حياتنا اليوم

هل سئم الأوروبيون ضغوط الوقت؟

ثمة صورة عن الأوروبيين تقول إنهم أكثر التزاماً بالوقت ودقّة المواعيد من غيرهم من الشعوب. ولربما كان ذلك صحيحاً. ولكن، مع التبدلات التي طرأت على مسارات الحياة اليومية، وتكاثر عدد المهمات المتفاوتة الأهمية على جدول الأعمال اليومية، يبدو أن الأوروبيين باتوا يتذمرون من ضغوط الوقت، أو على الأقل، بدأوا بالتأمل فيما إذا كانت إدارتهم للوقت هي سليمة فعلاً، أم أن كثرة الأعمال والمهمات تستهلك من أوقاتهم ما كان من الأفضل أن يخصص لغيرها.

الأرقام المضيئة في الساعة الرقمية تجبرني على النظر إليها. وفي كل مرة يتبدَّل الرقم، أشعر بوخز الضمير على تأخري. إشارة المرور ما زالت حمراء، والسيارات تزحف مثل السلحفاة في الميدان الذي أنشأته البلدية حديثاً، وزعمت أن المرور سيصبح منساباً بعد ذلك، وأنه سيوفر الوقت للموظفين، الذين يتنقلون صباح كل يوم عبر الطريق السريع، وحتى لا يبدأ يومهم بالتوتر.

لكن التوتر أصابني أيضاً، وأنا أراقب أرقام الساعة الرقمية، حيث أصبحت الثواني والدقائق أسرع من أي وقت مضى. ألا يمكن أن تتحرَّك ببطء بعض الشيء؟ ذلك هو الحل الوحيد، لكي أصل في الموعد المحدَّد. وأخيراً، بعد فترة بدت لي لانهائية، تبدَّلت إشارة المرور، وأصبحت خضراء، فأنطلق بكل طاقتي على الدرَّاجة، وأصبحت حركة قدمي متزامنة مع ثواني الساعة، ولساني يتحرك: واحد، اثنان، واحد، اثنان…، ويتملكني اليقين بأنني سأخرج من هذا السباق مع الزمن بكأس الفوز.

يلفت نظري في الطريق ركن على جانب الطريق، تراكمت فوقه الزهور، ويافطة مكتوب عليها اسم الشاب الذي لقي حتفه في مطلع الأسبوع في حادثة مرورية، شاب كان يسير أيضاً تبعاً لهذا الزمن الطبيعي، ثم توقفت ساعته إلى الأبد، أصبحت ساعته بلا مؤشرات رقمية، ولا عقارب تتحرك.

الوقت هذا المستبد
الوقت عبارة عن فراغ، هو عبارة عن لا شيء غير مرئي وغير مادي، لا يمكن الإمساك به، أو إدراكه بالحواس الخمس. وعلى الرغم من ذلك، لا شيء يتحكم في حياتنا مثل الوقت. هذا أمر يصعب فهمه، ولذلك نحاول أن نعبىء هذا الفراغ بـ «الحياة»، وأن نجعله قابلاً للقياس، والمقارنة بين مختلف مراحله، والأهم من كل ذلك، أن يكون محسوباً ومخططاً، وألا يحمل في طياته ما لم نتوقعه. لأن الفراغ هو أكبر تجسيد لحالة الركود، وفي عالمنا الذي يهيمن عليه التطور فائق السرعة، يُعد هذا الركود كارثة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأخلاقية. لذلك، ينبغي تجنب وقوعه. ولهذا السبب، فإننا نسعى إلى أن نملأ هذا الفراغ، بشيء له أكبر قدر من الفائدة. فنخصص لكل شيء وكل عمل نقوم به في حياتنا، فترة زمنية من عمرنا، ونحدِّد هذه الفترة بالثواني والدقائق والساعات والأيام والأسابيع والسنوات، بحيث تبقى في النهاية قابلة للحساب.

إننا نحسب الفترة اللازمة لنمو الطفل في رحم أمه، والفترة المطلوبة لأن تنضج البيضة المسلوقة، والوقت المخصص للحصة في المدرسة، حتى يرن الجرس معلناً انتهاءها، الفترة التي تحتاجها الوردة حتى تتفتح، الوقت الذي تسطع فيه الشمس، حتى تغيب من الأفق، المرة المقبلة التي سيتكرر فيها الفيضان، الوقت المثالي اللازم لتنظيف الأسنان بالفرشاة، والزمن الذي تحتاجه سفينة الفضاء حتى تصل إلى القمر، وأخيراً الوقت المتبقي حتى لحظة الموت. فالوقت يهيمن على كل مجالات الحياة. ولذلك، فإن من أول الأشياء التي يتعلمها الطفل في المدرسة، هو كيفية التعامل مع الوقت بأفضل طريقة ممكنة، ليتحكم فيه، وينظمه بمهارة، ولكي يستطيع أن يجعله طوع أمره.

إن ضخامة الإمكانات المتاحة في عالم اليوم، غالباً ما تتعارض مع محدودية الوقت المتاح، من خوض الحياة الوظيفية إلى الوقت الذي ينبغي قضاؤه مع الأسرة والأصدقاء، وتحقيق الذات من خلال ممارسة نوع جديد من الرياضات، أو الهوايات اليدوية، أو القيام برحلة بحقيبة على الظهر فقط، للتعرف على دول ما زالت بكراً، لم يزرها أحد من قبل. هناك كثير جداً مما يمكن القيام به، والأبواب مفتوحة على مصراعيها لذلك. وفي الوقت نفسه ينبغي ألا يتم إعداد الطعام بسرعة من خلال ضغطة زر، بل ينبغي أن يكون ذلك على نار هادئة، بحيث يأخذ وقته لينضج بطريقة صحية، وباهتمام بالغ، كما ينبغي أن يتناوله المرء باستمتاع وتقدير وتأمل.

ما زال اليوم 24 ساعة
إن العولمة والتشابك في هذا العالم جعلا المعروض في جميع مجالات الحياة، يتضاعف مرات عديدة، وفتحا آفاقاً لم تكن تخطر على بال الأجيال السابقة. الأمر الوحيد الذي يثير الغضب، أن الوقت المتاح للاستفادة من كل هذه الإمكانات، بقي بنفس المحدودية. فما زال اليوم يتكون من 24 ساعة، كما كان في الماضي، وما زال العام يتكون من 12 شهراً فقط.. ولذلك، فالإنسان مجبر على أن يختار من بين هذه الإمكانات.

وحتى يخفف الإنسان من عبء اتخاذ القرارات، وضيق الوقت، ولكي يوفر حيزاً للإمكانات التي لا حدود لها، فإنه يحاول أن يقوم بالالتزامات اليومية التي لا مفر منها، في أقصر وقت ممكن. ولذلك، فهناك التعاملات المصرفية عبر الإنترنت، وماكينات قص الزرع من خلال التحكم عن بُعد، والقطارات فائقة السرعة، والتعارف على شريك العمر من خلال مقابلات سريعة، ودورات مكثفة وسريعة لتعلم اللغات الأجنبية، حتى فترات الاسترخاء الضرورية لاسترداد الطاقة، أصبحت متوفرة في شكل (جرعة نعاس قصيرة)، بحيث لا (يضيع) الوقت، حتى حين يتقدَّم العُمر، ويقترب الأجل على الانتهاء، فهناك (قائمة الأشياء التي يجب الانتهاء منها)، والتي عادة ما تكون طويلة للغاية، ولذلك يلجأ كثيرون إلى التحايل على فترات الزمن الطبيعية، ومراحل العمر العادية، ويعتمدون على الإجراءات التي تعيد إليهم شبابهم. وعلى الرغم من كل تلك المحاولات والجهود، فإن الإنسان في النهاية – كما هو الحال دوماً في السباق مع الزمن – هو الخاسر، ويضطر إلى الاعتراف بأنه عايش كثيراً من الأشياء، لكنه لم يعش أياً منها. يا لصعوبة هذا الأمر، حتى وقت الفراغ أصبح رهن التخطيط، وتحوَّل إلى عنصر من حياتنا المليئة بالهرولة، وكل ذلك من أجل اللحاق بإيقاع سرعة هذا العالم.

الزمن في الثقافات المختلفة
إن الحياة تتطلب تنظيماً وتخطيطاً. وقد استطاع الناس في الغرب تحقيق ذلك، من خلال التزامهم بتقسيم الوقت، ووضع المهمات الواحدة تلو الأخرى، بحيث لا يكون هناك أي (وقت ضائع)، وإنجاز المهمة تلو الأخرى، في الوقت المخصص لها بالضبط، وبذلك تتحقق أكبر استفادة ممكنة من كل دقيقة، وهذا المفهوم يرتكز بصورة أساسية على الروح التي كانت سائدة في الثورة الصناعية، والتي جعلت الأولوية لممارسة العمل الوظيفي بما يحقق أكبر إنتاجية، وأقصى استفادة من سنوات العمر. واندمجت بذلك مفاهيم كانت سائدة ما بين القرن السادس عشر والقرن الثامن عشر، وتقضي بأن يكون الإنسان دائم الطموح لتحقيق المزيد، وألا يخلد إلى الراحة، وعدم الاكتفاء بما تجمع لديه من ممتلكات.

لقد تناولت الثقافات كلها مسألة أخلاقيةِ العمل. فهل معنى ذلك أن مفهوم السباق الأبدي مع الزمن، راسخ في المجتمعات والثقافات، بحيث لم تعد هناك وسيلة للتخلص من العجلة والاستعجال؟ وهل يمكننا أن نحافظ على وجودنا، إن نحن خرجنا عن إيقاع الساعة الكونية؟ أم أن ذلك سيجعلنا نوصم بالخارجين على الأعراف الاجتماعية وفاقدي الطموح، لأننا لا نسير على نفس الوتيرة، ولا ننجز، وخالفنا قواعد اللعبة، حين خرجنا من حلبة المنافسة، لاسترداد الأنفاس؟

على المستوى الشخصي، يمكن بالتأكيد أن يفتح الإنسان باباً خلفياً، لثقافة الوقت المقبلة من خارج العالم الغربي…

لماذا لا نقدر أن نعيش مثلما يعيش آخرون في مناطق أخرى من الكرة الأرضية؟ في العالم العربي مثلاً؟ هل ينبغي لنا أن نغيِّر عقارب الساعة، لكي نضبط أنفسنا على إيقاع زمني مختلف؟ كل منطقة في العالم لها إيقاعها الزمني، وهو الأمر الذي نلمسه في مواقف، كانت تبدو لنا كثيراً وكأنها ساذجة. فعندما نضرب موعداً مع شخص للذهاب إلى المقهى سوياً، أو لحضور احتفال ما، في إقليم من العالم تسود فيه ثقافة التشدد في التعامل مع الوقت، فإننا نشعر بالتضجر بعد مرور دقائق قليلة على الموعد المتفق عليه، ونبدأ في النظر مرة وراء مرة إلى الهاتف الذكي، بحثاً عن أي رسالة من الشخص المتأخر، وبعد أن كنا نستمتع بالمكان الذي نقف فيه، ونشعر بالسعادة من أعماق قلوبنا، نجد أن نفس هذا المكان أصبح يثير ضيقنا، ويشعرنا بالملل، ونتساءل: لماذا لا يستطيع القادمون من ثقافات أخرى أن يلتزموا بالمواعيد المتفق عليها؟ ألا يُعد ذلك دليلاً على عدم الاحترام؟ بالتأكيد لا، حتى ولو بدا الأمر كذلك، فإن الأمر لا علاقة له بعدم الاحترام.

إن من يدقِّق النظر يتبيَّن له أن العكس تماماً هو الصحيح. لأن المهم هو احترام اللقاء في حد ذاته، والمكان المقرر التوجه إليه، وليس الثغرة المخصصة له في جدول المواعيد بعينها، فالموعد الدقيق والمعزول عن أي ظروف محيطة، لا مكان له في الثقافات التي تتبنَّى موقفاً مرناً من الوقت، يقوم على أساس أن الوقت مثل ماء النهر، دائم الحركة والانسيابية، وليس له فواصل صارمة. إن حقيقة وقوع حدث ما، خصوصاً إذا كان متعلقاً بالعلاقات بين الناس، تفوق أهميتها بكثير مسألة الوقت الزمني المحدد لها. فإقامة علاقة شخصية، أو تجارية، أو إجراء حوار ثري ومفيد للطرفين، أو وقوع حادثة مثيرة.. لا ينبغي أن يخضع لهيمنة الوقت، بل العكس هو الصحيح. ويظهر ذلك في الحديث بين الناس، حيث لا يدخل إنسان في الموضوع مباشرة، لأن كل القضايا الموضوعية، تأتي في المرتبة الثانية، الإنسان وحده هو الذي يحتل المرتبة الأولى، في الثقافات المرنة في التعامل مع الزمن. لا يجد أحد ضيراً من انقطاع الحديث لفترات محدودة، ويُعد ذلك أمراً طبيعياً، مثل أن يرد الشخص على مكالمة هاتفية جاءته أثناء الجلسة، أو أن يقف للسلام والحديث مع أحد المعارف، تصادف مروره على مكان اللقاء. فالأمور تسير في هذه الثقافات بصورة متوازية، ولا تعرف المسار العمودي، لأن الوقت ليس محسوباً بصرامة، وليس مخصصاً لأمر واحد بعينه.

هل على الأوروبيين أن يتعلموا من العرب؟
ما هو مفتاح الحياة الخالية من الهرولة والعجلة؟ هل ينبغي أن نتعلَّم من المفهوم السائد في العالم العربي وفي أمريكا اللاتينية عن كيفية التعامل مع الوقت؟ الإجابة هي: نعم ولا في الوقت نفسه، بناءً على ما سبق ذكره عن ثقافة الوقت المترسخة والمتأصلة في العالم الغربي. فإن القيام بتجاهل ذلك، سيجعل الحياة تخرج عن القضبان الغربية، خصوصاً إذا تعلَّق الأمر بالقطاع التجاري، لأن مجرد طرح الفكرة سيؤدي إلى تجمد الدماء في عروق رجال الأعمال ونسائها، وسيَعدّ كثيرون أن ذلك يعني ببساطة الإفلاس مع سبق الإصرار والترصد.

ولكن على المستوى الشخصي، يمكن بالتأكيد أن يفتح الإنسان باباً خلفياً، لثقافة الوقت المقبلة من خارج العالم الغربي. لكن ذلك يعني لكثير من الناس، أن يعيدوا تعلم كيفية التعامل مع الزمن في بعض المجالات في حياتهم، لأن غالبية الناس في الغرب لا خبرة لهم في التعامل مع الفراغات الموجودة في برنامجهم اليومي. عندها، يجب على الإنسان الغربي أن يعتاد على التعامل مع الإيقاع البطيء، مع الاسترخاء وعدم الإنتاجية، بل ومع الركود من وقت لآخر. يجب على الإنسان الغربي أن يحرِّر نفسه من الأفكار التي تثير خوفه من أن عدم القيام بشيء يعني بالضرورة وقوعه في بئر عميق لا يستطيع الخروج منه. والدليل على خطأ هذا التصور، هو أن هناك غربيين يمارسون اليوغا، مع مدرِّبين يقنعونهم بأهمية ذلك، وهناك آخرون يلتحقون بدورات باهظة التكاليف، للعلاج القائم على خفض التوتر، والتخلص من الهرولة الدائمة، فيفعلون ذلك كله، من دون أن ينهار عالمهم.

ينبغي لنا أن نمتلك الجرأة على أن نتحرَّك بدافع من داخلنا، ومن دون تدخل من الخارج. لننتقل إلى أرض اللاتخطيط، ولنتذكر ما قاله الأديب الإيرلندي الشهير أوسكار وايلد: «إن عدم القيام بأي شيء، هو أصعب عمل يمكن القيام به على الإطلاق، ويحتاج إلى أكبر قدر من التفكير». وهذا فعلاً هو الواقع، إذ إنه ليس من السهل، أن يحسن الإنسان التعامل مع السكون، أو عدم التفكير في أي شيء، أو أن يخرج الإنسان من الحلقة المفرغة لأسلوب حياتنا الغربية، فذلك يتطلب قوة فكرية، تمكّن الإنسان من التخلص بوعي من ضغوط الحياة اليومية، وانتزاع القدرة على التحرر من ضغط البيئة المحيطة، وتقبل فكرة ألا ضرورة لكي يبقى الإنسان حاضراً دوماً، أو ألَّا يكون في قلب الحدث.

خطة التحوُّل
يمكن البدء في ذلك بخطوات صغيرة. مثل أن يتوقف الإنسان لبعض الوقت عن النظر إلى هاتفه الجوال، وإلى ساعة يده، وأن يعتمد على إحساسه الداخلي بالوقت. ينبغي للإنسان أن يتوقف عن تخصيص فترة زمنية ضيقة محدَّدة سلفاً في جدوله اليومي لاهتماماته الشخصية، وللأشخاص الذين يلعبون دوراً في حياته، لأن عليه أن يعطيهم كل الوقت الذي يحتاجونه طالما كان مدفوعاً بعاطفته الداخلية. ولا ينبغي أن يصيبنا الذعر من فكرة التخلي عن التحكم في الوقت المنصرم، خاصة إذا كان ذلك في وقت الفراغ. فحبَّات الرمل تواصل النزول باستمرار في الساعة الرملية، سواء ظللنا نراقبها طوال الوقت، أو لم نراقبها. وعلاوة على ذلك، فإن شعورنا الداخلي بالوقت، الذي درَّبناه سنة وراء سنة، هو أفضل بكثير مما نعتقد. وإذا وجد البعض أن هذا الكلام مثالي ونظري للغاية، وغير قابل للتطبيق، فما عليهم إلا أن يجربوا ذلك يوماً واحداً، يسيرون فيه تبعاً لشعورهم الداخلي بالوقت، وعندها سيتبيَّن لهم أنهم قادرون على إنجاز كل شيء، دون توجيه وتحكم خارجي، بل وسيكونون أكثر اطمئناناً، واستمتاعاً باليوم.

إن هذا الاستمتاع يأتينا أيضاً حين نقضي لحظات استراحة، لا نفعل فيها شيئاً، عن عمد، ونضعها ضمن برنامجنا اليومي، أن نستلقي نصف ساعة على الأريكة، أو في الحديقة، أو في الشرفة، أو حتى بالجلوس على المقاعد المتوفرة في المتنزهات. كل ما على الإنسان هو أن يترك لأفكاره العنان، ويغلق عينيه، ويترك الأحداث التي مرت عليه، تمر مثل الشريط السينمائي، ولا شيء غير ذلك. أو أن يخصص وقتاً ثابتاً، يقضيه في شيء يحبه، ويعطيه جل تركيزه واهتمامه، مثل أن يتصفح مجلة، أو أن يتصل هاتفياً بشخص عزيز، أو يمارس لعبة يهواها، أو أن يتمشى، حتى ولو كان ذلك على حساب مهمة، كان من الممكن تأديتها في هذا الوقت..

من البديهي أننا نتأثر بحقيقة محدودية الفترة الزمنية التي نعيشها. وهي الحقيقة التي تنعكس على كل ما نفعله وما لا نفعله. ولكن، في النهاية، يكون العنصر الحاسم هو روعة وتركيز اللحظات والأوقات والتجارب والمقابلات التي أتيحت لنا فرصة الاستمتاع بها، والتي تترسخ في مخيلتنا، وليس للأمر علاقة بالكم، بل بالكيف.

* مارين فُص هي كاتبة ألمانية، كتبت هذا المقال بناءً على تكليف خاص من المجلة
ترجمة: فريق القافلة

أضف تعليق

التعليقات