انعكست بدورها على الفن المصري، لتظهر بعض الرسوم التي اعتبرها “صالح” رسوماً كاريكاتيرية تعتمد أسلوب النقد الساخر من الأوضاع السياسية والاجتماعية، حيث رمز فيها للإنسان بالحيوان كنوع من “التورية”، وتمثل علاقات غريبة بين الحيوانات باختلاف طبائعها، في رمزية لانقلاب موازين المجتمع.
من هنا يمكن القول إن هناك عدة آراء تفسر تلك الأعمال الفنية. فهناك من يعتقد أن هذه المناظر ربما تعبِّر عن نقد للأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في عصرها، أو عن عديد من الأساطير والخرافات غير المدوّنة، التي كانت تُتداول شفاهة، ولم يوجد لها نصوص مكتوبة، لكن الجميع متفق على أنها أول وأبرز ظهور لفن الكاريكاتير.
دافنشي يلهم أوروبا
إذا كان هناك اتفاق على المكانة التأسيسية للفن المصري، فلا يمكن إغفال الجذور اليونانية والرومانية؛ فهناك من يَعُدُّ بعض رسوم الجرافيتي التي ذكرت كتب التاريخ أنها كانت موجودة على أسوار بومبي، أو النقوش على الأواني اليونانية نوعاً من الكاريكاتير في شكله البدائي. ثم تأتي الفقرات التي ذكّر فيها سقراط بالرسوم الساخرة، ويلفت البعض إلى تفسيرات أرسطو الخاصة بالكوميديا، وإلى مسرحيات أرسطوفانيس. وفي القرون الوسطى، كان من الرائج استعمال الرسوم المطبوعة على الورق بواسطة قوالب خشبية (gravure) لتقديم مشهد عن الحياة السياسية أو الاجتماعية، وشاع هذا الاستعمال مع رواج المطبعة.
وقد اختلط الكاريكاتير بالجروتيسك (grotesque)، ويعود أصل لفظ “جروتيسك” إلى الحضارة الرومانية، حين تم اكتشاف بعض الغرف داخل الكهوف الطبيعية أو الصناعية في البنايات الرومانية خلال الحفريات الأثرية التي جرت في نهاية القرن الخامس عشر، وسلَّطت الأضواء على رسوم تمثِّل كائنات نصف إنسانية ونصف حيوانية أو نباتية وقد أطلق على هذه الرسوم تسمية “جروتيسك” أو “جروتيسكا” من الإيطالية جروتا (Grotta) أي الكهف، وخلال القرن السادس عشر، شاع مصطلح جروتيسك (Grotesqure) المنحدر من هذه الرسوم. واستعمل أولاً في الفنون التشكيلية للإشارة إلى اللوحات المشوَّهة المعالم والفجّة.
وربما لذلك ترجع الدراسات التاريخية المتعلِّقة بالكاريكاتير بدايته إلى عصر النهضة، وإلى إيطاليا بالتحديد، فقد أبدع الفنَّانون الإيطاليون كثيراً من الأعمال الفنية، ومن أشهرهم تيتيانوس (1477 – 1576م)، الذي عمد إلى مسخ بعض الصور القديمة المشهورة، بإعادة تصويرها بأشكال مضحكة. ولذلك تذكر المراجع التاريخية أن الكاريكاتير اسم مشتق من الكلمة الإيطالية “كاريكير” (Caricare)، التي تعني “يبالغ، أو يحمَّل ما لا يطيق”، والتي كان أول من استخدمها سنة 1646م. وفي القرن السابع عشر، كان جيان لورينزو برنيني، وهو رسام كاركاتير ماهر، أول من قدَّمها إلى المجتمع الفرنسي حين ذهب إلى فرنسا عام 1665م.
الكاريكاتير هو فن يعتمد على رسوم تبالغ في تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو حيوان أو جسم ما. ويقدَّم هذا الفن بطريقة ساخرة لنقد السلبيات أو لمدح الإيجابيات.
ولا تنتهي قصة إيطاليا مع الكاريكاتير عند هذا الحد، فدفتر مذكرات دافنشي الأشهر المسمى بـ “دستور أروندل”، والمكوَّن من 570 صفحة مخطوطة بيد دافنشي نفسه، ولم يحاول نشرها مطلقاً طيلة فترة حياته، تضم أفكاره لابتكارات يمكن تنفيذها، أو أخرى يعتقد أنه “يمكن” تنفيذها. وبعد وفاته، وبمرور الزمن، تناقلتها أيدي جامعي التحف الأثرياء بينما استقر معظمها في المتاحف العامة حول العالم.
سباق فرنسي- إنجليزي على الريادة
كان نصيب إنجلترا من هذه المخطوطة عظيماً عبر توماس هوارد أروندل (1586 – 1646م) الذي سُميت مجموعة مخطوطات دافنشي التي اقتناها باسمه. وهو جامع تُحف فنية ومخطوطات بارز، وعندما توفي كان يمتلك 700 لوحة، جنباً إلى جنب مع مجموعات كبيرة من المنحوتات والكتب والمطبوعات والرسومات والمجوهرات العتيقة. وفي نهاية المطاف، تركت معظم مجموعته من المنحوتات الرخامية، والمعروفة باسم رخام أروندل إلى جامعة أكسفورد. وينبه مؤرخو فن الكاريكاتير إلى أن مخطوطات دافنشي تلك تضمَّنت رسوماً كاريكاتيرية أثرت تاثيراً كبيراً على ولادة فن الكاريكاتير في إنجلترا.
أما في بدايات عصر الحداثة وشيوع الصحافة، فقد تنازعت إنجلترا وفرنسا سبق الريادة. إذ صدرت أول صحيفة هزلية مصوَّرة في العالم تعتمد الكاريكاتير مادة أساسية فيها عام 1830م على يد الصحافي الفرنسي شارل فليبون، وسمَّاها “كاريكاتور”، ثم ما لبث أن تبعها بإصدار صحيفة كاريكاتيرية أخرى سمَّاها “شاريفاري”. ويَعُدُّ جورج بهجوري في كتابه “فن الكاريكاتير” (1982م) أن الفنَّان الفرنسي أونوريه دوميية (1808 – 1889م) هو الأب الروحي لفن الكاريكاتير في الصحافة العالمية، وإليه يرجع الفضل الكبير لشد الانتباه إلى هذا الفن الذي أصبح لغة عالمية لا تحتاج اليوم إلى تعليق أو ترجمة.
ترجع الدراسات التاريخية المتعلِّقة بالكاريكاتير بدايته إلى عصــر النهضـة، وإلى إيطاليا بالتحديد، فقد أبدع الفنَّانون الإيطاليون كثيراً من الأعمال الفنية مثل تيتيانوس وبرنيني.
رسم دوميية، الذي عُرف كطبّاع فني ومصوِّر ونحَّات، واشتهر بكونه واحداً من أبرز رسامي الكاريكاتير السياسي والساخر في عصره، أكثر من خمسمئـة لوحة فنية، وأنتج أكثر من أربعة آلاف لوحة طباعة حجرية وألف عمل فني محفور على الخشب، وألف لوحة رسم، ومئة منحوتة، ولم يقدّر النقَّاد أعماله في فن التصوير إلا بعد وفاته. وعكسـت أعماله الحياة الاجتماعية والسياسية في فرنسا في القرن التاسع عشر.
وعلى الضفة الأخرى من القناة الإنجليزية مقابل فرنسا، أبدع جيمس جيلري (1757 – 1815م) رسام الكاريكاتير والطباعة الفنية الإنجليزي مجموعة هائلة من الرسومات بين عامي 1792 و1810م، متعلقة بالقضايا السياسية والهجاء الاجتماعي، حتى سمي “أبو الكاريكاتير السياسي”. فقد هجا في أعماله الملوك والوزراء والقادة العسكريين وحظيت رسومه بشعبية كبيرة، فكان الناس يتزاحمون على محلات بيع الكتب للحصول على الطبعات الأولى لرسومه؛ خاصة تلك التي تتناول الصراع التاريخي بين بلاده وبين فرنسا. فقد صور نابليون كقزم وصور جوزفين كامرأة بذيئة وأشهر أعماله قاطبة تلك التي تحتفظ بها مكتبة الكونغرس، والمسماة “البودنج الكامل في خطر، أو الذوَّاقة الحُكوميُّون يتناولون عشاءً صغيراً”، وفيها يظهر الوزير البريطاني ويليام بت، مرتدياً ملابس عسكريَّة بريطانيَّة نموذجيَّة، وهو جالس إلى المائدة مع الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت. كِلاهُما يبدو وهو يقتطع شريحةً كبيرةً من حلوى البودنج نُقشت عليها خريطةُ العالم. ويُلاحظ أنَّ شريحة بت أكبر بِكثير من شريحة نابليون. وفي التعليق كتب تعليقه الوصفي الساخر، والتاريخي: “الإمبراطور العتيد، وخصمه الوزير الإنجليزي، يخدمان نفسيهما، أحدهما يأخذ الأرض، والآخر يأخذ البحار. وفق اقتراحات الإمبراطور العتيد في سبيل التصالح مع إنجلترا في شهر يناير من عام 1805م”.
المهاجرون والهوية الأمريكية
أما على الضفة الأخرى للأطلسي، فتذكر المراجع التاريخية أن الكاريكاتير بدأ في نيويورك في نهاية القرن التاسع عشر على يد ثلاثة ناشرين، هم: جوزيف بوليتزر، ووليم باندولف، وجيمس كوردون. وقد أصدر هؤلاء ثلاث مجلات أسبوعية ملوَّنة مختصة برسوم الفكاهة والحكايات المصورة، وكانت موجَّهة في البداية إلى المهاجرين الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية جيداً، وقد نجحت هذه المجلات نجاحاً كبيراً وازدادت شعبيتها. من هنا يُعلي الباحثون من دور الكاريكاتير في ترسيخ “الهوية الأمريكية”، فقد لعب دوراً في إدماج المهاجرين في الثقافة الأمريكية. ومن بين هذه الشخصيات الثلاث، كان الناشر جوزيف بوليتزر الذي استحدث جائزة تسمى باسمه (جائزة بوليتزر للإنجازات في مجالات الصحافة والأدب والموسيقى والفن)، الأشهر على الإطلاق.
صنوع ونظارته الزرقاء
في تلك الفترة، وعبر المتوسط، كانت بداية فن الكاريكاتير العربي الحديث، فجميع الباحثين يؤكدون أن البداية كانت عندما قام يعقوب بن صنوع بإصدار جريدة ساخرة في القاهرة باسم “أبو نظارة زرقاء”، وتُعدُّ “الأولى من نوعها في الشرق لناحية مضمونها الهزلي الكاريكاتيري”. وبحكم قربه من الطبقة الحاكمة في مصر، حيث عمل والده في خدمة الأمير يَكَن، حفيد محمد علي باشا، استطاع صنوع استقراء الأوضاع في مصر بدقة وانتقادها، سواء بالرسم الكاريكاتيري الساخر أو بالفن المسرحي الذي يعدّ من أوائل مؤسسيه في مصر. وبعدها تم نفيه من قبل الخديوي إسماعيل إلى باريس عام 1872م وتوفي في منفاه عام 1912م.
يعتبر الباحثون أن بداية الكاريكاتير العربي كانت بإصدار يعقوب بن صنوع عام 1877م جريدة ساخرة في القاهرة باسم “أبو نظارة زرقاء”.
ثم ظهرت بعد “أبو نظارة زرقاء” مجلات مصرية وسورية عدة تتبعت خطوطهـا الرئيسـة وطورتهـا. فقد شهدت سوريا تجربة رائدة على يد الرسام السوري “عبدالوهاب أبو السعود” عام 1921م بإصداره جريدة فكاهية ناقدة باسم “جراب الكردي”، انتقد فيها بالكاريكاتير كثيراً من الأمور السلبية الاجتماعية، والسياسية وبعض أفعال الحركات الصهيونية في فلسطين، وحتى حكومة الانتداب الفرنسي أحياناً كثيرة. كما عمل على ابتكار العديد من الشخصيات الكاريكاتورية التي مثّلت المواطن السوري بمختلف أطيافه.
ولكن يظل هناك إجماع على أن مصر عرفت فترة ذهبية لفن الكاريكاتير. فقد استخدم الملك فاروق الكاريكاتير في حملته الكبرى ضد منافسه العتيد مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد عام 1944م بواسطة رسّام الكاريكاتير المصري الكبير محمد رخا بمعاونة الصحافي مصطفى أمين.
ويلاحظ الباحثون أن الكاريكاتير فقد في مصر جزءاً من طابعه الجريء عقب ثورة 23 يوليو 1952م، رغم الصعود البارز لتيار فني قوي ومؤثر في الصحافة؛ خاصة مع صدور مجلة “صباح الخير” (1956) بعنوانها المثير “للقلوب الشابة والعقول المتحررة”، لتنضم إلى شقيقتها الكبرى، “روز اليوسف” التي كانت بدورها فعالة للغاية في رعاية مواهب كبرى لفن الكاريكاتير. لكن المجلتين تميزتا بالنقد الاجتماعي.
الرخيص والراقي
وكما تتنوَّع المراحل والشخصيات البارزة في مسيرة الكاريكاتير في العصر الحديث، كذلك تتعدَّد التعريفات: فالكاريكاتير CARICATURE هو فن، يعتمد على رسوم تبالغ في تحريف الملامح الطبيعية، أو خصائص ومميزات شخص أو حيوان أو جسم ما. وغالباً ما يكون التحريف في الملامح الرئيسة للشخص، أو يتم الاستعاضة عن الملامح بأشكال الحيوانات والطيور، أو عقد مقارنة بأفعال الحيوانات. وهو “أحد فروع الرسم الذي يمثل الأشياء أو الأشخاص إما بطريقة بسيطة جداً أو مبالغ فيها وذلك للتعبير عن خاصية أو أكثر تتسم بها الشخصية أو الشيء، وعادة ما يتم تقديم الكاريكتير بطريقة ساخرة لنقد السلبيات أو لمدح الإيجابيات”. وهو “فن من الفنون التعبيرية الذي لا يجد الناس صعوبة في فهمه وتقديره، ويعني الابتعاد عن التناغم المنتظم للشكل أو يعني عدم الاهتمام بالنسب الطبيعية، ويعني أيضاً المبالغة والتشويه في الشكل”. أما جورج بهجوري فيقول: “إنه اتجاه من اتجاهات الفن التشكيلي أو الرسم، وليس بالضرورة أن يكون أحد فروعها. لأن أي رسام تشكيلي لا يستطيع أن يكون رساماً كاريكاتيرياً. إنها موهبة أخرى نادرة، تماماً كما في المسرح أو السينما أو التمثيل، حيث يتجه القليل من الممثلين الذين درسوا أصول المسرح إلى التمثيل الفكاهي. لكن الكاريكاتير لابد أن يعود إلى أصول الدراسة الأكاديمية، حيث يتحلى بصفات محددة في التقنية والعناية بالتفاصيل، وهذا هو الفرق بين الكاريكاتير الرخيص والكاريكاتير على مستوى فني راق”.
اترك تعليقاً