علوم

لأول مرة في تاريخ استكشاف الفضاء

مسبار على سطح مذنب

12055070794_ee181a714a_kحتى نهاية العام الجاري، سيستمر المسبار فيلة في إرسال معلوماته إلى الأرض عن المذنب «67 بي/ تشوريوموف – غيراسيمنكو»، بعد أن حملته إليه العربة الفضائية «روزيتا»، وأسقطته على سطح هذا المذنب في نوفمبر من العام الماضي بعد رحلة استمرت أكثر من سنوات عشر، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ استكشاف الفضاء.

سقوط بالجاذبية
والقول إن العربة «أسقطت» المركبة، كلام علمي، لأن المركبة «فيلة» لا محرك لها يوجهها ويقودها، وهي قد لامست أرض المذنّب بعد «إسقاطها» بسبع ساعات، بفعل جاذبية المذنّب «67 بي/ تشوريوموف – غيراسيمنكو»، وهي جاذبية ضعيفة جداً، لأن قطر المذنّب في أقصى عرضه، لا يتجاوز 4 كيلومترات. وهو إذاً جرم فضائي صغير جداً، لا يتجاوز حجمه حجم جبل فيجي.

ساعات الرعب السبع
وقد أطلق العلماء الأوروبيون على الساعات السبع التي استغرقها «سقوط» المركبة «فيلة» على المذنّب: ساعات الرعب السبع، أسوة بما فعله العلماء الأمريكيون، الذين أطلقوا على الدقائق التي استغرقها هبوط المركبة «كيوريوسيتي» على سطح المريخ: دقائق الرعب السبع.

أما الرعب، فسببه أن العلماء ظلّوا يعملون منذ وصول العربة الفضائية «روزيتا» إلى مدارها حول المذنّب، في 6 أغسطس الماضي، على استكشاف سطح المذنّب، وهو غاية في الوعورة، والسقوط عليه بفعل الجاذبية وحدها، دون محركات توجّه هذا السقوط، أمر صعب إلى درجة أن نجاح الهبوط مسألة حظ، أكثر مما هي مسألة تحكم علمي، واحتمال انقلاب المركبة على ظهرها في أرض وعرة أمر ممكن. ناهيك عن أن المشروع تكلف 1.7 مليار دولار، فإن كل طموح العلماء في الوصول إلى نتيجة علمية ناجحة، كان على المحك في لحظات الهبوط بالجاذبية هذه.

اختبارات علمية عديدة
حملت «فيلة» معها إلى المذنّب تسعة أجهزة اختبار، من أجل تصوير التربة وفحصها، وكذلك من أجل معرفة ما الذي يحدث حين سيقترب المذنّب من الشمس، فترتفع حرارته ويبدأ في بث الغازات والغبار في الفضاء، مكوّناً الذنب الذي كان سبب تسميته.

لقد صنعت مجموعة من الشركات الأوروبية المركبة، يقودها معهد أبحاث الفضاء الألماني. وتقول وكالة الفضاء الأوروبية إن المستشعرات التي حملتها المركبة معها ستقيس كثافة سطح المذنّب وخصائصه الحرارية، وتحلل الغازات هناك، وتبحث عن أي أثر لمواد عضوية قد تكون موجودة.

كذلك ستقيس الأجهزة العلمية على المركبة قوة الحقل المغناطيسي في المذنّب، والتفاعل بين هذا المذنّب والرياح الشمسية. وعلى فيلة أيضاً حفّارة تستطيع أن تحفر إلى عمق 20 سنتيمتراً في التربة، وتأخذ عيِّنة منها إلى السطح لتحليلها.

وستبقى المركبة، وكذلك العربة الفضائية، تعملان على سطح المذنّب وفي المدار حوله، أكثر من سنة، حتى شهر ديسمبر سنة 2015م، فالمذنّب سيقترب في 13 أغسطس من تلك السنة، إلى أقرب مسافة من الشمس، وهي 112 مليون ميل (180 مليون كيلومتر)، عندئذٍ سيأخذ المذنّب في بث مئات الكيلوغرامات من الغازات والغبار في كل ثانية. ويُعتقَد أن المهمة ستتوقف لاحقاً جرَّاء هذا النشاط.

أرقام
• سرعة المذنّب في الفضاء: أكثر من 84,000 ميل في الساعة (135,000 كم/س)
• قطر المذنّب في أعرض أجزائه: 2.5 ميل (نحو 4 كيلومترات)
• يدور حول الشمس في: 6.45 سنة
• يدور حول نفسه في: 12.4 ساعة
• المدة التي استغرقتها رحلة روزيتا: 10 سنوات، و8 أشهر، و12 يوماً
• المسافة التي تفصل الأرض عن المذنّب: 310 ملايين ميل (نحو 500 مليون كيلومتر)
• المسافة التي اجتازتها روزيتا للوصول: 6,4 مليار ميل (10.3 مليار كيلومتر)
• ارتفاع مدارها حول المذنّب: 19 ميلاً (30,57 كيلومتر) منذ 6 أغسطس 2014
• الوقت الذي استغرقه هبوط فيلة: 7 ساعات سقوطاً بقوة جاذبية المذنّب
• وزن المركبة فيلة: 220 باوند (99.66 كيلوغرام)

أضف تعليق

التعليقات