برنامج ماجستير العلوم التطبيقية في التحليل المكاني للصحة العامة، هو تخصص جديد اعتمدته كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في العام الماضي 2018م. وهو يؤهِّل الطلاب لجمع المعلومات الجغرافية ورسمها وتفسيرها وتحليلها بشكل فعّال، لاختبار وتحسين الفرضيات التي تساعد على الإجابة عن مجموعة من الأسئلة في قطاع الصحة العامة.
وللتحليل المكاني علاقة وثيقة بالصحة العامة، إذ إن المعلومات والبيانات الصحية التي يتم جمعها بشكل روتيني من المواقع المختلفة (حيث أصبح الحصول عليها أسهل وأوفى بواسطة التقنيات المتقدِّمة) توفِّر مدخلاً للباحثين والممارسين لدمج قوة الجغرافيا في الصحة العامة. فقد أصبحت الخرائط آلية قوية ورائجة في أبحاث وممارسات الصحة العامة، ليس فقط لنقل المعلومات وتوليف البيانات من مصادر متعدِّدة، ولكن من أجل الوصول إلى اتجاهات جديدة وحديثة لتحليل بيانات الصحة العامة وتفسيرها.
ولكن التحليل المكاني يختلف عن نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، فهناك عديد من التعريفات للتحليل المكاني، ولكنه بالمجمل يشمل استخدام أو تفسير للمعلومات الجغرافية. بينما تعد نظم المعلومات الجغرافية أحد مكوّنات التحليل المكاني، وهي تركِّز بشكل أساسي على برنامج رسم الخرائط كأداة لدمج البيانات المكانية ومعالجتها وعرضها. ويغطي برنامج الماجستير في التحليل المكاني مجموعة أشمل من المهارات، من خلال إدخال وتعزيز نهج العلوم المكانية – وهو نهج شامل موحَّد يتضمَّن مكوّنات أساسية ثلاثة:
أولاً: البيانات المكانية، التي تواكب التقنيات المتقدِّمة للحصول على المعلومات المكانية ذات الصلة بطلب معيَّن وجمعها.
ثانياً: نظم المعلومات الجغرافية، الذي يعمل على دمج البيانات المكانية ومعالجتها وعرضها، مما يسمح بوضع التصورات المتزامنة لطبقات متعدِّدة من المعلومات المكانية.
ثالثاً: الإحصاءات المكانية، التي تُعد أدوات تتجاوز الخرائط وتستخدم الأساليب الإحصائية لوصف وتحليل وتفسير طبقات البيانات المعينة.
وعلى الرغم من أن التحليل المكاني مجال ناشئ، فإنه أصبح ذا أهمية قصوى لمعالجة قضايا الصحة العامة، بفعل التقنيات المتقدِّمة المستخدمة فيه وتطبيقاته المتطورة. وتلبِّي المقررات المترابطة بعناية في هذا البرنامج الطلب المتزايد على الخبرة المتقدِّمة المتوفرة في برنامج العلوم المكانية الشامل.
ومن الأمثلة حول الطرق التي تؤثر فيها تطبيقات التحليل المكاني على الصحة العامة محلياً وعالمياً نذكر:
• توصيف الظروف البيئية مثل حركة السير والفقر والمناخ وجودة المياه.
• توصيف إمكانية الوصول إلى الرعاية، وتحديد مصـادر الطعـام الصحيــة / غير الصحيــة، ومصادر التلوث.
• توفير أدوات لتحسين تقييم التعرض لتلوث الهواء.
• ربط توصيفات البيئة وتغيراتها بالتغيـرات في الصحة العامة.
• رســم خرائــط لخطــر الملاريا أو غيرها من الأمراض المعدية.
لمزيد من المعلومات يمكن مراجعة الرابط التالي:
Jhsph.edu
اترك تعليقاً