تزداد أعداد السكان الذين لا يحصلون على مياه شرب آمنة. وتُشير آخر الإحصاءات الصادرة عن (Our World in Data) في يناير 2024م، إلى أن واحدًا من كل أربعة أشخاص في العالم يشربون مياهًا ملوثة بالزرنيخ، وهو ما يشكّل خطرًا كبيرًا على الصحة، ويتسبب في أكثر من مليون حالة وفاة كل عام.
لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، حقَّق فريق من علماء جامعة بريستول الإنجليزية خرقًا علميًا في كيفية جعل الزرنيخ أقل خطورة على البشر، وهو ما قد يؤدي إلى تحسين سلامة المياه والغذاء بشكل كبير، وخاصة في الجنوب العالمي؛ إذ يعتمد الناس على المياه الجوفية للشرب والزراعة. ومن المعروف أن النوع الأكثر سُمّية من الزرنيخ، والذي يُسمَّى الزرنيخايت، يتسرَّب بسهولة إلى إمدادات المياه ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وغيرها من الحالات الخطيرة.
وكشفت نتائج الباحثين أن الزرنيخ يمكن أن يتأكسد بواسطة كبريتات الصدأ الأخضر، ومصدرها الحديد المنتشر في أماكن منخفضة الأكسجين، حيث توجد المياه الجوفية. كما أظهرت الدراسة أن عملية الأكسدة هذه تتعزَّز بشكل أكبر بواسطة مادة كيميائية تُطلقها جذور النباتات التي توجد عادة في التربة والمياه الجوفية. وهكذا، يمكن أن تؤدي هذه الروابط العضوية من جذور النباتات، دورًا حاسمًا في التحكم في حركة الزرنيخ وسُمّيته في البيئات الطبيعية.
تقول المؤلفة المشارِكة في الدراسة عن البحث، مولي ماثيوز، والتي نُشرت في مجلة (Environmental Science & Technology Letters) في 15 من أكتوبر عام 2024م: “يفتح البحث الباب لتطوير إستراتيجيات جديدة للتخفيف من تلوث الزرنيخ. إن فهم دور المواد التي تعمل في أكسدة الزرنيخ يمكن أن يؤدي إلى طرق مبتكرة لمعالجة المياه أو إصلاح التربة، باستخدام العمليات الطبيعية لتحويل الزرنيخ إلى شكله الأقل ضررًا قبل دخوله إلى إمدادات مياه الشرب”.
اترك تعليقاً