مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يناير – فبراير | 2025

التصوير الطبي..

أدق من أي وقت مضى

نجح باحثون من كلية لندن الجامعية في اختراع واختبار ماسح ضوئي محمول جديد، وقادر على توليد صور ضوئية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، وهو ما يسهل اكتشاف العلامات المبكرة للأمراض.

التصوير الضوئي الصوتي المقطعي ليس بالأمر الجديد، وهو يعمل بإطلاق نبضات ليزر قصيرة جدًا على الأنسجة البيولوجية المعينة، فتمتص هذه الأنسجة جزءًا من هذه الطاقة، وفق لون الهدف، فيتسبب في زيادة طفيفة في الحرارة والضغط. وهذا ما يؤدي بدوره إلى توليد موجة فوق صوتية خافتة تحتوي على معلومات حول هذه الأنسجة. وتجري العملية برمَّتها في جزء من الثانية فقط. وما يميز الماسح الضوئي الجديد عن الأجيال السابقة، هو السرعة العالية التي يحدث بها توليد الصور.

فبفضل الماسح الضوئي الجديد، أصبحت جلسات التصوير تستغرق بضع ثوانٍ فقط، بعدما كانت تستغرق ساعة في السابق. وبالنسبة إلى المرضى المسنين والضعفاء، يمثل هذا تحسنًا مذهلًا في خدمة الرعاية الطبية. كما تعمل السرعة العالية على تعزيز وضوح الصورة، وهو ما يسمح بتصوير العمليات الديناميكية التي تحدث في الوقت الفعلي في الجسم. ويمكن لهذه العمليات التي لم نشهدها من قبل أن تساعد في دراسة الأمراض بشكل أدق.

اختبر باحثو الكلية هذا الجهاز على مرضى مصابين بالسكري والتهاب المفاصل الروماتويدي وسرطان الثدي. وفي حالة مرضى السكري، تمكن الباحثون من اكتشاف العلامات المبكرة للتلف في الأوعية الدموية الصغيرة في أرجل المرضى، وهو ما يساعد في تفادي البتر إذا جرى علاج هذه العلامات مبكرًا.

ويمكن أن يكون هذا الماسح الضوئي ضروريًا أيضًا في تشخيص السرطان. فغالبًا ما تحتوي الأورام على كثافة عالية من الأوعية الدموية الصغيرة التي تكون صغيرة جدًا، بحيث لا يمكن رؤيتها باستخدام تقنيات التصوير الأخرى. وقال الباحث في كلية لندن الجامعية، والمشارك في اختراع الماسح الضوئي، الدكتور نام هوينه، إن الجراحين سيكونون الآن قادرين بشكل أفضل على إزالة الورم تمامًا، وهو ما يقلل من خطر تكرار ظهوره.


مقالات ذات صلة

“بالنسبة إلى مخلوقات صغيرة مثلنا، لا يمكن تحمُّل هذا الاتساع الهائل للكون إلا من خلال الحب”.

قطعت الهندسة المعمـارية شوطًا كبيرًا خلال القرن الماضي في مجال استنباط حلول نجحت في تخفيض الخسائر الناتجة من بعض الكوارث الطبيعية.

بات استكشاف تفاعل ميكروبيوم البيئة المبنية مع الميكروبيوم البشري والصحة أمرًا حيويًا بشكل متزايد.


0 تعليقات على “التصوير الطبي”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *