لغويات

من طرائف العربية

ما عدا مما بدا
أي ما صرفك عنّي مما بدا لك منّي. قالوا: وأول من قال هذا القول الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وذلك أنه لما قدِم البصرة قال لعبدالله بن عبّاس: امضِ إلى الزّبير ولا تأتِ طلحة، واقرأ عليه مني السلام، وقل له: يقول لك: عَرَفْتني في الحجاز وأنكرتني في العراق فما عدا مما بدا؟ ومنه قول ابن عنين (ت630هـ):
يا دهر ويحك ما عدا مما بدا أرسلت سهم الحادثات فأقصدا

ما فيها لوٌّ أو لولا
كناية عن المرأة الكاملة الصفات الجامعة للمحاسن. وقد يقال أيضاً: فلان ما فيه لو أو لولا، كناية عن كامل الصفات لا نقص فيه. في (وفيات الأعيان) قال ابن بسّام (ت302هـ) في رثاء ابن المعتز:
ما فيه لوٌّ ولا لولا فتنقصه وإنما أدركته حرفة الأدبِ

يا أمي ارحميني
يقولون عن الأمر: ليس فيه يا أمي ارحميني، يَعْنون أنه لم يعد هناك مجال لقبولِ الشكوى أو طلب للرحمة فقد (فات الميعاد)، ومنه قول الشاعر:
ولم أنسَ المليحة حين راحــــــت إلى قاضي المحبّة تشتكـــــــيني
فقلت لها: ارحمي ضعفي، فقالت: وهل في الحب يا أمي ارحـميني

حصة الأسد
كناية عن الحصة الكبيرة من الغانم. قالوا: إنها مولّدة بالترجمة عن العبارة الإنجليزية Lion’s share ولعلّها من وحي القصّة المتداولة في التراث العربي عن أسد وذئب وثعلب تصاحبوا واصطادوا حمارَ وحشٍ وظبياً وأرنباً، واقترح الأسد على الذئب أن يقسِّم الصيد، فقال: الحمار لك، والظبي لي، والأرنب للثعلب، فغضب الأسد، وبطش بالذئب، فألقاه صريعاً، وقال للثعلب: اقسم أنت، فقال الثعلب: الحمار لغدائك والظبي لعشائك، والأرنب تتفكّه به في الليل، فقال له الأسد: أحسنت من علّمك هذه القسمة العادلة؟ فقال: علّمنيه رأس الذئب الذي بين يديك.

أضف تعليق

التعليقات