مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
مارس – أبريل | 2025

مستقبل الإنترنت والقرية العالمية

في ظل التزييف العميق

فريق القافلة

بدا في العام المنصرم أن العالم الافتراضي قد دخل إلى حالة من الفوضى أثارت قلق المهتمين من الخبراء والمؤسسات الدولية، ومن بينها المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عدَّ التزييف العميق أحد أهم الأخطار التي تعرض لها العالم في عام 2024م، وأحد أكثر استخدامات الذكاء الاصطناعي إثارة للقلق.

ليس في الوصف أي مبالغة، فالإعلام عصب الحياة الحديثة، والأخطار التي يمكن أن يتسبَّب فيها التزييف تصل إلى حد إثارة الاضطرابات السياسية والحروب، والانهيارات الاقتصادية، والفوضى الصحية، وتشويه سمعة الأفراد. وفوق كل هذا، يمكن أن يتسبَّب اختلاط الحقيقي بالزائف في فقدان عام للثقة بالآخرين، وهذا يمكنه في حدِّه الأدنى أن يُقوِّض حقبة الإنترنت والإعلام ككل، كما يرى بعض المتشائمين من خبراء الإعلام. ويمكن برؤية أكثر تشاؤمًا أن يتسبَّب في فقدان عام للثقة بالروابط التي تُبنى عليها المجتمعات والدول.

وبينما تتسارع وتيرة الأحداث الكبرى ومعها التطورات الرقمية خلال العام 2025م، تستشرف “القافلة” مع ثلاثة من خبراء الإعلام آفاق المستقبل لنشاط يؤثر في كل مناحي الحياة. فيتناول أيمن عبدالهادي العلاقة التبادلية ما بين وسائل الإعلام التقليدية من جهة والرقمية من جهة أخرى. ثم يركِّز غسان الشهابي على وسائل التواصل الاجتماعي، التي صارت المنصّات الكبرى التي تنتشر فيها الأخبار انتشار النار في الهشيم، ومنها تلك الأخبار المزيّفة المعدّة بالاعتماد الاصطناعي، قبل أن يختتم غسان مراد بالأمل في أن يعالج الذكاء الاصطناعي “الطيّب” منتجات الذكاء الاصطناعي “الشرير”. ليبقى السؤال: إلى متى سيقبل المتلقي بالاجتهاد للتمييز بين الأخبار الزائفة والأخبار الصحيحة؟ وبصيغة أخرى: متى سيتعب من ذلك فيقرر الإشاحة بنظره نهائيًا عن كل ما يقرؤه من أخبار على الإنترنت، فينهار دورها الإخباري، وهو ما سيؤدي إلى انهيار أدوار أخرى ما كانت لتقوم لولا الدور الإخباري؟


مقالات ذات صلة

من المؤكد أن الأخبار الكاذبة ليست وافدًا جديدًا على بيئة العمل الإعلامي. هي جزء من وجود الإعلام منذ ظهور الصحافة مصدرًا منتظمًا للمعلومات في بداية القرن السابع عشر. فما دام لوسائل الإعلام مُلّاك ومصالح تبتغي تحقيقها، ترتفع إمكانية التضليل في ظروف بعينها. لكن يظل ذلك في حدود لا تدمر مصداقية الوسيلة الإعلامية بالكامل، وما يستتبعه […]

لم يكن عام 2004م اعتياديًا، بل يمكن اعتباره حجر الزَّاوية في انطلاق واحدة من أهمّ مفاعيل شبكة الإنترنت، متمثّلة في بزوغ فجر “التَّواصل الاجتماعيّ” كما تعارفنا عليه، و”الإعلام الاجتماعيّ” كما هو معروف عالميًا؛ إذ بدأ الأمر بمجرَّد رغبة مارك زوكربيرغ في التَّواصل مع بقيّة الطلبة في جامعة هارفرد، فأنشأ “فيسبوك”، ولكن ما لبث أن اتّسع […]

إذا ما أردنا أن نفند التأثيرات الاجتماعية للأخبار الزائفة، يمكننا الجزم أنها بدأت تُسهم في تآكل الثقة العامة بالأخبار التي تطالعنا كيفما اتفق، وبشكل خاص تلك التي تظهر على منصات التواصل الاجتماعي.  فبحسب دراسات علم اللغة الاجتماعي، يؤدي تعرض الأفراد بشكل متكرر للأخبار المضللة إلى الشك في كل ما يقرؤونه أو يسمعونه. فهل من وسائل […]


0 تعليقات على “مستقبل الإنترنت والقرية العالمية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *