Wise Animals: How Technology Has Made Us What We Are by Tom Chatfield
تأليف: توم شاتفيلد
الناشر: Picador، 2024
في هذا الكتاب يستكشف الصحفي المتخصص في التكنولوجيا والمهتم بفلسفتها، توم تشاتفيلد، تاريخ علاقتنا بالتكنولوجيا وتفاعلنا العميق مع مختلف الاختراعات البشرية، منذ الاستخدام الأول للأدوات واكتشاف النار، مرورًا باختراع القراءة والطباعة ورسم الخرائط، حتى تطور الكمبيوتر وإنشاء الإنترنت وظهور الذكاء الاصطناعي.
أمَّا التعريف الذي يقدِّمه تشاتفيلد للتكنولوجيا، فشامل إلى حد بعيد، إذ يقول: “إنها مجمل المصنوعات البشرية التي تُوسِّع نطاق فهمنا للعالم”. وبذلك، فهو يسعى إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من الميل المستمر لاعتبار التكنولوجيا هي التي تمثل الاختراعات التقنية وحدها. في حين يخالف من يعدُّ أن كل الأدوات والأجهزة التي صنعها البشر على مر التاريخ، كانت مجرد “أشياء”.
يتتبع تشاتفيلد التطور المشترك للإنسانية والتكنولوجيا عبر ملايين السنين الماضية، والدروس التي قد يحملها هذا الماضي العميق للحاضر، ويقول: إننا نحن نشكل أدواتنا، وبعد ذلك أدواتنا تشكلنا، وأن هناك “رقصة” متناغمة بين التكنولوجيا ومبدعيها، حيث يؤثر كل منها في الآخر.
ولذلك من الأهمية بمكان، بالنسبة إلينا، أن نتغلب على بعض الأوهام عندما يتعلق الأمر بمفاهيمنا للتكنولوجيا في العصر الحديث، وتصحيح المعتقدات الخاطئة التي تقف بيننا وبين المشاركة الغنية القائمة على الواقع في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. ففي وقتنا الحاضر، أصبحت التكنولوجيا موجودة في كل مكان، وباتت تمس كل ما نقوم به، وتشكل أعمق مخاوفنا وآمالنا، وسياساتنا وعلاقاتنا العاطفية والاجتماعية.
ومع ذلك، فإن العديد من القصص الأكثر تأثيرًا، التي نسعى من خلالها إلى فهم هذه التكنولوجيا، تُروى من زاوية خاطئة، كما لو أن طبيعتها يمكن مناقشتها دون الرجوع إلى طبيعتنا نحن كبشر، وكأن الناس والآلات عالقون في صراع وجودي على كل شيء، بدءًا من العمل وأوقات الفراغ إلى الحب والفن.
لا شيء من هذا صحيح، وكثير منه ضار. فالتكنولوجيا ليست مجرد شيء نصنعه أو نقدمه للعالم؛ أي أدوات نستعملها أو نتجنب استخدامها، بل الصحيح أنه لا يمكننا أن نفصل أنفسنا عنها؛ لأنها كانت معنا منذ عصور ما قبل التاريخ، وهي تتطور معنا؛ حتى إنها تشكِّل بيئتنا وتركيبتنا البيولوجية. وعلى عكس الكثير من الانتقادات السائدة، لا يوجد شيء اسمه الطبيعة البشرية أو الوجود في غياب التكنولوجيا. وهذا كان صحيحًا منذ أن سار الإنسان العاقل على القارة الإفريقية قبل أكثر من ثلاثمائة ألف عام.
اترك تعليقاً