نظرية التغيُّر الإحيائي (mutation-theory) هي إحدى النظريات البديلة لنظرية التطوُّر الداروينية التي تقوم على فكرة أن الأنواع تطوَّرت من خلال التراكم التدريجي للتنوُّع على مدى فترات طويلة. فعلى العكس من ذلك، تقوم فكرة نظرية التغير الإحيائي على أن الأنواع الجديدة تتشكَّل من الظهور المفاجئ وغير المتوقع للتغييرات في السمات المحددة للنوع نفسه.
صاغ هذه النظرية، في بداية القرن العشرين، عالِم النبات وعالِم الوراثة الهولندي هوغو دي فريس، واعتمد على اختبار قام به على نبتة تسمى “زهرة الربيع المسائية” ذاتية التلقيح؛ وذلك عندما سمح لكل بذورها بالنمو. فتبيَّن له أن غالبية النبتات الجديدة مشابهة للعائلة، لكن القليل منها كان نبتات مختلفة.
كانت النبتات المختلفة أيضاً ذاتية التلقيح، وعندما زُرعت بذورها، تماثلت نتائجها مع الاختبار الأول، واستمر هذا التغيُّر جيلاً بعد جيل، حتى بدت هذه النباتات المختلفة كأنواع جديدة كلياً، ما جعل هوغو دي فريس يستنتج من تجاربه أن أنواعاً جديدة من الخصائص الموروثة قد تظهر فجأة من دون أي إشارة سابقة لوجودها.
وعلى هذا الأساس يعتقد هوغو دي فريس أن التغيُّر المفاجئ يسبِّب التطوُّر، وليس الاختلافات الطفيفة الموروثة التي ذكرها داروين. وهو، حسب رأيه، يكون أيضاً عشوائياً وعديم الاتجاه، وجميع سماته قابلة للتوريث، وأن التغيُّر الإحيائي يتطوَّر بمعزل عن السمات الأساسية للنوع وباستقلالية عنه؛ وأن التطوُّر هو عملية متقطعة.
مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
نوفمبر – ديسمبر | 2020
التغيُّر الإحيائي
مقالات ذات صلة
في عام 2077م، شهد معظم سكان أوروبا كرة نارية تتحرك في عرض السماء، ثم سقطت كتلة تُقدّر بألف طن من الصخور والمعادن بسرعة خمسين كيلومترًا في الثانية على الأرض في منطقة تقع شمال إيطاليا. وفي بضع لحظات من التوهج دُمرت مدن كاملة، وغرقت آخر أمجاد فينيسيا في أعماق البحار.
نظرية التعلم التعاضدي هي: منهج تتعلم عبره مجموعة من الأفراد بعضهم من البعض الآخر من خلال العمل معًا، والتفاعل لحل مشكلة، أو إكمال مهمة، أو إنشاء منتج، أو مشاركة تفكير الآخرين. تختلف هذه الطريقة عن التعلم التعاوني التقليدي، فبين كلمتي تعاون وتعاضد اختلاف لغوي بسيط، لكنه يصبح مهمًا عند ارتباطه بطرق التعليم. فالتعلم التعاوني التقليدي […]
حتى وقتٍ قريب، كان العلماء مجمعين على أن الثقافة هي سمةٌ فريدةٌ للبشر. لكن الأبحاث العلميّة التي أجريت على الحيوانات، منذ منتصف القرن العشرين، كشفت عن عددٍ كبيرٍ من الأمثلة على انتشار الثقافة لدى أغلب الحيوانات. وعلى الرغم من الغموض الذي يلفّ تعبير الثقافة، حسب وصف موسوعة جامعة ستانفورد الفلسفيّة، هناك شبه إجماعٍ بين العلماء […]
اترك تعليقاً