إن تكـنْ حكمةُ الأمورِ سرابًا
فلنعمَ الحكيمُ ذاك السرابُ
كلّ دربٍ سلكتَهُ دون جدوى
أنتَ جدواهُ والهدى والمآبُ
إنّ في القلبِ كلّ بابٍ ينادي
أين من ذلك النداء الجوابُ
وإذا البابُ كان أبدى صريرًا
فصداهُ إلى الحياة خطابُ
كيف ينجو الصدى إذا
ما تصدى
لمداهُ العداءُ والأحبابُ
مثلما هالَ حاطبًا أن عليهِ
تتهاوى الفؤوس والأخشابُ
ليس من ذعره بمدركِ ما قد
أضمرته له من الصلحِ غابُ
بينما تتركُ الرياحُ لتجري
يتعافى من الركودِ ترابُ
والسَّماءُ التي خُلِقنا نراها
يتجلّى لها بدمعٍ سحابُ
كلنا سائر لشيء تجلى
كم تجلى وراء سترٍ غيابُ
وإذا الحبُّ
مسّنا قال فينا
قائل: “مسَّنا بطهرٍ عذابُ”
حِملُ من؟ هذه الذنوب ليأسى
في سبيلٍ لكل ذنبٍ متابُ
والمحب المحب حاشاه ألا
يتعالى به لرب جنابُ
لم يكن حالمًا بفردوسه لولا
حنين بقلبه واحتطابُ
حلم لم يذر لدربٍ بلوغًا
ربّ وصل ألذُّ منه اقترابُ
حالهُ حيثما به الدربُ يجري:
كلُّ حلم بكل حلم يصابُ
والذي شق للحقيقة دربًا
فخطى الدرب في الخيال رحابُ
كم خيالٍ به تعرّى فؤادٌ
من عقول تقمصتها ثيابُ
هكذا العمرُ بين حلم وحلم
يتفانى ذهابه والإيابُ
وإذا الأرض خلدتنا فتلك
الأرضُ أمواتها عليها هضابُ
اترك تعليقاً