مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
سبتمبر - أكتوبر 2023

التعلم التعاضدي


فريق القافلة

نظرية التعلم التعاضدي هي: منهج تتعلم عبره مجموعة من الأفراد بعضهم من البعض الآخر من خلال العمل معًا، والتفاعل لحل مشكلة، أو إكمال مهمة، أو إنشاء منتج، أو مشاركة تفكير الآخرين.

تختلف هذه الطريقة عن التعلم التعاوني التقليدي، فبين كلمتي تعاون وتعاضد اختلاف لغوي بسيط، لكنه يصبح مهمًا عند ارتباطه بطرق التعليم. فالتعلم التعاوني التقليدي يعمد عند حل مسألة ما أو معالجة موضوع معيّن إلى تكليف كل طالب بزاوية معينة ليدرسها، ثم يشرح للطلاب الآخرين ما توصل إليه، فليس هناك بالضرورة أي تفاعل اجتماعي. أما نظرية التعلم التعاضدي، فهي تركز على أهمية التفاعل الاجتماعي لتطوير التعلم والإدراك، وقد وضع هذه النظرية عالم النفس الروسي “ليف فيغوتسكي” في ثلاثينيات القرن العشرين، وجرى تطويرها لاحقًا. ويعتقد فيغوتسكي أن المجتمع عامل مهم في عملية خلق المعنى والمعرفة، وتقوم نظريته على أن التطور الفردي لا يحدث دون أن يكون هذا الفرد على علم بالسياقات الاجتماعية والثقافية. 

ليف فيغوتسكي عالم نفس روسي.

وتشير النظرية إلى أن للكلام ولطريقة إلقائه دورًا رئيسًا في تطوير الفكر، إذ تؤدي المحادثات مع الأشخاص الآخرين إلى دفع الفهم والإدراك إلى الأمام. على سبيل المثال، سأل أحد الطلاب في صفوف البلاغة أستاذه عن معنى الكلمة الإنجليزية “alacrity”، ففي القاموس هناك عدة معان مقترحة: رشاقة، سرعة، نشاط. فقال له الأستاذ: “اسأل زميلتك في الصف: هل تتزوجيني؟”. وبالفعل سأل الطالب الفتاة بقربه، لكن الأستاذ رد على الفور بلسان الفتاة: “نعم نعم نعم، بسرعة ولهفة”. لقد علق هذا المشهد في الذاكرة البصرية لكثير من الطلاب مدى العمر. 

ويضيف فيغوتسكي: “عندما يشارك الطفل ويرى الآخر المألوف في البداية مثل أقرانه وأهله، فهو بذلك يطوِّر بالتدريج تفاعلًا اجتماعيًا خارج هذه المنطقة، كما يطور لاحقًا قدرة على حل المشاكل بشكل مستقل ومن دون مساعدة، ومن هنا تأتي أهمية تأليف مجموعات من الطلاب داخل الصف تناقش المسائل وحلولها بتفاعل الآراء”. 


مقالات ذات صلة

يتزايد الاعتقاد الشعبي بوجود ظواهر غريبة وأجسام طائرة غير محددة تزور الأرض من الفضاء الخارجي.

رحلة البحث عن جمال الذات عبر تحسين صورة الجسم، رحلة قديمة تمتد جذورها إلى ما قبل التاريخ. وقد سُجّلت بعض محطاتها في رسومات جدارية ومنحوتات. ومع تنوُّع الأعراق البشرية واختلاف الثقافات، تباينت النظرة إلى صورة جسم الإنسان ومعايير الجمال، مُتأثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية وغذائية وبالعلاقة بين الجنسين. وقد وصلنا إلى ذروة التأثّر في ظِل طُغيان […]

يجتاح العالم وباء من نوع جديد لم يشهده من قبل، هو وباء الوحدة. وهي، كما حددها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، “شعور المرء أنه لا يمتلك علاقات وثيقة أو ذات معنى أو شعورًا بالانتماء”. وتشير آخر الإحصاءات إلى أن نصف سكان العالم يعانون الوحدة الآن. كما استنتجت دراسة أجرتها جامعة هارفارد على مدى […]


0 تعليقات على “نظرية: التعلم التعاضدي”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *