مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يناير - فبراير 2023

صيفٌ على شُرفة العشرين


حسن شهاب الدين

عَمْدًا..
تُصادفُني عيناكِ في طُرُقي
وَتنصبينَ فخاخَ الشِّعْرِ
في وَرَقي
علَّمْتِ حتَّى سمائي
أنْ تُخادعَني
بالغيمِ..
ترسمُ شِبْهًا منكِ
في أُفُقي
وَالوَحْيُ باسْمِكِ يَهْذي
دائمًا أبدًا
فكيفَ رَوَّضْتِ طفلًا
عارمَ النَزَقِ
وهل تحالفَ ظِلِّي
ضدَّ صاحبِه
فصارَ يَقْصصُ للمرآةِ
عن أرقي
نوافذي..
بابُ بيتي..
مكتبي..
كُتُبي
ملابسي
هاتفي
تدعو إلى القلقِ
تَشُنُّ باسْمِكِ حَرْبًا غيرَ عادلةٍ
بيني وبيني
ولا تحنو على مِزَقي
يا أنتِ..
صيفُ قصيدي
لاهثٌ
ظَمِئٌ
أخشَى على شُرْفةِ العشرينَ
من حُرَقي
إنْ أنتِ أَشعلتِ كبريتَ القصيدةِ لي
فليسَ غيرَكِ قُربانٌ لمُحْتَرَقي
يا طفلةً تَتَلَهَّى
قُرْبَ هاويتي
تسَكَّعي خارجَ اسْمي الخادعِ الألقِ
لا تدخُلي زمنًا
ما فيه غير أنا
ما زالَ بابُ متاهي
غيرَ مُنْغَلِقِ
وَجْهي قناعُ مجازٍ
لا يَغُرَّكِ بي
وذي القصائدُ أشْراكٌ
فلا تَثِقي
وإنْ أبيتِ..
فلا جُودِيَّ يَعْصِمُنا
من الحريقِ
ولا مَنْجى من الغرَقِ


مقالات ذات صلة

في خمسينيات القرن الماضي، عايش الفنان التونسي نجا المهداوي كثيرًا من التجارب الفنية التونسية الشابَّة، التي تمرَّدت على ما كان يُعرف آنذاك بـ “مدرسة تونس”. ولأنه كان يرفض كلمة “تمرُّد” بمعناها المجرَّد، فقد لخَّص موقفه حيال تلك التجارب بقوله: “لا تخصني ولا تهمني”. كما وصف علاقته بفناني مدرسة تونس بقوله: “هم في طريق وأنا في […]

في الربع الأول من هذا العام، وتحديدًا بعد ظهور ما يسمى بالـ “شات جي بي تي” (ChatGPT-3)، وقّعَ عددٌ من المتخصصين والخبراء في الذكاء الاصطناعي عريضة تطالب بالتوقف عن تطوير مثل هذه التقنيات المتقدِّمة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبالتصدي للسباق المحموم الذي تقوم به الشركات، فقط لمدة ستة أشهر. والقصد من هذا التوقف أن يتسنَّى […]

يُعرِّف الروائي الإيطالي إيتالو كالفينو الكتاب الكلاسيكي بأنه الكتاب الذي نقول “إننا بصدد إعادة قراءته”. وعندما يسألنا أحدهم: “هل قرأت فلوبير أو دوستويفسكي أو تشارلز ديكنز أو فيكتور هوغو أو غيرهم من كبار الكُتَّاب في العالم؟”، نخجل من كوننا لم نقرأهم. منذ عقود طويلة نجد أن هناك غزارة في الإنـتاج الروائي، لكننا، على العكس من […]


0 تعليقات على “صيفٌ على شُرفة العشرين”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *