مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
مايو – يونيو | 2024

العمارة اليافعية

خبرات متوارثة واستدامة حَضَرية

محمد محمد إبراهيم

تُعبِّر العمارة الحجرية في منطقة يافع اليمنية عن حجم التراكم الإبداعي الحضاري الذي شهدته يافع، منذ عصور ما قبل الميلاد، وفق ما تحكيه النقوش السبئية والحميرية.وهذا السفر الطويل عبر الزمن، أحال الثراء العمراني في يافع إلى وجهة موضوعية خصبة للباحثين والدارسين اليمنيين والأجانب، ليُعمِلوا أدواتهم البحثية في استكشاف تفاصيل هذا المشهد الجامع بين مدنية القصور وهدوء الريف ونقائه، وأسرار استدامة القيم النفعية والجمالية لهذا النمط المعماري على مر التاريخ.

تمتد منطقة يافع من غرب محافظة أبين إلى الجهة الشمالية الشرقية لمحافظة لحج جنوب اليمن، ويحدها من الجنوب ساحل البحر، ومن الشمال البيضاء، ومن الشرق لودر (مكيراس)، ومن الغرب الضالع وحالمين. وتتكون طبيعة هذه المنطقة في معظمها من سلاسل جبلية متداخلة تتراوح في ارتفاعاتها ما بين 2000 و8225 قدمًا عن سطح البحر، ما جعل جبال يافع تشتهر بالمدرجات الزراعية والتجمعات القروية والحصون العالية المتناثرة على جنبات الجبال والتلال، ويتخللها كثير من الوديان، أشهرها أودية: ذي ناخب وخطيب ويهر ووادي بنا.

أحد القصور اليافعية على أطراف إحدى القرى بيافع، وتحيط بمنازلها حقول زراعة الحبوب (الذرة الرفيعة) ذات السنابل الأفضل في اليمن. (تصوير: عبدالرحمن الغابري)

يطغى على مشهد العمارة اليافعية نوع من الصلة اللونية بينها وبين رمادية الصخور الجرانيتية ذات اللون الرصاصي الواضح، التي تنتشر في جغرافية المنطقة. كما أن التكوين الجغرافي الجبلي الذي يتصف بالضيق والوعورة، حال دون تكوُّن المدينة ذات التخطيط المنتظم بالمعنى الأفقي للمدينة. فالمدن والأسواق في يافع تشكّلت ضمن تجمعات سكنية تفرّقت على قمم الجبال وصدور التلال والهضاب وضفاف الأودية. ولعل أشهر مدن يافع ذات الطبيعة الريفية: مدينة بني بكر، تليها مدينة خلاقة، ومدينة المحجبة وخيلها، وغيرها من المدن والأسواق.

أمَّا تاريخيًا، فقد برزت يافع كأحد أهم مراكز المملكة السبئية ومدنها التي تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وعُرفت قديمًا باسم “دهس” أو “دهسم”، حيث ورد اسمها في نقش النصر الموجود في معبد “المقه” بصرواح (معبد أوعال) على بُعد 40 كيلو مترًا من مأرب، ويعدُّ أطول النقوش السبئية وأهمها. وبحسب هذا النقش، فقد اتسعت مملكة “كرب إل وتر” في القرن السابع قبل الميلاد، لتشمل مختلف مناطق اليمن وجبالها، كجبل العر و “هجر علت” وجبل ثمر، وكلها أسماء في منطقة يافع (دهس).

يصنِّف أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة عدن، الدكتور علي صالح الخلاقي، عمارةَ يافع الحجرية ضمن أبرز ثلاثة مظاهر عمرانية عُرفت بها حضارة اليمن عبر التاريخ، إلى جانب عمارة الياجور التي اشتهرت بها صنعاء القديمة، وعمارة الطين التي تفردت بكمال جمالها مدينة شبام حضرموت.

فبالرغم من أن تخطيط البناء في يافع ظلَّ مقيدًا بالتضاريس الجبلية الشرسة، فإن البنّائين خطّوا في صلابة الجبال منازل وقرى ومدنًا ريفية مرصعة بالحقول والمدرجات الزراعية، وخلقوا مشهدًا عمرانيًا يشي بمعاني الجمال والجلال، ويشير إلى أنه نتاج هندسة فكرية قبل أن يكون عملًا بنيويًا احترافيًا بعقولٍ وأيادٍ حذقت فنون العمارة بالفطرة. وقد أوصلوا منطقة يافع إلى مرتبة تستحق وصفها بالمجتمع العمراني، عبر أسرٍ معمارية خرج منها أساطين البناء، وفي صدارة تلك الأسر أسرة “آل بن صلاح” التي توزّع أبناؤها على عدة قرى في هضبة يافع العليا، وخاضوا تجارب مهنية هندسية مكّنتهم من الإحاطة بقوانين العمارة الحجرية الفريدة ومقاييسها وأبعادها وفنونها. إنهم عظماء بلا مدارس، ومهندسون خبراء بلا جامعات.

وفي سياق ذلك، يقول الدكتور الخلاقي: “إن إبداع أساطين آل بن صلاح، لم يتوقف عند يافع، بل امتدت خبراتهم إلى المناطق المجاورة كالبيضاء وحالمين والشعيب وردفان والضالع وبلاد العواذل، وصولًا إلى شبوة ومناطق أخرى. ولعل من شواهد ذلك التناسخ الإبداعي، قصور سلاطين آل العواذل في قمة زارة القريبة من لودر، التي شيَّدَها معلمو بناء من آل بن صلاح عام 1920م”.

قلعة المحجبة، حاضرة سلاطين سلطنة يافع العليا سابقًا، الآن ضمن التقسيم الإداري لمديرية لبعوس (بني مالك) بيافع العليا.

تتميز العمارة الحجرية اليافعية بالتناسخ العنقودي للمنازل المتشابهة، من حيث طرازها المعماري ولون أحجارها الرمادي المائل إلى الأزرق، وهي خصوصية ناتجة من طبيعة صخورها الجرانيتية. ويظهر الاختلاف في أحجام المنازل وأطوالها، غير أن الأهم في هذه المنازل أنها تعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وتلبي احتياجات الإنسان للسكن المقاوم لغضب الطبيعة وتحولات الزمن؛ لتحقق بذلك العمارة الحجرية مقومات الاستدامة الحضرية. وقد أثبتت معطيات تاريخها وواقعها أن تـكوينها الحجري والطيني يمنح مبانيها عمرًا يتراوح ما بين 400 و600 عام، عِلمًا أن بعض أبنيتها صمد أكثر من 800 عام أمام عوامل الزمن والطبيعة.

ويرى المهندسون المعماريون أن البناء بالحجارة وتثبيتها بالطين، كفيلٌ بمقاومة الرياح والزلازل، حيث يمثّل كل حجر في البناء وحدة مستقلة في حالات الزلازل، فتتحرك بمرونة واستقلالية. وفي الوقت نفسه، يظل الترابط ببقية وحدات البناء قائمًا على المستوى الرأسي والأفقي مع حركة الزلزال، على عكس البناء الخرساني بالحديد والإسمنت الذي يتعرض للكسر بسهولة جرّاء أبسط الهزات الأرضية.

وتتفرد العمارة الحجرية في يافع بمبانيها أو أبراجها الرأسية الناطحة للسحاب. إذ استفاد البناؤون من طبوغرافية الأرض وجبالها وآكامها الصخرية، واعتمدوا على المواد المحلية من الحجر والطين والخشب، فشيدوا أبنية تتلاءم مع الظروف المناخية السائدة صيفًا وشتاءً. فقد بُنيت الجدران السميكة من الحجر، ووجِّهَ المبنى توجيهًا مناسبًا إلى القبلة، وتكون “سدته” (أي مدخله) إلى الجهة الجنوبية أو الشرقية. وجُنِّبت مواقع النوافذ والفتحات مسار حركة الرياح الباردة. كما راعى بُناتها عند التأسيس معيار التوسع المستقبلي رأسيًا؛ لأن بناء تلك الأبراج جرى على مراحل متباعدة زمنيًا ومختلفة، بحسب تكاثر أفراد الأسرة وتطورها وارتباطها الأزلي بالمكان؛ لتقدم العمارة اليافعية بهذه الخصائص معالجات هندسية رصينة خلقت التناغم المتبادل بين العمارة والبيئة (الطبيعة) والمجتمع، وفق ما يراه الدارسون.

تجمعات سكنية ومنازل حجرية متفرقة في بطون الجبال والوهاد والهضاب وسط منطقة يافع جنوب اليمن.

نشأت العمارة في يافع على منظومة متوارثة من العادات والطقوس الأصيلة الضاربة في القِدم، لكن هذه المعتقدات تحوّلت مع الزمن إلى قوانين أثبت علم البيئة والطبيعة منطقية بعضها. ومن أبرز هذه العادات والطقوس، موعد بدء البناء، الذي حُدِّد مجتمعيًا بيوم الأحد، انطلاقًا من الإيمان بأن الأرض خُلقت يوم الأحد واكتمل خلقها يوم الجمعة في ستة أيام، وفقًا لما ورد في القرآن الكريم.

ومن المعتقدات السائدة والمعتمدة في اختيار الموقع واختبار صلاحيته للبناء أو عدمها، أنه تُوضَع بيضة ليلًا في إحدى زوايا الأساس بعد حفره لقياس درجة الحرارة من بطن الأرض التَّـرِبَة، وخاصة المسامية، وترْكها زمنًا محددًا. فإذا تغيّر لونها أو تماسك زلالها، دلَّ على درجة تبخر أعلى، فيحكمون على المكان بأنه غير صالح للبناء.

ومن المعتقدات التي تشير إلى عدم صلاحية الموقع للبناء، أن يجد حفّارو الأساس نملة سوداء، فيتشاءمون وينصرفون عن المكان. وإن وجدوا نملة حمراء، يستبشرون ويفضلون البناء في المكان؛ وذلك لاعتقادهم أن النملة السوداء متوحشة تنخر في التربة وتُضر بالأساسات، على عكس النملة الحمراء.

وهناك معتقدات كثيرة ترافق مراحل البناء، منها: توجيه المنزل وتحديد أماكن النوافذ واللهوج (الفتحات) وتتويج المنزل بعد نهاية البناء.

قسَّمَ الدارسون العمارة اليافعية للمنازل السكنية إلى ثلاثة أنماط رئيسة، وفقًا لشكل المسقط الأفقي للمبنى.

النمط الأول: المبنى المربوع أو التقليدي، وسُمّي بالمربوع لتساوي أبعاده الخارجية الأربعة، ويعدُّ من أقدم الأنماط. ويتكوَّن كل دور من غرفة رئيسة تُسمَّى المفرش (الصالة)، ويلحق بالصالة مغسال. وفي إحدى ضفتي المفرش تُبنى “الحلة”، وهي عبارة عن مستودع صغير بارتفاع متر لخزن الملابس. وفوق سقف الضفتين توجد “الهدة”، وهي مكان مخصص للنوم، وغرفة أخرى تُسمَّى “المربعة” وبيت الدرج.

النمط الثاني: مبنى التطليعة

 وهو مبنى من النوع المربوع مضافة إليه “تطليعة”، وهي عبارة عن مساحة إضافية (مقدمة)، تخرج من إحدى الجهات الأربع، وتكون بمقدار يساوي مساحة المفرشة، مع بروز إضافي في الجهة الأمامية يوفر زيادة المساحة النفعية للغرف التي تُبنى إلى جهة المقدمة.

النمط الثالث: مبنى العديل

وهو مبنى سكني مستطيل المسقط واسع المساحة، ويشمل المساحات والوظائف نفسها التي يشملها النوع الأول. وله مدخلان في الطابق الأرضي: مدخل أمامي ومدخل خلفي. وجاءت تسمية العديل من التصميم المتناظر في المفرشين.

منازل حجرية مرصوصة بعضها إلى جوار بعض في أحد التجمعات الحضرية بيافع.

تمر عملية بناء المنزل اليافعي، بهيئته المعروفة والمتكاملة، بسبع مراحل هي:

المرحلة الأولى: الفكرة والتخطيط وتوفير الموارد. في هذه المرحلة، تُوضع الأبعاد الهندسية والفنية للمبنى المُراد تشييده، وفق تكامل القيم النفعية التي تُلبّي حاجة صاحبه من مختلف الجوانب: اجتماعيًا من حيث عدد أفراد الأسرة أو الأسر؛ واقتصاديًا من حيث استيعاب الأنشطة المعيشية كالزراعة ومحاصيلها وتربية الحيوانات؛ وجماليًا من حيث المظهر العام للمبنى وتناسق مظهره مع الهوية الثقافية والدينية للمجتمع.

المرحلة الثانية: النِّقَاشَة والتشذيب (توفير الأحجار وتجهيزها)، ويُقصد بالنِّقَاشة نحت الحجارة أو استخراجها من الجبال الصخرية، وتتنوع ألوانها بين الرمادي الداكن والنيزكي والبُرْكاني والمائل إلى الأزرق.

ويُسمَّى محترف النقش، النقَّاش أو المفرِّص، وله أدواته الخاصة به. أمَّا عملية التشذيب، فتعني تسوية الحجارة وتجهيزها للبناء، ويُسَمَّى محترف هذه العملية المشذِّب أو الموَقِّص. والتوقيص هو تمثيل زوائد الأحجار وأبعادها لتتجانس بعضها مع بعض، وله أدواته الخاصة أيضًا.

وتُشذَّب وتجهز الأحجار وفق ست مجموعات، هي:

الأولى: أحجار أساس المبنى، وهي كبيرة الحجم، عرضًا وطولًا نوعًا ما.

الثانية: الأركان، وتكون مستطيلة الشكل، وتُوضع في الزوايا الخارجية باتجاهات مختلفة. فإذا كان اتجاه الركن الأول شمالًا، يكون اتجاه الركن الذي فوقه جنوبًا، وفي الزاوية المقابلة يكون الترتيب عكس ذلك؛ لربط مسارات البناء بعضها ببعض.

الثالثة: الأحجار المربعة لبناء السُّرُوع الطويلة الفاصلة بين الأركان، وكذلك في العقود الحجرية فوق الأبواب والنوافذ، وتكون مستوية في غاية الدقة والجمال.

مراحل بناء البيت اليافعي سبعة، والمادة الأساس هي الحجر المحلي المصقول وفق ستة أشكال مختلفة للبيت الواحد.

الرابعة: المرادم، وهي أحجار تتساوى في الارتفاع مع المجموعة الأولى والثانية، لكنها طويلة (بين متر ومترين ونصف)، وتُستخدم لتسقيف النوافذ والأبواب الصغيرة.

الخامسة: عشوائية الأحجام والمقاسات، وتُستخدم في البناء الداخلي “البطانة”.

السادسة: وهي الأصغر، مجموعة “المياضير”، مفردها ميضار، وهي الأكسار الناتجة عن تشذيب المجموعات الخمس السابقة، وتُستخدم في تثبيت أحجار الظهارة والبطانة وسد الفراغات والفجوات بينهما، وتخلط بالطين اللازب.

المرحلة الثالثة: اختيار الموقع واختباره ونقل الأحجار إليه. تجري هذه المرحلة وفقًا لطبيعة الموقع، صخريًا كان أم ترابيًا، ففي الأول لا تُحفر أساسات عميقة، وإنما تُنحت أساسات مستوية في صخور صلبة وفقًا لعملية مجهدة ومكلفة. أمَّا المواقع الترابية، فيُجرى اختيارها واختبارها وفق معتقدات المجتمع وقوانين الطبيعة المشار إليها سابقًا، وبعد ذلك تُنقل الأحجار على ظهور الناس أو الجمال والحمير. ولا تزال هذه الطريقة قائمة حتى اليوم في المناطق الجبلية التي لم تصلها الطرق والسيارات.

المرحلة الرابعة: بناء الدور والتشاريف، وتُعد أصعب المراحل وأطولها زمنيًا، حيث تبدأ ببناء الأساسات من أحجار المجموعة الأولى، ثم يجري البناء وفق توزيع المجموعات المشار إليها في المرحلة الثانية من تجهيز الأحجار.

المرحلة الخامسة: تحويط الدور الأول بعد اكتماله، فيُبنى مسار بارز، ولكن بحجارة أقل بنسبة %70 عن ارتفاع مسارات المبنى، وتكون فاصلة بين الطابق الأول والذي يليه، ويتكرر ذلك في كل الطوابق. ويُطلى هذا المسار بالنورة. ويتراوح ارتفاع كل طابق من 2.7 متر إلى 3 أمتار.

المرحلة السادسة: “التلييس” والتكحيل والزخرفة. والتلييس يعني كساء الجدران الداخلية للمبنى بالطين، ثم كساء الطين بالجبس والنورة قديمًا. وحديثًا، دخل الإسمنت والطلاء الزيتي والمائي، وبه يجري تكحيل إطارات النوافذ وتعليمها من الداخل، وكذلك الرفوف والخزائن من الداخل، ورسم اللوحات التشكيلية على الأسقف. أمَّا التكحيل الخارجي، فيجري من خلال إبانة حدود المسارات والأحجار، بخطوط سوداء أو بيضاء، وغالبًا ما تكون هذه المرحلة مرافقة لبناء كل طابق.

المرحلة السابعة: التتويج والتشاريف، فبعد اكتمال بناء المنزل من ثلاثة إلى سبعة طوابق أو أكثر، يجري تتويج المنزل بأكاليل حجرية مشكّلة بعناية، ونظمها في أعلى المنزل، وتكون الأكاليل التي في الزوايا أكبر حجمًا. أمَّا التشاريف، فتنتظم ما بين أكاليل الزوايا.

هكذا تُبنى عمائر يافع التي تشكّل نمطًا معماريًا فريدًا، تقول عنه المهندسة المعمارية البريطانية، الدكتورة سلمى سمر الدملوجي، وهي من أصل عراقي: “إن عمارة يافع هي عمارة حَضَرية تضاهي عمارة مدينة صنعاء وعمائر مدن شبام وتريم ووادي دوعن”.

وترى الدملوجي أن العمارة الحجرية التقليدية في يافع راعت الظروف والعادات الاجتماعية وقوانين الطبيعة والمناخ والموقع، منذ القدم حتى اليوم. ولذلك، يأتي نمط البناء التجاري المستحدث والمنتشر عالميًا متخلفًا من الناحية الوظيفية والجمالية لو جرت مقارنته علميًا ومهنيًا بمشهد المعمار في منطقة يافع اليمنية.

*تصوير: عبدالرحمن الغابري


مقالات ذات صلة

بدأت الفكرة عام 2012م، عندما كانت الصديقتان جينيفير دي لا ماري ولورا جلوهانيتش، جالستين في أحد المقاهي في مدينة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية، تقرأ كل واحدة منهما كتابًا مختلفًا؛ إذ كانت عادتهما التنقل بين مقاهي المدينة ومطاعمها بحثًا عن ملاذ خارج البيت ومتطلبات الأعمال المنزلية المتواصلة، للهدوء والاستمتاع بالقراءة. وبينما كانتا غارقتين في […]

تهدف الاستعارة اللغوية إلى الإقناع. وهي في ذلك أجدى من التشبيه المباشر. إذ إنها تؤدي دورًا عاطفيًا يمسّ وجدان الأفراد وتصوّراتهم، وهو ما يمكّن اللغة التصويرية من أن تكون مقنعة جدًا. وهذا ما يجعل الاستعارة آلية أساسية من آليات التواصل.  وبعدما كانت الاستعارة شأنًا أدبيًا لعدة قرون من الزمن، أصبحت دراستها أقرب إلى أن تكون […]

في البيرو، وعلى ارتفاع يبلغ 2430 مترًا فوق سطح البحر، تشمخ مدينة ماتشو بيتشو شاهدةً نادرةً على التاريخ غير المحكي لإمبراطورية الإنكا. تلك الإمبراطورية العريقة الضاربة بجذورها في عمق تاريخ الساحل الغربي من قارة أمريكا الجنوبية، والتي كانت من أكبر الإمبراطوريات الأصيلة عند اكتشاف القارة الجديدة في أواخر القرن الخامس عشر. إذ تميزت حضارة الإنكا […]


0 تعليقات على “العمارة اليافعية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *