يعرف معظم التلامذة أن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين. كما يعرفون أن ثاني أكسيد الكربون هو أحد المنتجات الثانوية للحرق. ومن ثَمَّ، فإن الاستنتاج الطبيعي هو أن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون الموجود في دخان حرائق الغابات. ولكن وفقًا لمجلة “ساينتفك أمريكان” في 2 أغسطس 2024م، تُغلق الأشجار مسامها وكأنها “تحبس أنفاسها” عندما يحيط بها هواء ملوث، تمامًا كما نغلق نحن نوافذنا لمنع دخول دخان الحرائق إلى البيوت.
اُكتشِف هذا الأمر بالمصادفة عندما كانت مجموعة من العلماء في جامعة ولاية كولورادو تدرس كيفية تأثير انبعاث المركبات العضوية المتطايرة من النباتات على جودة الهواء وتكوين السحب في جبال روكي في كولورادو، وصُودف أن موقع البحث نفسه مُغطى بدخان كثيف من حريق غابات بعيد.
واصل الباحثون إجراء قياساتهم لعملية التمثيل الضوئي وانبعاثات المركبات العضوية المتطايرة على أوراق أشجار الصنوبر، وما وجدوه كان مفاجئًا لهم. فقد كانت مسام الأوراق مغلقة، وانخفض التمثيل الضوئي بشكل كبير. لم تكن الأشجار تمتص الهواء، ولم يكن ينبعث منها مركبات عضوية متطايرة. بمعنى آخر، أنها لم تكن “تتنفس”.
ذلك لأن ثاني أكسيد الكربون، وبعض المواد الأخرى الموجودة في الدخان، تتحول كيميائيًا عندما تنتقل إلى مسافات بفعل أشعة الشمس، وينتج عنها مواد سامة وضارة بالإنسان والنبات.
اترك تعليقاً