Islamesque: The Forgotten Craftsmen Who Built Europe’s Medieval Monuments by Diana Darke
تأليف: ديانا دارك
الناشر: 2025م، Hurst
مَن الذي بنى حقًا أروع المعالم الرومانسكية في أوروبا؟ عادةً ما يُنسب الفضل إلى رجال الدين الذين أشرفوا على الأماكن المقدَّسة على مرِّ التاريخ، بينما يظل المبدعون ذوو المهارات العالية الذين أسهموا في بنائها مجهولين. لكن المباني تتحدث عن نفسها.
في هذا الكتاب تأخذنا المؤرخة البريطانية، ديانا دارك، في رحلة معمارية رائعة في الأديرة والكنائس والقلاع في العصور الوسطى عبر إيطاليا التاريخية وإسبانيا وإنجلترا وما وراءها؛ لتدحض الافتراضات القديمة حول الأنساب الفنية للمباني “الرومانسكية” البارزة التي أقِيمت بين القرنين التاسع والحادي عشر في أوروبا. لطالما أصرَّ مؤرخو الفن الأوروبيون على أن روما الكلاسيكية كانت “مصدر كل العمارة المسيحية المبكرة”، لكن النتائج المثيرة والمستندة إلى أدلة، التي توصلت إليها ديان دارك، تشير إلى خلاف ذلك.
عاشت دارك فترة طويلة من حياتها في سوريا، حيث قادها افتتانها بالنمط المتعرج الذي كان يزين فناء منزلها العثماني في دمشق، إلى اكتشاف التصميم نفسه الذي يُزيِّن الجواهر المعمارية في أوروبا مثل: القلعة والكنيسة المبنيتين على جبل القديس ميشيل في النورماندي، وبرج بيزا المائل في إيطاليا، وكاتدرائية دورهام في إنجلترا، وكاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا. وجدير بالذكر أن هذا النمط نفسه كان قد نشأ في مصر القديمة، حيث استخدمت الهيروغليفية المبكرة خطًا متعرجًا لتمثيل الماء.
تؤكد دارك أن الحرفيين المدربين على التقاليد الإسلامية، هم فقط الذين كانوا قادرين على مثل هذه البراعة، وقد ترك هؤلاء الحرفيون أدلة على جذورهم الثقافية، بما في ذلك الأرقام العربية المنحوتة على عوارض سقف كاتدرائية سالزبوري. ففي وقت كانت فيه المسيحية تفتقر إلى مثل هذه الخبرات، كان الحرفيون المسلمون قد تقدّموا في فهم الهندسة والزخرفة المعقدة. ومما لا شكَّ فيه أنهم هيمنوا على البناء الراقي في إسبانيا الإسلامية وصقلية وشمال إفريقيا، ونشروا المعرفة والتقنيات في جميع أنحاء أوروبا الغربية.
ومن هنا، كما تشير دارك، إذا ما أردنا وصف العمارة في أوروبا في القرون الوسطى، وإنصاف الحرفيين المسلمين الذين أسهموا في بنائها، فالأحرى بنا وصف العمارة الأوروبية في ذلك الوقت على حقيقتها؛ أي بالعمارة “الإسلامسك” بدلًا من العمارة “الرومانسكية”.
اترك تعليقاً