أخذت الآلات الحديثة تحل تدريجيًا محل الأدوات القديمة في عدد من ورش النجارة في المنطقة الشرقية بالدمام والخبر، حيث أصبحت القوة الكهربائية اليوم متوفرة. أما البلدان التي لا تزال القوة الكهربائية غير متوفرة فيها بعد فهنالك محركات تُدار بالبنزين يمكنها أن تولد القوة الكافية لإدارة هذه الآلات الحديثة.
في الحقيقة إن صناعة النجارة تقدمت تقدمًا يشعر به الإنسان الذي عاصر هذه الصناعة في هذه المقاطعة منذ عشرين سنة.
والذي ساعد على تقدم هذه الصناعة في هذه المقاطعة توفر الآلات الحديثة بين أيدي الناس، وهذه الآلات أخذت مكان الآلات القديمة. ووجود القوة الكهربائية في كل من الخبر والدمام كان عاملًا رئيسيًا في تقدم هذه الصناعة، فمثلًا كان الواحد منا يصرف جُل يومه في نشر خشبة طولها 12 قدمًا ومتنها 4 بوصات وعرضها 8 بوصات مستعملًا المنشار اليدوي. أما اليوم فبفضل وجود المنشار الكهربائي أصبح هذا العمل نفسه لا يستغرق أكثر من نصف ساعة.
وفي مدينة مثل مدينة الهفوف حيث لا توجد كهرباء، يستعمل النجارون مكائن نجارة تُدار بالبنزين. وكان الهفوفي يقضي يومًا أو يومين في نشر وحفر ونقش باب واحد مع تعب ومشقة مضنية، أما اليوم فبفضل وجود هذه المكائن التي تدار بواسطة البنزين نجد النجار يعمل خمسة أو ستة أبواب في يوم واحد.
وكنا نحن النجارين قبل خمس عشرة سنة نتعب ونمل في تخريق الخشب لوضع الحديد داخل الأخراق واستعماله في الشبابيك. أما اليوم فبفضل وجود مكينة «الديزل» أو المكائن الأخرى الحديثة، فلا تعب في العمل ولا مشقة. وإنا لنرجو أن تزداد هذه الآلات الحديثة وتعم البلاد فتتقدم هذه الصناعة وتكون على أحسن ما هي عليه في بلاد العالم الصناعية الأخرى.
اترك تعليقاً