مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين

رياضة جديدة تدخل المملكة العربية السعودية


ناصر بن محمد رئيس فريق الظهران، ومحمد علي محمد رئيس فريق بقيق، يقرران مَن مِن الفريقين يبدأ الجولة الأولى في مباراة الكرة الخفيفة.


منذ حوالي سبعة أشهر أو أكثر، انصرف نفر من الموظفين المتوسطين والعموميين بالظهران إلى تعلم لعبة رياضية جديدة، تُعرف بالكرة الخفيفة (سوفتبول)، وأخذوا يتدربون عليها بانتظام، ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع. إلا أن هذه الرياضة الجديدة سرعان ما اجتذبت عددًا أكبر من الموظفين، ممن كانوا قبلًا متفرجين، وأخذ الحماس والاهتمام بها يزدادان بسرعة، الأمر الذي شجع اللاعبين على مضاعفة أوقات التمرين، وجعلها حوالي ساعتين كل ليلة. وقد لوحظ هذا النشاط المتزايد بنوع خاص خلال ليالي شهر رمضان المبارك.

ولما كانت هذه الرياضة لا تلذ ممارستها إلا على أساس التعاون والنظام، شأن الرياضات الأخرى التي يشترك فيها عدد من اللاعبين في وقت واحد، فقد أخذ اللاعبون ينتظمون في فرق متعددة، انطلقت تداعب بعضها في مباريات تجريبية، وتحث لاعبيها على مواصلة التدريب، لإتقان هذه الرياضة الممتعة، وتشكيل فريق منتخب من أمهر اللاعبين، ليمثل منطقة الظهران.

والظاهر أن لهذه الرياضة سحرًا يجتذب الآخرين فسرعان ما انتقلت إلى المناطق الأخرى، ولم تنحصر في نطاق الظهران، بل تعدته إلى كل من بقيق ورأس تنورة، حيث تألفت في الوقت ذاته فرق أخرى، لم تلبث أن اجتمعت جميعها، بعد فترة وجيزة، وأسست اتحاد لاعبي الكرة الخفيفة، ليتولى تدبير شؤونها.

أعضاء فريق الظهران للعبة الكرة الخفيفة، وهم من اليمين إلى اليسار: (الصف الأمامي) أحمد بن يوسف، فوزي غنطوس، ناصر بن محمد، إبراهيم بن فرج، عبد الله بن حسين، إلياس رزق الله. (الصف الخلفي) زیاد مقدادي، درویش جعفري، سليم بن هزا، أحمد بن جمعة، عبد الله بن حسن، فيليب فرناندز، ساتي محمد.

وكان لهذا الاتحاد الفضل الأكبر في تنظيم مباريات حماسية بين منتخب كل من المناطق الثلاث، وتخصيص كأس لمن يحرز بطولة الموسم النهائية من الفرق المنتخبة. ومن ثم التقى منتخب الظهران بمنتخب بقيق لأول مرة، في يوليو عام 1953م على ملعب الظهران، فكانت مباراة حماسية عنيفة، استمرت سبع جولات، انهزم في نهايتها منتخب بقيق – رغم قوته ومهارة لاعبيه – أمام منتخب الظهران، الذي تغلب بإحراز 14 إصابة مقابل 12. وجديرٌ بالذكر أن هذه المباراة، كانت الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية.

وبالرغم من بعض الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون، لا يسعنا إلا أن نشيد ببراعة اللاعبين عمومًا، ونثني على مقدرتهم وسرعتهم الفائقة، التي تجلت جميعها في هذه المباراة وفي غيرها من المباريات المحلية.
ونخص بالذكر هنا اللاعب أحمد جمعة، أحد لاعبي منتخب الظهران الذي استحكم أثناء المباراة مع منتخب بقيق بضربة رائعة، قذف بها الكرة إلى مسافة تزيد عن 300 قدم، مكنته من الركض حول حلبة الملعب دورة كاملة.

إلا أن التوفيق الذي حالف منتخب الظهران في مباراته الأولى مع منتخب بقيق لم يستمر في محالفته طويلًا، إذ خسر منتخب الظهران فيما بعد المباراتين التاليتين، مقابل انتصاره الأول. في حين تعادل منتخب بقيق مع منتخب رأس تنورة بكسب مباراتين مقابل خسارة مباراة واحدة لكل منهما. ولا ريب أنه كان لبعض أفراد هذين الفريقين من لاعبي الكريكيت – اللعبة الشبيهة إلى حد ما بالكرة الخفيفة – أثر كبير فيما أحرزا من انتصارات.

وسيواصل اتحاد فرق الكرة الخفيفة نشاطه لتنظيم مباريات أخرى للبطولة النهائية، كما سيعمل على تأليف فرق جديدة في كل من المناطق الثلاث، تستوعب جميع الموظفين المتوسطين والعموميين الذين يرغبون في ممارسة هذه الرياضة الجديدة، التي يتوقع لها المراقبون نجاحًا بالغًا في الأوساط الرياضية بالمملكة العربية السعودية.


مقالات ذات صلة

“أيام مثالية” هو عنوان الفيلم الأخير للمخرج فيم فندرز، الذي يعرض بهدوء وكلام قليل تفاصيل حياة الشخصية الرئيسة هيراياما، بخاصة روتينه الصباحي وما يليه

خلف هذه المنشآت الرياضية الباهرة، تتكشف قصة أعمق تتعلق بالتخطيط الحضري وفنون العمارة وصناعة المكان. إذ إن الفعاليات الرياضية، حتى إن لم تصل في ضخامتها إلى مستوى الألعاب الأولمبية، تحفّز تحولات عمرانية كبيرة، وتُثير تساؤلات مهمة حول دورها في تطور المدن وعمرانها.

وعينا ومشاعرنا تشكلت من خلال التفاعل الحقيقي مع الطبيعة، وأن الابتكارات التكنولوجية وُلدت من تجارب حية مع العالم الطبيعي..


0 تعليقات على “رياضة جديدة تدخل المملكة العربية السعودية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *