مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
مايو - يونيو | 2025

الحداثة الأدبية والنقدية في السعودية..

جذورها واتجاهاتها

يتقصَّى الباحث السعودي محمد الصفراني في هذا الكتاب، من منظور نقدي مقارن، جذور الحداثة الأدبية والنقدية في السعودية واتجاهاتها، ويخلُص إلى مجموعةٍ من النتائج، أبرزها على المستوى التاريخي مدى العمق الزمني للممارسة الأدبية عمومًا في المملكة في مختلف الفنون، مثل: الشعر والمقالة والقصة القصيرة والسيرة، وأن ظهور فن الرواية فيها قد سبق ظهورها في بعض البلدان العربية، مثل: سوريا ولبنان، والسودان، والجزائر، والمغرب. ويوضِّح في هذا السياق أنه قد برزت أقلام مُبدعة في مرحلة النشأة نُشرت مساهماتها في القنوات المتاحة بالرغم من قلة الإمكانات في تلك الفترة. لكنه يؤكد، في الوقت نفسه، أن البدايات الأدبية وما واكبها من حركة نقدية قد عانت بسبب توجُّهٍ أراد جرَّها إلى الماضي حتى إن حاول الظهور بمظهر المُجدِّد.  

فبعد فصلين خصَّصهما المؤلف لرصد ملامح النشأة الأدبية والنقدية في السعودية، يناقش مفهوم الحداثة كما يتجلى في السياق الإبداعي فيها على مدار سبعة فصول، فيقف تفصيليًّا على تطور هذا المفهوم من حيث الدور والوظيفة، محاولًا الإجابة عن مجموعةٍ من الأسئلة هي: كيف تشكّلت الحداثة في الأدب والنقد في السعودية؟ وهل كانت السعودية بمنأى عن الفكر التقدمي في المجالين الأدبي والنقدي الذي ظهر في مراكز الثقافة العربية منذ بدايات القرن العشرين؟ وما الذي جعل الحراك السعودي في هذين المجالين يغيب عن معظم مؤلَّفات الأدب العربي الحديث؟ 

وكذلك يُقدَّم المؤلف ضمن إجاباته عن أسئلة الكتاب المركزية تحليلًا متعمقًا لمفهوم الحداثة وتجلياته في أبرز الكتب التي شكّلت وعيًا مبكرًا بالحداثة في المجال الإبداعي السعودي، مثل: مؤلَّفات عبدالله عبد الجبار، وعبدالرحيم أبو بكر. ويوضح أن من خلال استقراء هذه المؤلفات، بالإضافة إلى كتاب محمد حسن عواد “خواطر مصرَّحة”، الذي نشره عام 1926م، يتبيَّن أن مصطلح الحداثة أُشير إليه بمفاهيم متعددة، مثل: العصرية والمُعاصَرة والتطوير والتجديد والتنوير والتقدم والتحديث على نحوٍ لا يبتعد في جوهره كثيرًا عن مفهوم الحداثة الشعري كما تبلور واستقر لاحقًا.  

ثم يدرس المؤلف مرحلة طرح الحداثة وبلورة مفهومها في نقد الشعر السعودي في الفترة ما بين عامي 1980م و1996م، التي تبدأ بكتاب “الكتابة خارج الأقواس” لسعيد السريحي عام 1986م، ويستخلص منه ومن غيره من المؤلفات مثل كتاب عبدالله الغذامي “الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية” الطرح النظري الذي أسهم في استقرار مصطلح الحداثة وعناصره الحاكمة التي تُؤسَّسُ عليها أيُّ قراءاتٍ تطبيقية في نقد الشعر، وهو ما قام به محمد الصفراني نفسه حين قدَّم في كتابه قراءةً تفكيكية لواحد من النصوص الشعرية التي تجلَّت فيها البُنية الحداثية، وهو نص “الأوقات” للشاعر محمد الثبيتي؛ وذلك لأنه يعدُّ، كما يكتب، “نموذجًا لشعر الحداثة في السعودية، وثمرة من ثمارها على المستوى الإبداعي”. 


مقالات ذات صلة

في هذا الكتاب تشرع أستاذة التاريخ في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، صوفيا روزنفيلد، في رحلة فكرية لاستكشاف تطور الاختيار بوصفه جانبًا أساسًا من الوجود البشري. وتعرض كيفية تحوُّل مفهوم الاختيار من ترف إلى حجر الزاوية للهوية الحديثة والحرية.

مَن الذي بنى حقًا أروع المعالم الرومانسكية في أوروبا؟ عادةً ما يُنسب الفضل إلى رجال الدين الذين أشرفوا على الأماكن المقدَّسة على مرِّ التاريخ، بينما يظل المبدعون ذوو المهارات العالية الذين أسهموا في بنائها مجهولين.

تزامنًا مع صدور كتاب “الازدهار الخارق” صدر كتاب “نداء صافرات الإنذار” لمذيع قناة “إم إس إن بي سي” التلفزيونية الإخبارية كريس هايز، الذي يتتبع فيه كيف حققت شركات التكنولوجيا الكبرى أرباحًا هائلة.


0 تعليقات على “الحداثة الأدبية والنقدية في السعودية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *