نشر باحثون من جامعة إديث كوان في أستراليا دراسةً في سبتمبر 2024م، وجدت أن السفر قد يكون إحدى أفضل الوسائل لإبطاء الشيخوخة. وطبَّق الباحثون نظرية الإنتروبيا في الفيزياء على الأنشطة النموذجية المرتبطة بالسفر، فاكتشفوا مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية المهمة.

الإنتروبيا هي ميل عالمي للأنظمة نحو الفوضى. ويُستخدم هذا المصطلح على نطاق واسع في الفيزياء. ولكن له أيضًا تطبيقًا في علم الأحياء، حيث يصف ميل الأنظمة البيولوجية إلى الانتقال من حالة شبابية منخفضة الإنتروبيا إلى حالة عالية الإنتروبيا. ولمزيد من المعلومات عن الإنتروبيا انظر مقالة “القافلة” “الإنتروبيا وثورة المعلومات” مارس – أبريل 2019م.

تقول السيدة فانجلي هو، من جامعة إيست كوانتان: “الشيخوخة بوصفها عملية، لا رجعة فيها. وعلى الرغم من أنه لا يمكن إيقافها، فإنه يمكن إبطاؤها”. ويمكن للسفر أن يعطل معدل الإنتروبيا النموذجي، حيث يمكن للتجارب الإيجابية أن تخفف الإنتروبيا وتحسِّن الصحة. في حين يُمكن للتجارب السلبية أن تزيدها، وهو ما يعرض الصحة للخطر في هذه العملية.

إن التعرُّض لبيئات جديدة والانخراط في أنشطة مريحة يمكن أن يؤدي إلى تحفيز استجابة الجسم للتوتر وزيادة معدل الأيض، أو عملية تحويل الغذاء إلى طاقة، وتحسين قدرة الجسم على التنظيم الذاتي.

ويتضمن السفر أيضًا الوقت الذي يمارس فيه الأشخاص أنشطة بدنية معتدلة، مثل المشي والتنزه وركوب الدراجات والتسلق، التي ثبت أنها تعمل على تحسين الصحة البدنية والعقلية. كما يسمح السفر بمقابلة أشخاص جدد وتسهيل التفاعل الاجتماعي، وهو أمر ضروري للصحة العقلية.

من ناحية أخرى، قد يُعرِّض السفر الأفراد أيضًا لتهديدات مختلفة مثل الأمراض والحوادث والعنف، وكلها عوامل تزيد من الإنتروبيا. ولذا، يُنصح السيَّاح دائمًا بالحذر والبحث الأولي عن الأمكنة والمجتمعات الهادئة والآمنة.