اسم معياري

واط

جيمس واط هو العالم الأسكتلندي الذي ابتكر مصطلح «قوة الحصان» أو (Horse Power) للتعبير عن مقدار القدرة التي تولدها الآلة، والتي استعيض عنها بالاسم «واط» كوحدة معيارية لقياس مقدار الطاقة أو القدرة التي ينتجها المحرك الآلي.

يعدّ جيمس واط أحد أعلام الثورة التقنية التي أسس لها انتشار المحرك البخاري خلال القرن الثامن عشر. وعلى الرغم من أن واط لم يخترع هذا المحرك، إلا أن التطويرات والتحسينات المحورية التي أدخلها على تصميمه وطريقة استخدامه، كانت حاسمة في الانتقال بالحضارة البشرية إلى مرحلة جديدة تماماً. ونعني بذلك انتهاء الاعتماد على المجهود العضلي الذي يبذله البشر والدواب، والاستعاضة عن ذلك بمحركات آلية.

لم يكمل واط تعليمه. فقد نال خبرته من تدريب جزئي حصّله في أسكتلندا وإنجلترا. لكنه كان محظوظاً حين أتاحت له جامعة غلاسكو عام 1757م الفرصة لإجراء تجارب في معمل لمحركات البخار، ما أتاح له الفرصة لتطبيق أفكاره وتحسين تصاميم من سبقوه.

في الوقت نفسه، كان المحرك البخاري مسخّراً أساساً لضخ المياه خارج المناجم. وقادت أفكار واط إلى إنتاج محركات أكفأ وأكثر فعالية. فسجَّل أفكاره كبراءات اختراع حصرية، وقاتل بشراسة ضد كل من حاول الإفادة منها أو تطويرها بوصفها خاصة به وحده. لكن بسبب حاجته الملحة للتمويل، فقد اضطر إلى مشاركة ثلثيّ عوائد اختراعاته مع الصناعي البريطاني ماثيو بولتون. ولعل هذه تعد سمة أخرى تحسب لمساهمات واط في رسم ملامح عصر الصناعة.

أطلقت شراكة بولتون-واط العنان لنشر أفكار واط في السوق. وأدت التطويرات المتواصلة لتصاميم واط الأولية والانتقال بتطبيقات المحرك البخاري إلى آفاق أوسع تجاوزت صناعة التعدين، إلى صناعة النسيج المهمة جداً بالنسبة لاقتصاد الإمبراطورية الإنجليزية آنذاك. وبالنتيجة صار واط ثرياً وشهيراً، ونال شرف الانضمام إلى الجمعية الملكيّة في لندن عام 1785م.

بحلول العام 1800م، سقط الحق الحصري عن براءات اختراع جيمس واط، ما مكّن المهندسين الآخرين من التحليق بتصاميمه. فأدى محرك واط البخاري إلى ظهور القاطرة البخارية، وهذا ما شكّل ثورة حقيقية في عالم المواصلات وغيّر خريطة العالم. ومثل ذلك كان تسخير المحرك البخاري في صناعة سفن الركّاب والبضائع بطبيعة الحال. واستمرت سيادة المحرك البخاري حتى بدايات القرن العشرين حين ظهرت محركات أصغر وأكفأ تعمل بالوقود الأحفوري نسبت إلى الألماني رودلف ديزل.

وإضافة إلى ما أحدثه واط من تغيير في عالم الصناعة والحضارة عموماً، فإن إسهامه العلمي يظل حياً إلى اليوم بفضل إنجازات عدة، أبرزها تقنينه لوحدة قياس الطاقة أو القدرة «الحصان»، في تكريم مبطن للكائن الذي كان هو المحرِّك الأهم الذي عرفته حضارتنا طوال آلاف السنين. وبحسب واط فإن وحدة «قدرة الحصان» تعبِّر عن مقدار الشغل اللازم لرفع كتلة مقدارها 75 كيلوغراماً بمقدار متر واحد خلال ثانية واحدة.

منذ عام 1960م، صار اسم «الواط» وكذلك الـ «كيلو واط» وحدة معيارية لقياس مقدار القدرة للمحركات المختلفة، البخارية منها وغير البخارية.

أضف تعليق

التعليقات