مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
مايو - يونيو 2023

كلمة القافلة

يا‭ ‬قاصد‭ ‬الطريق‭ ‬توشك‭ ‬أن‭ ‬تصل


فريق القافلة

لعل‭ ‬مفهوم‭ ‬الطريق،‭ ‬موضوع‭ ‬ملف‭ ‬هذا‭ ‬العدد،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المفاهيم‭ ‬تشعبًا‭ ‬في‭ ‬دلالاته‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية؛‭ ‬فجلبابه‭ ‬الفضفاض‭ ‬في‭ ‬العربية،‭ ‬والإنجليزية‭ ‬أيضًا،‭ ‬يتسع‭ ‬بجيبه‭ ‬لتوظيفات‭ ‬علمية‭ ‬شتى،‭ ‬كما‭ ‬يُغري‭ ‬خيال‭ ‬الأدباء‭ ‬باتخاذه “‬طريقًا” ‬إلى‭ ‬غواية‭ ‬المجاز‭.‬

وحين‭ ‬تلقي‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمة‭ ‬في‭ ‬بئر‭ ‬محرك‭ ‬البحث،‭ ‬تظهر‭ ‬لك‭ ‬الدلاء‭ ‬مملوءة‭ ‬بمئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬النتائج،‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬بحثي‭ ‬يتجاوز‭ ‬كلمات‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬نتصور‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬التصاقًا‭ ‬بحياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬ومشهدها،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬كلمات‭ ‬من‭ ‬قبيل “ماء” و “أكل” و “حياة” وغيرها. ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬جمعت‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬أختها‭ ‬الملتصقة‭ ‬بتاء‭ ‬التأنيث‭ ‬فالأفق‭ ‬أرحب‭ ‬بما‭ ‬يكلّ‭ ‬عنه‭ ‬استكناه‭ ‬مداه‭ ‬البصر‭ ‬والبصيرة. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬ولغيره،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬حصر‭ ‬نطاق‭ ‬معظم‭ ‬الكلام‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬بجانبه‭ ‬المادي‭ ‬المعروف‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصبح‭ ‬الأمر‭ ‬أشبه‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬قطرة‭ ‬ماء‭ ‬في‭ ‬أمواج‭ ‬البحر‭.‬

لكن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المفاهيم‭ ‬المتشعِّبة‭ ‬للكلمة‭ ‬بينها‭ ‬مساحات‭ ‬مشتركة‭ ‬واسعة. ‬فكل‭ ‬طريق‭ ‬له‭ ‬مسار‭ ‬محدد‭ ‬يُفضي‭ ‬إلى‭ ‬وجهة‭ ‬بعينها‭ ‬وإلا‭ ‬فالمآل‭ ‬إلى‭ ‬الضياع‭ ‬والتيه. ‬ولكل‭ ‬طريق‭ ‬تقريبًا‭ ‬بداية‭ ‬ونهاية‭ ‬إذا‭ ‬استثنينا‭ ‬بعض‭ ‬التوظيفات‭ ‬المجازية‭ ‬التي‭ ‬تعمد‭ ‬إلى‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬متناقضات‭ ‬المعاني‭ ‬وأضدادها‭ ‬كما‭ ‬في “‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬اللانهاية”‬،‭ ‬أو “‬طريق‭ ‬الكشف” ‬الذي‭ ‬يراه‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭ ‬طريقًا‭ ‬عدميًا‭ ‬لأنه‭ ‬يزيد‭ ‬الغموض‭.‬

ولكل‭ ‬طريق‭ ‬مسلوك‭ ‬رائد‭ ‬يذلِّل‭ ‬عقباته‭ ‬ويرسم‭ ‬معالمه. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬طريق‭ ‬لم‭ ‬تُسلك‭ ‬مغامرة‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬يطرق‭ ‬بابها. ‬ولأغلب‭ ‬الطرق‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يسلكها‭ ‬من‭ ‬يَطمع‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يُطمع‭ ‬فيه، “‬قُطّاع” ‬يتحيَّنون‭ ‬فرص‭ ‬النهب، و “متسوِّلون” ‬يسألون‭ ‬الناس‭ ‬إلحافًا،‭ ‬و “‬حُداة” ‬مرشدون‭ ‬يأخذون‭ ‬بيدك‭ ‬إلى‭ ‬الغاية،‭ ‬ورفقة‭ ‬طيبة‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬المرء‭ ‬أحيانًا‭ ‬فيعرف‭ ‬وجدانًا‭ ‬أن “‬الرفيق‭ ‬قبل‭ ‬الطريق”. ‬وما‭ ‬دام‭ ‬هناك “‬طريق” ‬فهناك‭ ‬دعوة‭ ‬مفتوحة‭ ‬للسير،‭ ‬ومن “‬سار‭ ‬على‭ ‬الدرب‭ ‬وصل” ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬العربي‭.‬

وبين‭ ‬أيدينا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬طريقان‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬من‭ ‬تأملهما‭ ‬وإن‭ ‬في‭ ‬وقفة‭ ‬عابرة. ‬الأول‭ ‬منهما‭ ‬يعود‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬تسعة‭ ‬عقود‭ ‬سابقة‭ ‬عندما‭ ‬شرعت‭ ‬أرامكو‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬المستمر‭ ‬نحو‭ ‬التميُّز،‭ ‬عقب‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬الامتياز‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬مايو ‬1933م‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬خزام‭ ‬بجدة،‭ ‬بمباركة‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬طيَّب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬الطريق‭ ‬معبَّدًا،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬حافلًا‭ ‬بالعقبات‭ ‬الكؤود‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬أولًا‭ ‬أن‭ ‬تئد‭ ‬الحلم‭ ‬في‭ ‬مهده،‭ ‬ثم‭ ‬وضعت‭ ‬الشركة‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬عزيمة‭ ‬السير! ‬لكن‭ ‬رائدة‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬أثبتت‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬أنها‭ ‬فرس‭ ‬الرهان‭ ‬الفائزة. ‬فقد‭ ‬انطلقت‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬مؤكدة‭ ‬طموحها‭ ‬المتوثِّب‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬وقوامُ‭ ‬زادها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أجيال‭ ‬متعاقبة‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬والموظفات‭ ‬الذين‭ ‬أخذوا‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجسيمة‭ ‬بدافع‭ ‬يُلهمه‭ ‬التوق‭ ‬إلى‭ ‬التجدد‭ ‬والابتكار،‭ ‬فأثبتوا‭ ‬حقًا “أنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬المستحيل”‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬سكوت‭ ‬مكموري‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬كتاب “إمداد‭ ‬العالم‭ ‬بالطاقة.. ‬قصة‭ ‬أرامكو‭ ‬السعودية”.‬

ومن‭ ‬المفارقات‭ ‬التي‭ ‬نقف‭ ‬عليها‭ ‬عند‭ ‬قراءة‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬للشركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬قصة‭ ‬ترتبط‭ ‬بالطريق‭ ‬الذي‭ ‬سلكه‭ ‬الجيولوجيون‭ ‬الأوائل‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬شرقها‭ ‬عقب‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬الامتياز. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬المجموعة‭ ‬باستئجار‭ ‬سيارتين‭ ‬في‭ ‬جدة‭ ‬لعبور‭ ‬الصحراء‭ ‬نحو‭ ‬الخليج،‭ ‬غاصت‭ ‬العجلات‭ ‬في‭ ‬بطون‭ ‬الرمال،‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬أفراد‭ ‬المجموعة‭ ‬إلى‭ ‬ركوب‭ ‬الجمال‭ ‬لمواصلة‭ ‬السير! ‬وكم‭ ‬كان‭ ‬لتلك‭ ‬الحادثة‭ ‬نظائرها‭ ‬التي‭ ‬تشبهها‭ ‬كثيرًا‭ ‬أو‭ ‬قليلًا،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬الإشارة‭ ‬التي‭ ‬نستقرئها‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬التأمل،‭ ‬فحتى‭ ‬تلك‭ ‬البدايات‭ ‬المتعثرة‭ ‬التي‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تصادفنا‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬حرِيّة‭ ‬بأن‭ ‬يحالفها‭ ‬التوفيق‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬النية‭ ‬راشدة‭ ‬والعزم‭ ‬موجودًا‭.‬

الطريق‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬بكر‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يغوي‭ ‬أبناء‭ ‬البشر‭ ‬لريادته،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء،‭ ‬فنحن‭ ‬البشر‭ ‬نلعب “‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بأضواء‭ ‬الكون” ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نستلف‭ ‬مقولة‭ ‬بابلو‭ ‬نيرودا‭ ‬في‭ ‬حبيبته‭ ‬باعتساف‭ ‬معناها. ‬وقد‭ ‬استبشر‭ ‬أبناء‭ ‬المملكة‭ ‬ومحبوها‭ ‬عمومًا‭ ‬بالرحلة‭ ‬التي‭ ‬طواها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬رائدا‭ ‬الفضاء‭ ‬السعوديان‭ ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية. ‬والحق‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬الرحلة‭ ‬ما‭ ‬يسعد‭ ‬به‭ ‬المنصف‭ ‬غير‭ ‬آبه‭ ‬بما‭ ‬تُلقيه‭ ‬بعض‭ ‬الأفواه‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق،‭ ‬فهي‭ ‬تشف‭ ‬عن‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية‭ ‬وسموّ‭ ‬الطموح‭ ‬وتجسّد‭ ‬صدق‭ ‬الإرادة‭ ‬والعزم‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬خطوة‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬طويل،‭ ‬فنحن‭ ‬البشر‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬الفسيح،‭ ‬مهما‭ ‬ضجّت‭ ‬بنا‭ ‬الأنا‭ ‬وتطاولت‭ ‬بنا‭ ‬الكبرياء،‭ ‬لسنا‭ ‬بأفضل‭ ‬حالًا‭ ‬من‭ ‬الفلكي‭ ‬الأمريكي‭ ‬كارل‭ ‬ساغان‭ ‬حين‭ ‬نطقت‭ ‬على‭ ‬لسانه‭ ‬لحظة‭ ‬صدق‭ ‬تكاد‭ ‬لا‭ ‬تشوبها‭ ‬مواربة‭ ‬فقال: “‬من‭ ‬نحن؟‭ ‬نحن‭ ‬نجد‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬شأن‭ ‬يتبع‭ ‬نجمًا‭ ‬رتيبًا‭ ‬تائهًا‭ ‬في‭ ‬مجرة‭ ‬مدسوسة‭ ‬بعيدًا‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬منسي‭ ‬من‭ ‬الكون،‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬المجرات‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬بكثير‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬البشر”.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬تستحق‭ ‬الفرح‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل؛‭ ‬لأن‭ ‬الرحلة‭ ‬جاءت‭ ‬مسبوقة‭ ‬بخطة‭ ‬ومنهج‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬متكامل،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الغاية‭ ‬واضحة‭ ‬والهدف‭ ‬محدَّد‭. ‬

فمنذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الهيئة‭ ‬السعودية‭ ‬للفضاء‭ ‬عام 2018م،‭ ‬التي‭ ‬تحوَّلت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬إلى‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬السعودية‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬تنظيمها،‭ ‬بدأ‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬يتنامى‭ ‬ويتحرك‭ ‬سريعًا‭ ‬في‭ ‬المساحات‭ ‬الأولية‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الخطوط‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬العامة،‭ ‬وتمهيد‭ ‬الطريق‭ ‬عبر‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬البشرية،‭ ‬ووضع‭ ‬الأسس‭ ‬البنيوية‭ ‬للبيئة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأبحاث‭ ‬الفضاء،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الشراكات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬المفيدة‭ ‬في‭ ‬تنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬واختصار‭ ‬المسافات،‭ ‬وليس‭ ‬آخر‭ ‬ذلك‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية “‬أرتميس” ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأمريكية “‬ناسا” ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

نتفاءل‭ ‬لأن‭ ‬الرحلة‭ ‬حدث‭ ‬ملهم‭ ‬لأجيال‭ ‬من‭ ‬الفتيان‭ ‬والفتيات‭ ‬والشبان‭ ‬والشابات،‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬شهودًا‭ ‬عبر‭ ‬عيون‭ ‬التقنية‭ ‬على‭ ‬14‭ ‬ تجربة‭ ‬علمية‭ ‬بحثية‭ ‬تُجرى‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬الجاذبية‭ ‬الصغرى،‭ ‬بمشاركة‭ ‬الرائدَين‭ ‬السعوديَين‭ ‬ريانة‭ ‬برناوي‭ ‬وعلي‭ ‬القرني‭ ‬وقيادة‭ ‬علماء‭ ‬سعوديين. ‬وهذا‭ ‬الإلهام‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬حين‭ ‬يتعاضد‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬الحاضنة‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬بالأجيال‭ ‬الناشئة‭ ‬والشابة‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬تلمُّس‭ ‬مستقبل‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬فيه‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬المعرفة‭ ‬والعلوم‭ ‬والتقنية‭.‬

ونتفاءل‭ ‬أيضًا‭ ‬لأن‭ ‬الأيدي‭ ‬التي‭ ‬لوَّحت‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬الفضاء‭ ‬كانت‭ ‬تلوِّح‭ ‬بيد‭ ‬العلم‭ ‬والحُلم‭ ‬معًا؛‭ ‬نتفاءل‭ ‬لأن‭ ‬التفاؤل‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يضعنا‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأحلام،‭ ‬ومن‭ ‬قصد‭ ‬الطريق‭ ‬يوشك‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬وإن‭ ‬طال‭ ‬به‭ ‬السير‭!‬


مقالات ذات صلة

أكثر من ثمانية مليارات إنسان يعيشون على هذه الأرض. وأضعاف هذا الرقم هو عدد المرايا الرقمية التي باتت تحاصرنا بما يشبهنا من نسخ. لا غرابة إذًا أن يكون التفرُّد حلمًا بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى؛ التفرُّد بمعنى أن تكون نسخة واحدة لا يُشبهها شيء. غير أن السعي نحو ذلك الحلم ضمير مشترك بيننا، […]

في منتصف التسعينيات الميلادية، كتبتُ عن طليعية التحديث المبكرة للتجربة الشعرية النبطية المجددة للشاعر الراحل الحاضر الأمير بدر بن عبدالمحسن، رحمه الله، وذلك عبر مقال من سلسلة مقالاتي “قراءة ذاتية لتيار جماعي” المتبادلة مع الشاعر علي الدميني. وقد تكون هذه أحد الأسباب، التي حدت بمجلة القافلة أن تطلب مني المشاركة بمقال عن تجربته الشعرية، حرصًا […]

الحديث عن الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن ليس ببعيد عن البحث عن لغة مختلفة يمكن أن تصفه أو تصف تجربته الشعرية المختلفة، بكل ما للكلمة من معنى. لكن الحديث في نهاية الأمر أصبح واجبًا في غمرة الحزن الذي انتابنا برحيله، باللغة التي نراها أقرب إلى ملامسة ما أمكن من أطراف تجربته المتفردة. رسم: عمر صُبير […]


0 تعليقات على “كلمة القافلة: يا‭ ‬قاصد‭ ‬الطريق‭ ‬توشك‭ ‬أن‭ ‬تصل”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *