كتب (قافلة النشر)

كتب

كتب عربية

387860مدوَّنة قرارات اللغة العربية في المملكة العربية السعودية
الناشر: مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية، 2015

يعبّر الأمين العام لمركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي عن أسباب اهتمام المملكة باللغة العربية بقوله: «تمثل المملكة العربية السعودية المرجعية العربية الكبرى في احتضان برامج اللغة العربية المتنوعة ودعمها على مستوى العالم… وقد تواترت جهود ملوكها الكرام في تعزيز مكانة اللغة العربية ودعم برامجها، وسنّ الأنظمة والقوانين في هذا الإطار». لذلك كشف المركز مؤخراً عن إصداره كتاباً نوعياً في هذا المجال بعنوان «مدوَّنة قرارات اللغة العربية في المملكة العربية السعودية».
ومن أجل إصدار هذا الكتاب نهض المركز بتكوين فرق العمل وورش النقاش لجمع قرارات اللغة العربية وتعاميمها وأنظمتها ولوائحها ورصدها على المستوى المحلي، بالتعاون والتواصل مع مختلف القطاعات في الوزارات والهيئات والمؤسسات المتعددة في المملكة، وكلَّف فريقاً بحثياً لاستقصاء ذلك. كما قامت الأمانة العامة للمركز بالاستفادة من خبرات أعضاء مجلس الأمناء في عدة جلسات نقاش. ومعلوم أنه ينظر إلى القرار اللغوي بوصفه أساساً للتخطيط اللغوي الاستراتيجي لأية دولة. وكانت النتيجة إصدار هذا الكتاب الذي يُعد الأول في بابه لجمع القرارات السيادية للغة العربية في دولة من الدول.

 

Screen Shot 2015-06-05 at 7.26.21 PMالنظرية النقدية: القراءة، المنهج، التشكيل الأجناسي
تأليف: د. محمد صابر عبيد
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، مارس 2015

يناقش الباحث د. محمد صابر عبيد في عشرة فصول «قراءة» منهجية في الفكر والنص والأجناس الأدبية. يتطرق الكاتب في قراءته النقدية هذه إلى الدلالات الشعرية ولغة الجسد ومفاتيح القراءة في القصيدة الجديدة، ومنهجية النقد «السيميائي»، وحلم العقل «اليوتوبي» ومرايا الغد وسواها.
يرى الكاتب أن الرؤية النقدية التي تجلت له بين دفتي هذا الإصدار تستمد زخمها ومضمونها من خبرة نقدية حرة داخل حقل الممارسة النقدية الشاملة، تغذت على مرجعيات النظرية بمختلف أصولها، وتأسست وفق معطياتها. غير أن الحساسية النقدية الشخصية ظلت في خضمّ آلاف الممارسات النقدية ظاهرة على النصوص والظواهر الإبداعية، تُدين لذوقها الذاتي أكثر من الاستجابة لمنطق النظرية وضغطها… وبهذا المعنى فإن النظريات التي اشتغل عليها المؤلف في هذا الكتاب هي بمنزلة رؤى قادمة من مساحات الإجراء إلى منصة النظرية وليس العكس. بمعنى أنها نظرية نقدية طالعةٌ من رحم الإجراء والممارسة والفعل النقدي المشحون بالحبّ والرغبة والمغامرة والحرية. لذا فهي تتمتعُ بخطابها النوعيّ الخاص. وهو لا يستعين بمنطق النظرية إلا من أجل أن يستثمر معطياتها لتكونَ في خدمة رؤيته ومنهجه، إذ يبقى الفضاءُ النقديُّ الشخصيُّ القائم على ذوق مدرّب وخبير، يتحرّى الفنَّ والجمال والثقافة وتقنيات التعبير والتشكيل داخل حاضنة واحدة مشتركة، ويسهم في بناء رؤية نقدية حرّة وجديدة.

 


3058207759البُعد السابع… التحوّلات الفكرية في الفنون التشكيلية
تأليف: جلال الطالب
الناشر: نادي الجوف الأدبي، 2015

يختزل كتاب البُعد السابع الذي يقع في 180 صفحة من القطع الصغير، أبعاداً فكرية وفلسفية متعلِّقة بالمشهد التشكيلي العام، كما يقدِّم قراءة سردية تجعل من اللوحة أشبه بنص أدبي. ويعكس رؤية فكرية عميقة للمشهد الفني التشكيلي بأبعاد عدة، ومنها، القراءة السردية للمنجز التشكيلي بالمشهد الثقافي العربي، التي باتت نادرة إلى حد الفقر. ويبين كيف أصبحت اللوحة التشكيلية بعيدة عن الثقافة بمعناها العميق الشامل، ولا بد من استعادتها باعتبارها ممارسة ثقافية بحتة ولا يجب التوقف أمامها كممارسة فنية فقط. كما يتتبع المتغيرات الذهنية، لمرحلة يمر بها الفنان أو المجتمع فتعكس لنا اتساع مداركه وثقافته. إذ إن هذا الفنان يمثِّل صورة مصغرة لتعاطي المحيط الذي ينتمي إليه بأمور حياته، سواء أكانت معيشية، أو بفعل انتمائه للدين والمعتقد أو فلسفته بالسلم والحرب.
أما في شأن البُعد السياسي، فيرى الكاتب أن الاهتمام بالفنون كافة لدى الأنظمة أو شعوبها، هو مقياس حقيقي ومعيار علمي لمعرفة قوة هذا الكيان من ضعفه.

 

Scanأحداث العرب في القرن العشرين
تأليف :عبدالعزيز محمد العمري
فهرسة: مكتبة الملك فهدالوطنية أثناء النشر

جمع الجزء الأول لكتاب «أحداث العرب في القرن العشرين» الأحداث العظام التي مرت بها الأمتان العربية والإسلامية خلال الحقبة التاريخية من 1/1/1900 إلى 31/12/1999م.
ورصد الكاتب الأدوار الكبيرة للشخصيات المؤثرة في تلك الأحداث من قادة، وعلماء، وكتَّاب، وشعراء، وفنانين، وذلك من خلال أكثر من 3000 كتاب ومطبوعة جمعها الكاتب من بلدان مختلفة.
وقدَّم الكتاب الذي يقع في 472 صفحة، رصداً تاريخياً لأحداث فاصلة في حياة دولنا العربية والإسلامية غيَّرت مجراها، ورسمت الطريق لتكوينها الحالي ومستقبلها القريب والبعيد.
ويُعد الكتاب مرجعاً مهماً في التوثيق لهذه الشعوب والأمم لما يحويه من وثائق ذات مصداقية استطاع الكاتب جمعها وتدوينها وفهرستها في زمن كان فيه جمع المعلومة صعباً جداً، ويستدعي السفر من بلاد إلى أخرى، والبحث في المراجع والكتب الموثوقة.
وسرد الكتاب ما عانته أمتنا العربية من الاستعمار البريطاني والفرنسي والإسباني والإيطالي، ووثق أحداثاً عظيمة مناهضة للاستعمار، وناشدة للحرية مهدت الطريق لنيل الاستقلال لشعوبنا العربية

 

17027بغداد: سيرة مدينة
تأليف: نجم والي
الناشر: دار الساقي، 2015

يزخر هذا الكتاب بحقائق تاريخية وصور ووثائق معاصرة عن مدينة بغداد العريقة. كما يستنطق نصوص أدباء غربيين زاروا بغداد، وتركوا وراءهم انطباعاتهم، بالإضافة إلى رسم صورة غنيَّة الملامح لبغداد منذ تأسيسها عام 762م، مروراً بحكم الخليفة هارون الرشيد، حتى خرابها على أيدي المغول. كما يتضمَّن قصصاً عديدة عن بغداد الحاضر من ذاكرة المؤلف نفسه، عن حبه الأول، وعن دخوله الحياة الأدبية، مروراً بسجنه، وحتى هروبه إلى المنفى بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية.
الكتاب وثيقة مهمة، توضع فيها النظرة الغربية لصورة بغداد في مواجهة النظرة الشرقية، لكيلا نقول إنه درس في علم النظرة يلائم بين الطوبوغرافية والذاكرة الذاتية.
وتجدر الإشارة إلى أن نجم والي قاص وروائي وصحافي عراقي مقيم في ألمانيا حازت روايته «بغداد مالبورو» جائزة برونو كرايسكي العالمية للكتاب لعام 2014م.

 

675248746الرواية والسفر… تقاطعات التخييلي والتسجيلي
تأليف: مجموعة مؤلفين
الناشر: منشورات مختبر السرديات للخطاب والدراسات المقارنة، 2015.

يتضمن هذا المؤلف الجماعي بعنوان «الرواية والسفر: تقاطعات التخييلي والتسجيلي»، مجموعة من المقالات، هي أوراق عمل ندوة عقدها مختبر السرديات بالتنسيق مع منتدى الفكر والثقافة والإبداع بطنجة، وتم تجميعها بعد تحكيمها، وإضافة ثلاث مقالات مترجمة لكل من فلاديمير كريزنسكي حول «خطاب الرحلة ومعنى الغيرية»، وأنا لويزا مارتينيز كوسطا عن «الرِحلَة والحكاية»، ثم محمد حاج صادوق عن «جنس الرحلة».
كما تضمن الكتاب رواية قصيرة للأديب الأمريكي، هانييل لونغ، تستلهم رحلة كابيثا دي فاكا؛ وترجمها الأديب عبدالقادر الجموسي. أما باقي الأبحاث فقد جاءت لمقاربة نصوص روائية رحلية لروائيين من مصر وسوريا والمغرب واليمن والأردن والعراق والسعودية والجزائر.. تعكس دينامية استعادة الشكل الرحلي وتطويعه بما يلائم السرد الروائي، وهي لعبة يتقاطع فيها التسجيلي بالتخييلي، مما يمنحُ النص بُعداً مزدوجاً ومنفتحاً على الذات والمجتمع والتاريخ.

 

كتب من العالم

81U9IErywsL._SL1500_الشركات الصغيرة والمدينة: الإمكانات التحويلية للريادة في الأعمال التجارية الصغيرة
Small Business and the City: The Transformative Potential of Small Business Entrepreneurship
تأليف: رافييل غوميز وأندريه إيزاكوف وماتيو سيمانسكي
الناشر: University of Toronto Press 2015

في كتاب «الشركات الصغيرة والمدينة» يسلط رافييل غوميز وأندريه إيزاكوف وماتيو سيمانسكي الضوء على قدرة الريادة في الأعمال على النطاق الضيق على تحويل الأحياء المحلية والمدن التي تنشأ فيها. ومن خلال دراسة العوامل التي تمكِّن الشركات الصغيرة من أن تزدهر وتنبض بالحياة، يستكشف الكتّاب الثلاثة نجاح أحد المفاهيم الجديدة التي برزت في كندا ثم انتشرت في أنحاء العالم. وهو مفهوم يعرف بـ «منطقة تحسين الأعمال» أو «Business Improvement Area» الذي يسمح لروَّاد الأعمال أصحاب الشركات الصغيرة بتجميع مواردهم مع شركات أخرى مشابهة ليصبحوا مصدراً للتجديد المدني، وليتحولوا إلى مصدر جذب للمواهب البشرية وموضع لاحتضان الابتكارات المحلية في المدن حول العالم.
كما يقوم هذا الكتاب بتحليل السياسات والقوانين الضرورية لدعم هذه الحيوية المدنية، بالإشارة إلى السبل التي يمكن للمدن من خلالها أن تشجع وتدعم الشركات المستقلة المملوكة من جهات محلية.
باختصار هذا الكتاب يقدِّم عرضاً لأجندة عصرية ملهمة للتقدم والتطور المدني في القرن الواحد والعشرين.

 

gusti-medievoالأذواق في العصور الوسطى: الطعام والطهي والطاولة
Gusti del Mediovo: L Prodotti, la Cucina, La Tavola
تأليف: ماسيمو مونتاناري
الناشر: Laterza 2012

في كتابه «الأذواق في العصور الوسطى» يتبع المؤرخ العالمي المعروف ماسيمو مونتاناري، تطوّر الأذواق في ذلك الزمن، من الناحيتين المطبخية والثقافية، ومن المواد الغذائية الخام إلى الأسواق الغذائية. ويلتقط تأثير كلّ ذلك على الاتجاهات الحالية في عالم الغذاء. ومن خلال ربط عوامل التطوّر الغذائي بنمو الحضارة الإنسانية، يأخذ مونتاناري القرَّاء في رحلة أخاذة إلى المناقشات الحماسية والاختراعات الجريئة التي حوّلت الغذاء من مجرد سلعة بسيطة إلى عامل فعّال في الصحة ورمز للمكانة الاجتماعية والأيديولوجية.
يعود بنا مونتاناري إلى كلية ساليرنو للطب في إيطاليا المعروفة بـ «أم جميع كليات الطب في العالم» ليرسم نظرية الطعام التي تكوّنت في القرن الثاني عشر. ويراجع تأثير طرق التوابل في الشرق الأدنى التي أسهمت في إدخال نكهات جديدة وأساليب حديثة في الطهي إلى المطبخ الأوروبي. كما يقرأ كتب الطبخ الأولى في أوروبا التي استمدت تعاليمها من الممارسات الرومانية القديمة التي كانت تؤثر المزيج في النكهات. وأخيراً يُظهر مونتاناري كيف أنه مع زيادة إدراك الأشخاص لمظهرهم الخارجي وفردانيتهم وموقعهم في العالم، أصبحوا أكثر ميلاً لاعتماد مواقف جديدة من الطعام.

 

lgcover.9780374292980العالم أبعد من رأسك: أن تصبح فرداً في عصر الإلهاء
The World Beyond Your Head: On Becoming an Individual in an Age of Distraction
تأليف: ماتيو ب. كروفورد
الناشر: Farrar, Straus and Giroux 2015

في كتابه «العالم أبعد من رأسك» يستكشف كروفورد تحدّي التحكم بالتفكير الفردي للأشخاص.
غالباً ما نتذمر من حياتنا العقلية المشوشة، ونشعر بالمعاناة من العوامل الخارجية التي تدمر تركيزنا وتعطل سلامة عقولنا. وأهم ما يتناوله هذا الكتاب هو مسألة الحرية من خلال ما يسميه الفيلسوف الألماني مارتن هيديغر «أن تكون في العالم».
فبالنسبة لكروفورد، إن الطريقة التي نتواجد بها في هذه الدنيا هي التي تتسبب في «أزمة الانتباه» هذه، أكثر من التكنولوجيا أو الإعلانات أو المشوشات الحالية المعاصرة. ويعيد المشكلة إلى عصر التنوير عندما بدأنا نحاصر بمتطلبات عملية متزايدة أسهمت في بدء الانفصال عن العالم الخارجي، وانتهت بالطلاق الكامل الذي نعيشه في الوقت الحاضر. وهناك افتراضات عديدة في صلب الحضارة الغربية تتضارب مع الطبيعة البشرية وتبعدنا عن حقنا في إيجاد مكاننا في العالم وصقل المهارات الضرورية اللازمة لنا.

 

81C6Wpx-hkLعجائب مملكة النباتات: إظهار صورة مصغرة
Wonders of the Plant Kingdom:
a Microcosm Revealed
تأليف: ولفغانغ ستابي وروب كيسلر ومادلين هارلي
الناشر: University of Chicago Press 2015

بالمقارنة مع التعقيدات الواضحة في عالم الحيوان، تبدو النباتات من النظرة الأولى وكأنها أبسط من حيث الشكل. ولكن هذه البساطة خدَّاعة. فالنباتات التي تعيش حولنا جاءت نتيجة آلاف السنين من التعديلات المذهلة التي سمحت لها أن تعيش وتنمو في ظل ظروف متغيرة وفي بيئات طبيعية محدّدة. ولكن من الصعب مشاهدة هذه التغييرات بالعين المجردة.
يستعرض كتاب «عجائب مملكة النباتات»، الذي هو عبارة عن تفاعل بين الفن والعلوم، المئات من الصور الجذَّابة المأخوذة بمجهر المسح الإلكتروني والملونة باليد من قِبل الفنان روب كيسلر. فهناك مثلاً صور لقشرة ثمرة الدراق بشعيراتها الدقيقة والمسام الصغيرة التي تتنفس منها والبذور التي تشبه الغبار لأصغر نباتات الصبار في العالم وغيرها كثير من الصور الأخاذة التي تظهر في هذا الكتاب بالشكل واللون والطابع. وترافق هذه الصور تفسيرات للطرق المتعددة التي حافظت فيها تلك النباتات على بقائها، وبالوكالة، على بقائنا نحن.

 

51443اللاتينية: قصة لغة عالمية
Latein: Geschichte einen Welsprache
تأليف: يورغن ليونهاردت
الناشر: C. H. Beck Auflage 2008

بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، تحولت اللغة اللاتينية التي كانت اللغة السائدة فيها والتي كانت تستخدم كلسان مشترك في الغرب لمدة قرون، لتنحصر في الصفوف والنصوص الأكاديمية فقط. ولكن لهذه «اللغة الميتة» تأثير كبير عبر التاريخ وفي القارات جميعاً. في كتابه «اللاتينية: قصة لغة عالمية» يعرض ليون ليونهاردت لتاريخ كامل للَّاتينية وصولاً إلى الوقت الحاضر.
ظهرت هذه اللغة أولاً في منطقة «أتيوم» في إيطاليا حوالي مدينة روما وازداد انتشارها مع توسع القوة الإمبريالية لتلك المدينة. ومن ثم أسهم كتّاب وعلماء لغة من أمثال «سيسيرو» و«فارو» في تثبيت وجودها كلغة كلاسيكية من خلال وضع قوانين واضحة لها في البلاغة والقواعد. ومع انهيار الإمبراطورية الرومانية وتطور لغات أخرى انبثقت من اللغة اللاتينية، استطاعت اللاتينية المحافظة على وجودها كلغة عالمية بطرق سبقت الإنجليزية والإسبانية ولكنها توقفت عن التطور.
يرسم ليونهاردت تقلبات اللغة اللاتينية في مرحلة ما بعد الإمبراطورية الرومانية، من إعادة إحيائها في القرن الثامن مع توسع نفوذ الملك شرلمان ومن ثم ازدهارها في أوساط كتّاب عصر النهضة وما تليه، ولكن بدءاً من القرن الثامن عشر، تحوَّلت اللغة اللاتينية من لغة عملية إلى لغة تستخدم فقط في المواد الأكاديمية.

بين كتابين

تاريخ المنزل

bookcompare(1) 3 2015صناعة المنزل. تأليف: جوديث فلاندرز
The Making of Home, by Judith Flanders
الناشر: Atlantic Books (أكتوبر 2014)

 
 
 
bookcompare(2) 3 2015أناس عاديون: تاريخ عائلة إنجليزية. تأليف: أليسون لايت
Common people: The History of an English Family, by Alison Light
الناشر: Fig Tree (أكتوبر 2014)

 
 
 
في عام 1987م اكتشف فريق من علماء الجيولوجيا عائلة روسية تقطن في منطقة من سيبيريا تتميز بظروف معيشية مستحيلة تقريباً. وكانت تلك العائلة المكونة من خمسة أشخاص، قد لجأت إلى هذه المنطقة هرباً من اضطهاد حكم ستالين. وعلى مدى نصف قرن عاشت معزولة في كوخ صغير لا تتعدى مساحته ثلاثة أمتار مربَّعة بسقف منخفض وأرض مصنوعة من قشور البطاطا والجوز ونافذة صغيرة وموقد نار وطاولة وبعض الكراسي الخشبية البسيطة. وما عدا النوم، كان هؤلاء الأشخاص يقضون جميع حاجاتهم اليومية خارج الكوخ.
عند هذا الاكتشاف، أصيب فريق العلماء بصدمة كبيرة. ولكن جوديث فلاندرز تقول في كتابها «صناعة المنزل» أن ما لم يلاحظه فريق العلماء هذا بأن ما شاهدوه «لم يكن شروطاً معيشية قاسية وإنما ظروف العيش المعتادة لأسلافهم وأسلافنا في وقت كان فيه كلّ جانب من جوانب الحياة يقوم على مرأى من الآخرين، حيث لم تكن الخصوصية غير مرغوبة فقط وإنما غير معروفة أيضاً». تقول فلاندرز إنه إلى وقت قريب لم تكن المنازل تحمل إلى ساكنيها أكثر من مكان للمأوى والبقاء بعيداً عن أي مفهوم للرفاهية أو مفهوم للعيش العائلي.
في كتابيهما «صناعة المنزل» و«أناس عاديون» تحاول الكاتبتان فلاندرز ولايت القيام برحلة ذهنية عبر الزمن إلى تاريخ تطور المنزل. يهدف كتاب «صناعة المنزل» إلى إظهار ما تسميه فلاندرز «الأنماط غير المرئية»، حيث تسلِّط الضوء على تأثير التغييرات السياسية والاقتصادية والدينية على شكل المنازل ومتطلباتها، وكيف أن الاختراعات التكنولوجية والتطور في أجهزة التدفئة والتبريد والإنارة وصناعة المفروشات غيرَّت سلوكياتنا وأولياتنا المعيشية. وبذلك لم يكن تطور المنازل مسألة خاصة وإنما مسألة تفاعلية مع جميع العوامل الخارجية المتغيرة.
وترسم فلاندرز تطور الأدوات المنزلية العادية مثل أدوات المائدة والكراسي والستائر والنوافذ وأنابيب المياه، وتحثنا على إعادة التفكير بالأدلة الموجودة أمامنا عن الحياة الماضية، حيث غالباً ما تكون اللوحات الفنية والروايات القديمة انتقائية، إلى حدٍّ ما، تستخدم التأثيرات الرمزية والجمالية ليس إلا. لذلك فهي لا تمثل الشواهد الأمثل التي يمكن الاعتماد عليها في القراءة الفعلية لتاريخ المنازل. فأين نجد في أي من هذه الرسومات، على سبيل المثال، أداة المبصقة التي كانت تستخدم في كثير من البيوت الإنجليزية، وأين نجد العازل القماشي الذي كان يوضع خلفها بداعي النظافة؟
وبينما تغوص فلاندرز في تفاصيل حياة أسلافنا من خلال التدقيق في الأدوات التي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية، تلجأ لايت في كتابها «أشخاص عاديون» إلى تاريخ عائلتها لاستكشاف طريقة عيشهم على مدى القرنين الماضيين. تعرض لايت لثماني أشجار عائلية مترابطة وتتحدث عن تلك العائلات المؤلفة من صانعي الإبر والبنَّائين والنجارين والخياطين وجباة الضرائب الذين كانوا في حالة تنقل مستمر. وفي هذه النقطة تظهر لايت، كما فعلت فلاندرز، سهولة التنقل بالنسبة لهؤلاء الأشخاص بسبب عدم تعلقهم بأماكن سكنهم، لكونها تمثل لهم مجرد مأوى لا يحتوي أي ممتلكات ذات قيمة عاطفية.
ومن أهم المقاطع في كتاب «أشخاص عاديون» ذلك الذي يتحدث عن أجداد لايت من عائلة صانعي الإبر حيث تنظر، على طريقة فلاندرز، إلى الإبر كأدوات وجدت ما قبل التاريخ وكيف كانت تصنع من العظام وقرون الوعل أو الصلب وهي التي أسهمت في تطور صناعة الألبسة بشكل كبير. تقول لايت إنه من غير الإبرة لم تكن الحضارة «ممكنة». فقد كان أسلافها يصنعون الإبر وهم يستنشقون غبار الحجر والصلب، معرّضين أنفسهم لخطر الإصابة بالشظايا المعدنية المتطايرة. كل ذلك وهم جالسون في بيوتهم التي كانت، على فترات طويلة، أماكن للسكن ومواقع للعمل أيضاً، من دون تمييز بين وظيفة وأخرى.
تتعامل كلتا الكاتبتين مع مجموعة كبيرة من المواد المختلفة، وتعالجانها بطريقة بارعة، لتظهرا كيف يتكون التاريخ من أدق التفاصيل، وكيف أنه عندما كانت دوروثي، بطلة رواية «ساحر أوز» الشهيرة، تؤكد لسكان أرض أوز العجائبية أنه لا يوجد مكان في العالم يحنّ إليه القلب مثل المنزل، فإنها كانت تعبِّر عن فكرة حديثة للمنزل لم تكن موجودة إلا في التاريخ الحديث.

أضف تعليق

التعليقات